أجرت صحيفة الجارديان مقابلة مع مهدى كروبى، المرشح السابق فى الانتخابات الرئاسية الإيرانية العام الماضى، قال فيها إن السياسة التى تتبناها كل من بريطانيا والولايات المتحدة إزاء إيران هى بمثابة هدية لنظام محمود أحمدى نجاد. وأضاف السياسى الإصلاحى البارز، أن العقوبات الدولية القاسية المفروضة على طهران قد ساعدت على تقوية حكومة أحمدى نجاد وساهمت فى الحملة التى قامت بها الحكومة على حركة المعارضة الخضراء فى فترة ما بعد الانتخابات. وفى أول مقابلة يجريها مع صحيفة بريطانية منذ الاضطرابات الواسعة التى اندلعت فى إيران فى يونيو من العام الماضى، ألقى كروبى باللوم على واشنطن ولندن لتبنيهما سياسات ذات آثار عكسية فى مواجهة البرنامج النووى الإيرانى المشتبه فيه، ووصف العقوبات بأنها هدية للنظام الحاكم لأنه منحته المبرر فى قمع المعارضة من خلال إلقاء مسئولية الوضع غير المستقر فى البلاد عليها. واعتبر كروبى البالغ من العمر 73 عاماً، والذى تولى منصب رئيس البرلمان إبان حكم الرئيس الإصلاحى السابق محمد خاتمى، أن عزل إيران لم يؤد إلى تحقيق الديمقراطية فيها. وضرب مثال بكل من كوبا وكوريا الشمالية، مشيراً إلى أن العقوبات لم تحقق الديمقراطية لشعبى هذين البلدين، ولكنها جعلتهما أكثر عزلة ومنحت فرصة لحكومتيهما فى قمع المعارضة دون إزعاج أنفسهم بالاهتمام الدولى. ولفتت الجارديان إلى أن كروبى قام بالاشتراك مع مير حسين موسوى، المرشح الإصلاحى الخاسر الذى قاد الاحتجاجات بإرسال خطاب مفتوح الأسبوع الماضى أدانوا فيه العقوبات، فى الوقت الذى ألقوا فيه باللوم على حكومة أحمدى نجاد لفشلها فى إدارة المفاوضات بشأن البرنامج النووى. ويرى كروبى أن العقوبات استهدفت الطبقات الاجتماعية التى تعانى فى إيران بما فى ذلك العمال والمزارعون. وأضاف: من ناحية، أدت سياسات الحكومة الاقتصادية إلى حالة من الركود العميق وارتفاع معدلات التضخم وهو ما أثر على الشعب الإيرانى وأدى إلى غلق الكثير من المصانع. ومن ناحية أخرى، هناك العقوبات التى تقوى من موقف الحكومة غير الشرعية.