رأت صحيفة ( واشنطن بوست) الأمريكية أن التحالف بين الليبراليين والسلفيين يبدو اجتماعيا من حيث الشكل والقضايا المتفق عليها، وليس سياسيا جوهريا، إذا إن الهدف منه مجرد التصدى داخل البرلمان للعدو المشترك بينهما وهو الإخوان المسلمين، في وقت لا يتفق فيه السلفيون والليبرالون إلا في حالات قليلة. من جانبهم أكد الليبراليون أن هذا التحالف جاء على أساس منع التحالف بين القوى الإسلامية بعضها البعض والاستحواذ بشكل تام على البرلمان القادم والمسئول عن صياغة الدستور الجديد. وأكدت الصحيفة أن نوعا من التحالف التكتيكي بين السياسيين الليبراليين والإخوانين، لإعطاء صورة مريحة للغرب والدبلوماسين الغربيين، إزاء تصاعد القلق من احتمال تحول الليبراليون نحو اليمين المتطرف الممثل في التيار السلفي, مضيفة أنه إذا لم يتم التفاوض بين جماع الإخوان المسلمين والقوى الليبرالية في البرلمان المقبل فسيؤدي ذلك إلى وقوع التحالف بين الإسلاميين فيما بينهم. وأشارت الصحيفة إلى تصاعد قلق الليبراليين من التحالف المحتمل بين القوى الإسلامية, حيث أكد "محمد أبو الغار", رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي, أنهم يخشون من السلفيين مطالبا السياسيين العلمانيين الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين حتى نمنع التحالف بين جماعة الإخوان والسلفيين, تعليقا منه على ما أسماه "المخاوف الغربية". وعلى الجانب الآخر عرضت الصحيفة وجهة نظر جماعة الإخوان في علاقتها الحالية مع السلفيين حيث أكد "محمد البلتاجي", القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو البرلمان عن حزب الحرية والعدالة, أن وجود حزب نور يضغط على حزب الحرية والعدالة للسير في الاتجاه المحافظ، ولكن بتفوق الحرية والعدالة على النور في الانتخابات من شأنه أن يصبح وسيلة للضغط على السلفيين لتصبح أكثر اعتدالا. وختمت الصحيفة مقالتها مؤكدة أن أي تحالف بين حزب النور السلفي والليبراليين لن يتم إلا على أسس تقوم على مناصب محددة أو لمواجهة قوة الإخوان المسلمين, مستدلة بذلك بما قاله "عمر عاشور"، خبير في الحركات الإسلامية في جامعة اكستر البريطانية، أن القواسم المشتركة بين الليبراليين والسلفيين قليلة جدا إلا أن لديهم عدو مشترك، ألا وهو جماعة الإخوان المسلمين.