اعتبر مهدي كروبي المعارض الإيراني البارز والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية إن العقوبات الدولية علي إيران عززت حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد وساعدت "حملتها" علي المعارضة.جاء ذلك في الوقت الذي اعلنت فيه واشنطن إنها ليست في عجلة من أمرها لتجربة "سبل أخري" غير العقوبات في مواجهة إيران. وفي مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية - عبر البريد الإلكتروني- قال كروبي البالغ من العمر 73 عاما إن السياسات التي تبنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا لمواجهة البرنامج النووي لإيران تأتي بآثار عكسية وتقوي من سيطرة "الحكومة غير الشرعية". واضاف ان "تلك العقوبات اعطت الحكومة الايرانية ذريعة للتخلص من المعارضة التي حملتها مسئولية انعدام الاستقرار في البلاد". واكد ان عزل ايران لن يساهم في احلال الديموقراطية في البلاد. وتساءل "هل جلبت العقوبات الديمقراطية إلي شعبي كوبا وكوريا الشمالية انها ادت فقط الي مزيد من عزلها ومنحت انظمتها فرصة قمع المعارضة دون اعارة اي اهتمام برأي المجتمع الدولي".واوضح كروبي " ان سوء ادارة الحكومة للاقتصاد أدي الي كساد شديد وزيادة التضخم داخل البلاد ... ومن جهة اخري فان العقوبات لا تفعل سوي تقوية الحكومة غير الشرعية". وقد فرض مجلس الأمن الدولي حزمة رابعة من العقوبات علي إيران في يونيو الماضي بسبب برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف إلي اكتساب أسلحة نووية في حين تصر طهران علي أنه سلمي يستهدف توليد الطاقة. وقال "لان ايران تعاني من المزيد من العزلة فان حكومة نجاد تزيد في عدم الاكتراث بما يراه العالم بشأنها مشيرا الي انها حاولت خلال السنة الماضية التخلص منه بمختلف الوسائل. وعن مصير حركة الاحتجاج قال كروبي "لم يعد من الممكن لحركة المعارضة أن تنزل بأعداد كبيرة إلي الشوارع... ولكننا أيضا نعتقد أنه لم يعد من الضروري القيام بأكثر من ذلك." واعتبر السياسي الإيراني أن الحركة قد أدت مهمتها بعد أن أطلعت العالم علي ما يجري في إيران، كما حرص علي التوضيح " إننا حركة إصلاحية وليس حركة ثورية... نحن لا نسعي إلي أكثر من انتخابات حرة وفقا للدستور الحالي". وفي الوقت نفسه، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيم جونز إن واشنطن ما تزال لديها "مساحة كافية للمناورة" تسمح بإعطاء العقوبات التي فرضت علي إيران فسحة من الوقت قبل أن تلجأ "إلي سبل أخري لمنعها من تطوير أسلحة نووية".وفي حين أكد جونز أن بلاده ستواصل الضغط علي إيران بسبب برنامجها النووي، فقد أشار إلي أن الإدارة الأمريكية تعتقد أن أمامها فسحة من الوقت قبل أن تفكر في القيام بعمل عسكري.لكن جونز أحجم عن تحديد الوقت الكافي لذلك، وقال "هناك اتفاق عام داخل المجتمع الدولي حول هذا، والناس مرتاحون الآن عن موقعنا من هذا المسار الطويل". وفي توافق مع ما يقوله مسئولون اخرون في الادارة الامريكية قال جونز ان هناك مؤشرات علي ان العقوبات بدأت تؤثر علي ايران وقال ان خبرتها النووية ربما لم تتقدم بالشكل الذي خشي منه من قبل. وكرر جونز ما قاله الرئيس الامريكي من ان الباب مازال مفتوحا امام التعامل المباشر مع ايران وحثها علي العودة الي المحادثات النووية الدولية.