قال تسيفي مازيل – السفير الإسرائيلي السابق لدى القاهرة إن الاستجابة للأصوات المطالبة بإعادة النظر في الملحق العسكري لاتفاقية "كامب ديفيد" التي تضع بعض القيود على تحركات الجيش المصري في سيناء، ستشكل "خطراً" على المعاهدة. وأكد في مقال له نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" – الإسرائيلية – أن جماعة "الإخوان المسلمين" يبدو أنهم لا يدركون – بالفعل- أنَّ ما تحتاجه سيناء هو سياسة تنمية وأمن متكاملة وشاملة لصالح البدو هناك، وليس الحشد العسكري. وقال إنَّه على الرغم من "النهاية السعيدة" – على حد وصفه - لحادث اختطاف الجنود؛ إذ عادوا إلى ذويهم سالمين؛ إلا أنَّ أي شخص لا يضمن تكرار عملية الاختطاف مجدداً، لافتاً أنَّه وفقاً للرواية الرسمية لم يعلن عن إبرام صفقة مع الخاطفين واعتبر ذلك ربما يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة. وأوضح أنَّ الكيان الصهيوني لا يرغب في صب المزيد من الوقود إلى عداء المصريين المتزايد تجاهه؛ إذ تبذل إسرائيل قصارى جهدها حتى لا تتعدى على سيادة جارتها في الوقت الذي تبدو فيه مصر مترددة في الاعتراف بما يحدث، مشيراً إلى استهداف صواريخ لها وشن هجمات على حدودها الجنوبية وتدفق الأسلحة إلى غزةوسيناء. ورأي أن الإخوان باتوا في مأزق إذ ارتأوا الحاجة لاستعادة النظام في سيناء، فعلى الرغم من شعور الجماعة بالقرب من الإرهابيين! وعدم رغبتها في فتح جبهة جديدة، تحاول في يأس نزع فتيل المعارضة الضخمة المتكتلة ضدها داخل مصر، فهي تريد استعادة قدر من الهدوء دون الدخول في مواجهة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حليفتهم ضد إسرائيل. واعتبر أن سيناء تشكل خطرًا حقيقًا للغاية بالنسبة لهم في الوقت الذي يريدون فيه تركيز جل طاقاتهم لمواجهة الوضع الاقتصادي الكارثي – على حد وصفه – والفوضى السياسية التي تشهدها البلاد، مشيراً إلى أنَّ المصريين قد أغضبهم ما اعتبروه هجومًا على جيشهم وكرامتهم، فهم لا يرغبون في رؤية جزء كبير من أرضهم تنعدم فيها سيادة القانون. وقال إنَّه لسوء الحظ، فإن معظم العمليات التي أطلقت لتنظيف المنطقة قد باءت بالفشل. فدبابات الجيش وقوات المشاة المتمركزة في شمال سيناء - والتي تنتهك المُلحق العكسري لاتفاقية كامب ديفيد – والتي انسحبت مؤخرًا من هناك، قد أوصلتنا إلى استنتاج مفاده أنَّ الدبابات "غير ملائمة" لتتبع جماعات صغيرة من الإرهابيين عبر المناطق الجبلية، بالفعل لقد وافقت إسرائيل على زيادة القوات البري، إلا أنَّه على الرغم من ذلك، على مدى ما يقرب من العام، بعض الإرهابيين البالغ عددهم 2000 والمنتمين لعدد من المنظمات الجهادية الصغيرة والتي تتشكل من المصريين والفلسطينيين العاملين مع البدو المحليين , لا تزال نشطة في شمال سيناء . وتابع إنَّه ليس من السهل العثور عليهم في مثل تلك الأراضي الشاسعة؛ إذ يشعر الإرهابيون بثقة كافية للقيام بمداهمات جريئة على مراكز الشرطة، وحواجز الطرق، ودوريات الجيش، لقد أوقعوا خسائر صغيرة؛ إلا أنها مؤلمة لقوات الأمن. ويرى أنَّ الجيش يحاول عبثاً الحصول على دعم شامل من النظام للقضاء عليهم. ويرى أنَّ الوضع الذي يرثي له في سيناء؛ إنما هو نتيجة لسنوات من الإهمال، فعدم تمتع بدو سيناء بأي إصلاحات اقتصادية أو حتى بنية تحتية لائقة جعلت منهم فريسة سهلة للمنظمات الإسلامية الساعية؛ لإثبات وجودها في المنطقة. وأعرب عنْ تمنية استمرار التعاون المشترك بين الجيش المصري، وجيش الاحتلال والذي يتم من وراء الكواليس على حد قوله.