رأت صحيفة "جارديان" البريطانية أن المباحثات الأخيرة التي ضمت عناصر من التيار السلفي التابعين لحزب النور، وبعض الرموز الليبرالية العلمانية، تشير بأصابع مرتعشة إلى إمكانية حدوث السيناريو البعيد عن الأذهان بتحالف سلفي ليبرالي، لمواجهة الصعود الإخواني المخيف للسلفيين أكثر من الليبراليين. واضافت الصحيفة ان السلفيين في مأزق بين الإخوان والليبراليين ولكنها قد تلجأ للتحاور والاتفاق مع الليبراليين ولو على الخطوط العريضة، لتوحيد صفوفهم والتصدى للإخوان المسلمين بعدما حصلوا على الأغلبية البرلمانية، وفي الوقت الذي يستبعد فيه اغلب المراقبين أي سيناريو للاتفاق بين الإخوان المسلمين والسلفيين. ولم تنكر الصحيفة الاختلافات الأيدولوجية الفارقة بين الليبراليين والعلمانيين من جهة والسلفيين من جهة أخرى، ولكن الحوار الناشئ بين الاتجاهين يعكس خوفهم الشديد من التهميش الإخواني لهم بعد الثقل السياسي الذي حققوه على المستوى الشعبي والبرلماني. وأشارت الصحيفة إلى أن الخلاف الإخواني السلفي ليس فكريا او دينيا فقط، ولكنه سياسي ايضا وتجلى بوضوح خلال المعركة الانتخابية البرلمانية التي تواجها بها مؤخرا. ويحاول حزب النور إقناع الجميع بأنه يسعى إلى المصالحة الوطنية من خلال حواره مع الليبراليين والعلمانيين لدفع الشبهات التي تحوم حوله من انتمائه الديني للمشروعات الإصلاحية دون حنكة سياسية، ولكن من الواضح أن السلفيين باتوا يريدون الحصاد السياسي والقاعدة الشعبية الأكبر لمواجهة النفوذ الإخواني. واتفقت مع الصحيفة البريطانية صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية لتكتب مقالا اوردت فيه ان الحزب المحافظ الإسلامي في مصر قد وصل إلى الفصائل السياسية العلمانية والليبرالية في محاولة غير عادية من وراء الكواليس، لتوحيد صفوفهم ومواجهة قوة الإخوان المسلمين في البرلمان الجديد للبلاد. ويبدو ان تحالف السلفيين والأحزاب غير المتدينين سيكون صعب جدا والتوصل الي اتفاق سيكون أصعب، نظرا للاختلافات الكبيرة في أيديولوجياتهما لكن المحادثات تسلط الضوء على المخاوف المتزايدة أن جماعة الإخوان المسلمين، ستفرض هيمنتها علي الساحة السياسية في مصر و تهميش الاحزاب الاخري قبالة فوزها في الانتخابات التشريعية. ويبدو ان محادثات السلفيين مع الليبراليين مذهلة لأنها الحركة الأكثر تحفظا من جماعة الاخوان المسلمين وأكثر عدوانية في الذم للعلمانية ويتبنون الدعوة إلى تنفيذ صارم وحرفية لقانون الشريعة الإسلامية في مصر وممارسة التمييز العنصري من الجنسين على الطريقة السعودية.