رصد تقرير لصحيفة وال ستريت جورنال الامريكية محاولات الاحزاب و الكيانات الليبرالية فى مصر لتوحيد الصف والتكاتف معا لهزيمة الاسلاميين في الانتخابات البرلمانية المقبلة حيث بدأت الشخصيات و القيادات غير الاسلامية سعيها لتجاوز الصدام و الاختلافات الأيديولوجية التي تتسبب فى الفرقة لتوحيد الجهود في مواجهة الآلة السياسية الإسلامية التي تسيطر بشكل متزايد على الديمقراطية الشابة في البلاد . و يشير التقرير الى ان هناك ثلاث محاولات منفصلة جارية الان لبناء تحالفات تشكل تحديا ضد المحافظين الاسلاميين الاكثر رسوخا و تنظيما و استعدادا للانتخابات البرلمانية المتوقعة في غضون أشهر بعد أن حلت المحكمة الهيئة التشريعية التي يهيمن عليها الإسلاميون في مايو الماضى . ونقل التقرير عن محمد أبو الغار، الذى يتزعم حملة توحيد الكيانات المتباينة ذات الميول العلمانية قوله " ان انتصار جديد للاسلاميين فى الانتخابات القادمة ، سيعطى جماعة الإخوان دورا مهيمنا في صياغة التشريعات التي من شأنها بناء أساس الديمقراطية الناشئة في مصر" . و من وجهة نظر المعارضين للإخوان، مثل هذه الخسارة ستعني أن " الإسلاميين سوف يحولون مصر إلى دولة إسلامية، وسوف يحتاج الامر من 50 إلى 100 سنة لاستعادة مصر مرة أخرى". ويرى شكري فؤاد، احد قيادات حزب الدستور العلماني الذى اصبح هدفه ان يكون لواء ينضوى تحته المعارضين لجماعة الاخوان المسلمين ، ان مشكلة التحالف " هي الأنا ، فالجميع يعتقد أن لديه ما يكفي من الشعبية أو أن حزبه لديه فرصة للحصول على مزيد من المقاعد في البرلمان اكثر مما سيحققه له هذا التحالف" . و تقول الصحيفة الامريكية انه في حين أن الإخوان المسلمين لديهم عنصر "الدين" لتوحيد أتباعهم فضلا عن شبكة شعبية منظمة منذ عقود ، نجد على الجانب الاخر ان غير الإسلاميين في مصر، تقسمهم النقاشات حول الفكر و الايدلوجية و القيادة وحول الناخبين الذين سوف يمثلوهم . و ضمن أحدث الجهود لإقامة تحالفات قادرة على هزيمة الإخوان، هناك على الأقل ثلاثة معسكرات منفصلة تقدم أيديولوجيات متنافسة وأسماء بحروف بارزة، بما في ذلك مرشحي الرئاسة السابقين. ويقود أحد المعسكرات ، حزب المؤتمر المصري، من خلال المرشح الرئاسي ورئيس جامعة الدول العربية السابق عمرو موسى، ومعه عدة سياسيين بارزين.. ويقود معسكر آخر، التيار الشعبي، من قبل اليساريين برئاسة حمدين صباحي . اما السادة أبو الغار وفؤاد شكرى فيهدفان إلى بناء ائتلاف ليبرالي آخر. ويقول د. فؤاد انه يأمل ان هذا التخطيط من شأنه أن يحول دون تكرار الفشل الذى حدث بالانتخابات الماضية فلم تحوز الكتلة الليبرالية سوى على 9% فقط من الأصوات، لذا يسعون الى تكوين قائمة موحدة تجذب ما يصل إلى 14 مجموعة سياسية ليبرالية، ، بما في ذلك تلك التي تضم قادة الشباب الذين ساعدوا فى اطلاق شرارة الثورة في مصر، وغير مُمثلين بشكل شبه كامل. ويقول أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، انه سيرحب بالبرلمانيين من الحزب الحاكم المخلوع للمساعدة في التغلب على جماعة الإخوان المسلمين، طالما سيتم فحصهم اولا ازاء اى اتهامات بالفساد. كان الرئيس محمد مرسي، المدعوم من الاخوان قد اعلن ان إجراء الانتخابات سيكون بعد شهرين من تصويت المصريين على الدستور الجديد، والذي يتوقع أن يتم الانتهاء منه هذا الخريف. ويقول السياسيون غير الاسلاميين إن الوقت قد حان لعودة الليبرالية.. فقدأظهرت استطلاعات الرأي العام خيبة أمل المصريين فى الإسلاميين بالبرلمان قبل ان تحله المحكمة العليا . وقال السيد أبو الغار ان الانتخابات الرئاسية أظهرت أن 50% إلى 60% من 83 مليون مصري تتعاطف مع الطابع العلماني حتى وإن فاز الإسلاميون بثلاثة أرباع مقاعد البرلمان في الانتخابات الأخيرة. فالرئيس مرسي، على الرغم من دعمه من قبل جماعة الإخوان المسلمين القوية في انتخابات يونيو الرئاسية، الا انه انتزع الفوز بفارق طفيف عن منافسه وهو أحد أفراد النظام السابق المخلوع. و يشير تقرير صحيفة الوال ستريت انه منذ انتخاب مرسي، سعى لتأكيد سلطته على الجيش و عمل على تقييد وسائل الإعلام في البلاد. لذا يامل الليبراليون ان يمنع الناخبون جماعة الاخوان من توسيع سلطتهم بحرمانها من الفوز بأغلبية برلمانية. و تختتم الصحيفة الامريكية تقريرها بالتأكيد على انه فى مصر ،حيث يهيمن المحافظون المتدينون، يُفسر في كثير من الأحيان مصطلح "العلمانية" بانه مرادف للفجور أو التدخل الغربي، و العديد من السياسيين الذين يصفون أنفسهم بعلمانيين يتجنبون ذلك خاصة في الأماكن العامة. وهنا يقول خالد فهمي، أستاذ التاريخ في الجامعة الأميركية في القاهرة ، انه إذا كان الليبراليون أو العلمانيون يأملون في الفوز، سيفعلون أفضل ما لديهم لتحويل الخطاب السياسي بعيدا عن الدين بدلا من تقديم أنفسهم على أنهم أكثر قليلا من مجرد معارضة غير دينية،.