وجه القائد السابق لقوات الجيش البريطاني الجنرال مايك جاكسون انتقادات حادة للولايات المتحدة بشأن سياستها في العراق، معتبرا ان السياسة الأميركية 'في إفلاس فكري'. وذكرت 'ديلي تلغراف' ان قائد الجيش البريطاني لدى بدء حرب العراق انتقد الولاياتالمتحدة على إدارتها لعواقب هذه الحرب، وفي سيرة ذاتية بعنوان 'سولدجر' (جندي)، تنشر مقتطفات منها في صحيفة ديلي تلغراف اعتبارا من الغد (الاثنين)، انتقد السير مايك جاكسون بشدة وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد، انه 'كان من الأشخاص الذين يتحملون اكبر قدر من المسؤولية عن الوضع الحالي في العراق'. وبرأي جاكسون فان مقاربة الولاياتالمتحدة لمكافحة الإرهاب الدولي 'غير مناسبة' وتركز كثيرا على القدرات العسكرية بدلا من الدبلوماسية ومفهوم بناء امة. ودافع في المقابل عن أنشطة الجيش البريطاني في مدينة البصرة ثاني مدن العراق بعد تصريحات لمسؤولين أميركيين قالوا فيها ان القوات البريطانية فشلت في جنوب البلاد، قائلا 'ما حصل في الجنوب كما في باقي العراق هو ان مسؤولية ضمان الأمن كان يجب ان تسند إلى العراقيين فور تحقق السلطات العراقية وقوات التحالف من ان مستوى التدريب والتطور أصبح مرضيا'. وأوضح 'في الجنوب كنا نتولى امن أربع محافظات نقلت ثلاث منها إلى العراقيين بموجب هذه الإستراتيجية ولم يبق سوى البصرة'. وقال ان تفكيك قوات الجيش والأمن العراقية بعد إطاحة الرئيس السابق صدام حسين كان مقاربة تصلح 'على مدى قصير جدا'، مضيفا 'كان علينا إبقاء أجهزة الأمن العراقية على حالها ووضعها تحت إمرة التحالف'. 'التوتر الشديد' ويقول تقرير 'الديلي تلغراف' إن هذا الانتقاد للسياسة الأميركية في العراق يعكس التوتر الشديد الذي شاب العلاقة بين القيادة العسكرية البريطانية ووزارة الدفاع الأميركية خلال التحضيرات العسكرية لغزو العراق، ثم في مرحلة ما بعد انتهاء العمليات العسكرية الكبرى. ويقول الجنرال جاكسون إن رامسفيلد رفض نشر قوات كافية يناط بها مهمة المحافظة على القانون والنظام بعد سقوط نظام صدام وتجاهل الخطط المفصلة التي وضعتها وزارة الخارجية الأميركية بشأن كيفية معالجة الوضع بعد انتهاء الحرب. وانتقد جاكسون على وجه الخصوص الرئيس الأميركي بوش بسبب قراره تسليم إدارة العراق بعد انتهاء الحرب إلى البنتاجون بدل وزارة الخارجية الأميركية التي كانت قد وضعت كل الخطط المطلوبة لإدارة العراق خلال مرحلة ما بعد انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية.