ساركوزي«شرطي فرنسا الأول» يخطو حثيثا نحو الإليزيه

تمكن مرشح الحزب الفرنسي الحاكم نيكولا ساركوزي من الفوز بحوالي 31% من أصوات الناخبين في الجولة الأولي الرئاسية، ليدخل بذلك مع مرشحة اليسار سيجولين رويال جولة الإعادة المقررة في 6 مايو المقبل ليخطو بذلك حثيثا نحو سدة الإليزيه.
ولد نيكولا ساركوزي «52 عاما» لعائلة مجرية ثرية من أصول يهودية في يناير 1955، وهربت عائلته من الشيوعية نحو باريس التي ولد فيها وعاش طفولة ومراهقة غير سعيدة، بسبب انفصال والديه وبقائه مع أمه برفقة أخويه، إلا أنه لم يعان من الفقر.
ودخل ساركوزي المعترك السياسي قبل أكثر من 30 سنة ووظف كل طاقاته في خدمة طموح واحد هو خلافة شيراك، ويعد ساركوزي منذ سنوات الرجل القوي في الحزب الحاكم الذي ترأسه منذ 2004 وهو موقع استراتيجي منحه قاعدة سياسية متينة ونجح في البقاء علي رأس الحزب بالرغم من تعيينه في يونيو 2002 وزيرا للداخلية في حكومة دومينيك دو فيلبان.
عمل ساركوزي محاميا، وتولي منصب وزير الاقتصاد إثر انتخابات 2002، ومكنته استعادة منصب وزارة الداخلية من ترسيخ دوره ك«شرطي فرنسا الأول» وأكد أن مكافحة انعدام الأمن من أهم موضوعات الانتخابات الرئاسية، وقال إنه سيستحدث وزارة للهجرة.
وتعرض «ساركو» كما يلقبه أنصاره لهجوم ضار من كل الأطراف خلال الحملة الانتخابية وحاول معارضوه من كل الاتجاهات تصويره علي أنه خطر ومثير للانقسامات إلا أن ذلك لم ينل من استباقه لباقي المرشحين ال12 في الجولة الأولي، وإذا تمكن ساركوزي من الفوز بالجولة الثانية سيكون بذلك أول رئيس فرنسي من أصول غير فرنسية.
أما سيجولين رويال مرشحة الحزب الاشتراكي فتعد أول سيدة فرنسية تصعد إلي سباق الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية مع منافسها اليميني نيكولا ساركوزي، وتبدو رويال واثقة من فوزها بالرئاسة مع أن استطلاعات الرأي تتوقع فوز ساركوزي وخاصة لوجود خلافات وانشقاقات داخل حزبها الذي لم يجمع علي تأييدها في الانتخابات، حيث يتهمها بعض أنصارها «بعدم الكفاءة».
ورويال 53 عاما تعد نجمة الإعلام الفرنسي وأما لخمسة أبناء وتخرجت في معهد الإدارة الوطنية الشهير، وهي من عائلة محافظة، والدها جاك رويال عسكري متشدد، ولدت في العاصمة السنغالية لعائلة كبيرة مكونة من 8 أولاد.
وعملت رويال وزيرة مفوضة لدي وزير التعليم كلود اليجر في حكومة ليونيل جوسبان في 2000، ونائبة في الجمعية الوطنية منذ عام 1988 ،دخلت رويال الحكومة في عهد الرئيس فرانسوا ميتران ولم يكن شائعا في فرنسا آنذاك أن تمنح الوزارات ذات الثقل للنساء.
ولا تتمتع رويال برؤية سياسية قوية وهو ما قد يكلفها خسارة السباق لسدة قصر الإليزيه، حيث أشارت الصحف الفرنسية إلي ارتكابها «هفوات» في السياسة الخارجية انتقدها خصومها بشأنها كثيرا، كما لا تحظي بشعبية داخل حزبها الذي يصف بعض أعضائه شخصيتها ب«المتقلبة»
وتعتبر رويال نفسها ضحية معسكرها الاشتراكي إلا أنها نجحت بفضل عملها الدؤوب وتحدثت مباشرة مع الناخبين في الحصول علي المركز الثاني في سباق الجولة الأولي لتخوض الجولة الثانية مع ساركوزي.