وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية المحادثات التي أجراها حزب النور -الذي يمثل السلفيين- مع بعض الأحزاب الليبرالية بأنها "مذهلة"، إلا أنها تعكس رغبة الحركة في إبرام تحالفات مع الفصائل السياسة حتى التي تخالفها في التوجه، لتوحيد الصفوف في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين في البرلمان الجديد. وقالت الصحيفة: حزب النور المتشدد يسعى لإبرام تحالفات مع الفصائل السياسية العلمانية والليبرالية, في محاولة غير عادية من وراء الكواليس لتوحيد صفوفهم في مواجهة قوة الإخوان في البرلمان الجديد للبلاد. وأضافت: الوصول إلى تحالف بين السلفيين والأحزاب غير المتدينة صعب جدا والأصعب منه الحفاظ عليه، نظرا للاختلافات الكبيرة في الايدولوجيات، لكن المحادثات تسلط الضوء على المخاوف المتزايدة من جماعة الإخوان المسلمين بفوزها في الانتخابات التشريعية يمثل بداية لهيمنتها على الساحة السياسية في مصر وتهميش غيرها. وتابعت إن المحادثات التي جرت خلال الأسبوع الماضي تأتي قبل أيام على انعقاد أول جلسة للبرلمان الجديد وقبل شهر على الذكرى الأولى لسقوط الرئيس حسني مبارك في 11 فبراير، ونتيجة لهذه المحادثات، لن يسيطر على البرلمان الجديد جبهة إسلامية موحدة، ولكنها مقسمة على أساس الخيارات السياسية وليس الاعتبارات الدينية، فقد كانت هناك خلافات متكررة بين الإخوان والسلفيين خلال الحملة الانتخابية. وأوضحت الصحيفة إن هذه المحادثات مع الليبراليين "مذهلة" لأن الحركة هي أكثر تحفظا بكثير من جماعة الإخوان المسلمين وأكثر عدوانية للعلمانيين، لأنها تدعو إلى تنفيذ صارم وحرفي للشريعة في مصر.