تبدأ -إعتبارا من الإثنين- المعركة بين المتنافسين الشابين نيكولا ساركوزي و سيجولين روايال بإستئناف الحملة الإنتخابية من خلال الجولات الإنتخابية واللقاءات ، ومن المتوقع أن تجمع بينهما مناظرة تليفزيونية في الثاني من مايو. ويتوجه مرشح اليمين ساركوزي والإشتراكية روايال في الدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية في السادس من مايو ، بعد أن شهد الدور الأول نسبة إقبال تجاوزت كل المعدلات المسجلة منذ أن بدأت إنتخابات الرئاسة الفرنسية بنظام الإقتراع العام ، حيث سجلت أكثر من 85%. جدير بالذكر أن ما يهم كل منهما الآن هو إستقطاب أصوات ناخبي الأحزاب الأخرى التي شارك مرشحوها في الدور الأول ولم يتجاوز أحد منهم نسبة ال 5% . . فهناك الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة برئاسة جان مارى لوبن الذى سجل أقل وأسوأ معدلاته وحاز نحو 10% فقط من الأصوات ، بعد أن تحول ثلث مؤيديه إلى نيكولا ساركوزي ، خاصة وهو الذي حرص طوال الحملة على تأكيد إحتياجه لناخبي الجبهة. ومن المتوقع بالطبع أن تذهب باقى أصوات أعضاء الجبهة إلى ساركوزي في الدور الثاني ، وإن كان جان مارى لوبن قال أنه لن يصدر تعليمات إنتخابية ، وأنه سيحدد الموقف من خلال خطاب يلقيه يوم الأول من مايو. في الوقت نفسه رفض فيليب دو فيلييه مرشح حزب "الحركة من أجل فرنسا" اليميني المتطرف -والذى حصل على 11ر2% من الأصوات- صراحة أن يعلن تأييده لنيكولا ساركوزي مرشح اليمين. وبالنسبة لسيجولين روايال مرشحة الحزب الاشتراكي ، فقد حققت إنتصارا كبيرا وفوزا بينا في نظر الحزب الإشتراكي الفرنسي بعد أن نجحت في تجاوز المحنة التي مني بها الحزب لفشل مرشحه ليونيل جوسبان في الدور الأول لإنتخابات الرئاسة الفرنسية السابقة في عام 2002. ولوحظ أن نسبة الشباب والنساء التي أعطت أصواتها لروايال كانت كبيرة للغاية ، وأنها نجحت في جمع الكثير من المؤيدين لبرنامجها ، كما أن الحزب الاشتراكي يقف معها كما لم يفعل من قبل مع ليونيل جوسبان. وإذا كان اليمين المتطرف لم يعلن صراحة بعد تأييده لساركوزي ، فإن الأحزاب اليسارية والإتجاهات التي تميل إلى اليسار أعلنت جميعا أنها تؤيد سيجولين روايال في الدور الثاني مما يدعم موقفها ، وإن كان ذلك لن يكفي لأن تتغلب على نيكولا ساركوزي وتظفر بالإليزيه ، وتصل نسبة الأصوات التي من المتوقع أن تتحول إلى سيجولين روايال من اليسار إلى 11% تقريبا. وتتركز أنظار نيكولا ساركوزى مرشح اليمين على ناخبى الوسط ، ويرى المراقبون أنه سيركز على خطب ودهم مثلما سبق له أن فعل ونجح مع ناخبى الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة بزعامة لوبن ، علما بأن ساركوزى ذهب إلى حد قول أنه لا يرى مانعا من أن ينضم إليه يساريون . . أما سيجولين رويال فستحاول بدورها إستقطاب أصوات الوسط ، خاصة وأن الأصوات كانت إرتفعت خلال الجولة الاولى من الإنتخابات مطالبة بتحالف بين حزبي الوسط والاشتراكي .