أكملت القوات البريطانية انسحابها من آخر قواعدها العسكرية في البصرة الاثنين إلى مطار المدينة حيث تتمركز غالبية القوة البريطانية، وقالت الناطقة باسم السفارة البريطانية في العراق روزي تابر لCNN إن الانسحاب من "قصر البصرة" يدخل في إطار الخطة التي أعلنها رئيس الوزراء السابق طوني بلير في فبراير/شباط الماضي.بينما وصل جورج بوش فجأة الى بغداد فى محاولة لتخفيف الأثر النفسى لهذه الهزيمة. وتعد قاعدة "قصر البصرة" ثالث قاعدة عسكرية تنسحب منها القوات البريطانية، كما أن البصرة هي آخر محافظة من محافظات الجنوب الخمسة، التي سلمتها القوة إلى نظيرتها العراقية. وستتمركز القوة البريطانية البالغ قوامها نحو 5500 جندي في مطار المدينة حيث ستتركز مهامها على تدريب والإشراف على القوات العراقية.
وتزامن الانسحاب مع توجيه مسؤول عسكري بريطاني آخر انتقادات لوزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد. وندد الجنرال المتقاعد، جيم كروس، الذي شارك في التخطيط لعراق ما بعد الحرب، بتجاهل رامسفيلد للتحذيرات بشأن إمكانية أن تعم الفوضى العراق. ونقلت صحيفة "صندي ميرور" عن كروس قوله "منذ البداية أعربنا عن قلقنا الشديد من افتقاد تفاصيل في خطة ما بعد الحرب، وما من شك رامسفيلد كان في وسط تلك العملية." وجاءت تصريحات كروس في إثر انتقادات أخرى حادة وجهها رئيس هيئة الأركان العامة السابق للجيش البريطاني الجنرال السير مايك جاكسون لوزير الدفاع الأمريكي.
وفي واحدة من أعنف الانتقادات البريطانية لسياسة الولاياتالمتحدة في العراق، حمل جاكسون بحدة على رامسفيلد وحمله مسؤولية الأوضاع الراهنة التي يشهدها العراق، وقللت واشنطن من شأن تلك الانتقادات، وقال الأدميرال مارك فوكس "من الممكن أن تكون هناك اختلافات بين مهنيين حول طرق محددة في كيفية التعامل مع الإستراتيجيات والتكتيكات." ومن جانبها بادرت وزارة الدفاع لإصدار بيان جاء فيه "أن الجنرالين فردين يدليان بآرائهما الخاصة ونحن نحترم ذلك.. فمن حقهما إبداء الرأي."
وفي شأن عراقي مختلف، تضاربت الأرقام الصادرة بشأن محصلة ضحايا العراق خلال شهر أغسطس المنصرم؛ حيث أشارت CNN الجمعة إلى مقتل 1773 مدنياً عراقياً خلال الشهر استناداً إلى أرقام مقدمة من مصادر من الداخلية العراقية، فيما وضعت الأسوشيتد برس الرقم عند 1800. إلا أن الداخلية العراقية أعلنت مقتل 1011 عراقياً فقط خلال الشهر وقال الناطق باسمها العميد عبدالكريم خلف إن 700 منهم ضحايا تفجيرات في شمالي البلاد. وعادة ما يحدث التضارب مع محصلة كل شهر، حيث تكشف مصادر من الداخلية العراقية عن أرقام محددة لتعود الوزارة لاحقاً لتصدر أرقاماً أقل. إلا أن CNN التي ترصد إحصائية خاصة بها مستقاة من مصادر في الوزارة، تشير أن أرقام الجثث المكتشفة بلغ 428.
وعلى الصعيد نفسه فقد وصل الرئيس الأميركي جورج بوش إلى قاعدة الأسد الجوية غرب العراق في زيارة مفاجئة وسرية لم يعلن عنها من قبل، هي الثالثة له لهذا البلد منذ غزوه في مارس/آذار عام 2003. ومن المقرر أن يلتقي بوش خلال الزيارة المسؤولين العراقيين والقادة العسكريين الأميركيين ويبحث معهم آخر التطورات الميدانية والسياسية في العراق. وتأتي زيارة بوش التي يرافقه فيها وزير دفاعه روبرت غيتس قبل نحو أسبوع من تقديم قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفد بتراوس والسفير الأميركي هناك رايان كروكر تقريرهما الحاسم عن الأوضاع في العراق إلى الكونغرس. وكان الرئيس الأميركي قام قبل ذلك بزيارتين إلى العراق الأولى عام 2003 والثانية في يونيو عام 2006.