ميدان التحرير بعد اعلان فوز د. مرسى رئيسا لمصر أبدت الدولة العبرية احترامها لنتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، ودعت الإدارة الجديدة في مصر الي الالتزام بالتعهدات والاتفاقيات الدولية وأهمها اتفاق السلام مع اسرائيل. كان هذا هو رد الفعل الأولي الذي صدر في اسرائيل بعد إعلان النتائج الرسمية في مصر. ففي اول تعليق من مكتب رئيس الوزراء بعد طول صمت رسمي وإحجام عن تناول التطورات الأحداث في مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك قال بيان مكتب نتانياهو: "ان اسرائيل تقدر العملية الديموقراطية في مصر وتحترم نتائجها".وأضاف البيان:" ان اسرائيل تتوقع استمرار التعاون مع الإدارة المصرية الجديدة علي اساس اتفاق السلام بين البلدين الذي يخدم مصالح الشعبين ويساهم في استقرار الأوضاع في المنطقة". ولكن في رسالة متناقضة جاء تعليق احد الرسميين الذي رفض ذكر اسمه قائلاً ان حكومة نتانياهو تأمل ان يضع الرئيس الجديد محمد مرسي هو وكتلته البرلمانية الحاجة الي إنقاذ الاقتصاد المصري المتهاوي علي رأس اولوياتهم قبل التفكير في أي مراجعة للعلاقات الثنائية ويقصد بنود اتفاقات السلام مع اسرائيل، ولم ينس المصدر الرسمي الإشارة الي ان الولاياتالمتحدة تعلق مساعداتها لمصر علي التزامها بالسلام مع اسرائيل. وأضاف المصدر:" يبدو اننا كنا علي حق حين قلنا ان الربيع العربي سيتحول الي شتاء اسلامي علي الرغم من سخرية الدول الأوروبية من هذا القول في حينه،و قال انه يأمل ان تتعامل الحكومة المصرية بأسلوب الدولة بما يخدم مصالح شعبها!. كما أدلي ايلي شاكيد السفير الإسرائيلي السابق لدي القاهرة بدلوه، فقد صرح لإذاعة الجيش الإسرائيلي بأن سلطة مرسي سوف تتآكل أمام قوة الجيش الذي يعتمد علي الضمانات الدفاعية الأمريكية . من جانبه قال اسرائيل حسون النائب في الكنيست عن حزب كاديما( وسط ) وكان احد مندوبي حكومة نتانياهو لدي القاهرة ان احتمال انزلاق العلاقات المصرية الإسرائيلية المتوترة بالفعل الآن الي مزيد من البرود والجمود يعني انه علي اسرائيل ان تقوم بإحياء علاقاتها السلمية مع الفلسطينيين بعد توقف طويل. واضاف ان نتائج الانتخابات المصرية تؤكد انه علي الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية ان يعملا بمنتهي السرعة علي بناء علاقات تحالف ثنائية. تحديات السلطة في صحيفة معاريف تساءل الدكتور يهودا خبير الشئون المصرية والسورية بقسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة بار-إيلان: هل يلتزم الرئيس بتعهداته بعد الاحتفالات؟ وقال الكاتب ان الرئيس المصري المنتخب سيواجه عددا من تحديات السلطة فرغم انه يعيش لحظة تاريخية إلا انه يتولي الرئاسة وهو منزوع الصلاحية بعد ان تم إلغاء الدستور القديم وحل البرلمان، وبعد ان قام المجلس الأعلي للقوات المسلحة بتركيز كل الصلاحيات بين يديه، لذلك سيكون علي الرئيس المصري الجديد ان يتفاوض ويصل الي تفاهمات مع مناوئيه. وتأتي الأزمة الاقتصادية تالية في ترتيب التحديات التي يرصدها الكاتب لاسيما مع تزايد نسب البطالة بين الشباب بما يدفعه للبحث عن عمل في الخارج وتفاقم الحاجة لمزيد من الدعم للسلع الأساسية كالدقيق والخبز والوقود ويعقب سؤاله بسؤال آخر عن جدوي شعار " الإسلام هو الحل" وقدرته علي تقديم حلول جذرية لمعضلات الشعب المصري خاصة وان الكاتب يري صعوبة نجاح الرئيس المنتخب، مع جدول الأعمال الاقتصادي الهائل الذي ينتظره بينما هو يحتاج إلي إعادة تأهيل الاقتصاد في بلاده. وعلاوة علي ذلك، فإنه إذا كانت هناك رغبة في إقامة سوق حرة ومفتوحة في مصر فسيكون من الصعب أن نري أصحاب رؤوس الأموال، والحرس القديم، وكبار "المجلس العسكري الأعلي" يقدمون الدعم لها. وفي النهاية يختتم الكاتب مقاله بتناول الزاوية الإسرائيلية مؤكدا ان تل ابيب ستضطر بلا شك الي التعامل مع رئيس تنكر ايديولوجيته علي اسرائيل حقها في الوجود وبرغم كل تأكيداته علي احترام اتفاقية السلام معها. فإنه قد يبادر الي إلغاء هذه الاتفاقية، لكنه يحتاج من أجل تحقيق هذا الي دعم من الجيش ومن الولاياتالمتحدة.