تعودنا عليك إشلون بلوي. كاظم الساهر. هكذا العراقيون، يضعون في كل جملة كلمة «بلوي»: والله ما أريده وباليني بلوي... فوج النخل فوج. اشتقنا لسيادة الرئيس. تري، ألا يوجد في مصر طبيب يحسن استئصال المرارة؟ اصطحب الرئيس وزير الصحة وطبيبه الخاص في رحلته العلاجية. يعني يا ريس، أخذت العائلة، والطبيب، ووزير الصحة، والواد لؤي ابن الجيران والكورة الكفر بتاعته وبميكروباص 11 راكب وعلي ألمانيا لاستئصال مرارة؟ إذا لم يكن السفر من أجل طبيب ألماني بارع في المرارات، فلم الشحططة والغربة؟ المقصات والمشارط الألماني أحسن؟ نستوردها كما نستورد كل شيء. آه.. الممرضات أحلي.. هيييه، طب، يمكننا إجراء جراحات تجميل، ننفخ.. ننفخ إيه؟ كل ما فينا قد نفخ بالفعل، يمكن هذا هو السبب؟ طب ح الضابط ممكن يفشهم لنا. أم هو اعتراف من رئيس الدولة بأن النظام الصحي المصري لا يصلح للاستخدام الآدمي؟ لا يا ريس، نحن كنا سنصر علي إدخالك مستشفي استثماري طبعًا، أمال تتعالج في مستشفي تعليمي؟ بعد الشر. الرئيس مبارك ليس المواطن الوحيد الذي يحتاج إلي استئصال مرارة، غيره فقعت مراراته في هذا الوطن. ليس الوحيد في هذه البلد الذي يعاني من أورام حميدة - سلمه الله - غيره مئات الآلاف من المصريين يعانون من أورام خبيثة، وفشل كلوي، وكبدي وبائي، وعمي حيثي، وبري بري، وجوي جوي، وتشكيلة مختارة من الأمراض، ولم يسافر أي منهم للعلاج لا في ألمانيا البلد، ولا في ألمانيا القمح. مش القصد يعني، لكننا كنا نود أن نطمئن علي رئيسنا باللغة العربية، ونشعر بالونس كده وهو بجوارنا في مشفي قريب، ليرسل المواطنون الصالحون البسطاء إليه باقات الزهو والتمنيات بالشفاء العاجل. بدل ما إحنا متشحتفين علي صورة كده، منصتون لمترجم أخنف ينقل لنا تطمينات الطبيب الألماني الذي يؤكد أن رئيسنا في عينيه. ابن أصول يا ضاكتور، لكن لو أجري الرئيس جراحته في مصر لوضعه الأطباء والممرضون المصريون في أعينهم. مالها العيون المصرية؟ فيها عماص؟! وبمناسبة الكرامة المصرية التي لم تنقطع سيرتها منذ مذبحة مباراة الجزائر - والتي لن أسامحكم عليها ما حييت.. كلكم، كل من تقيأ قاذورات بطنه غيرة علي الكرامة الكروية - سيادة الرئيس لا يعلم كم كنا سنشعر بالفخر والكرامة والعزة والانتصار والفشخرة، وربما التوهم بتحرير الأقصي، لو كان أجري جراحته وأتم علاجه في مصر، وفي مشفي مصري. أصلنا غلابة، ونرضي بقليلنا، وأية طبطبة غير متوقعة تجبر خاطرنا وتطلق الزغاريد من حناجرنا، رجالاً قبل النساء. علي أية حال، أغلب المصريين لم يلتفتوا إلي سفر رئيس جمهورية مصر للعلاج في دولة أجنبية، تعودنا علي سلم الخدامين، والله أجلستمونا علي المائدة، نشكر ونحمد، ونأخذ الطبق ونجلس به علي الأرض.. جنب الباب كده عشان لو حد خبط نفتح له. أبقيتمونا في المطبخ، هو مكاننا ومن خرج من داره أتقل مقداره، اللهم إلا إذا خرجت من دارك إلي دار الفرنجة، وذلك لأن الناس هناك ذوق ذوق ذوق. إلا العلاج وأجرة الميكروباص علي حساب مين؟!