قالت المستشارة تهاني الجبالي نحن بحاجة لمزيد من الجهد من أجل الوعي وأن أصعب ما تعرضنا له هو محاولات التجريف الثقافي للشعب المصري على امتداد ال 40 سنة الماضية، فقد قسمت مصر طائفيا وعرقيا وجنسيا إلا أن الشعب المصري في ثورته هزم كل هذه المحاولات. وأضافت الجبالي خلال ندوة "نعم للدولة المدنية الحديثة" الذي نظمتها الهيئة القبطية الإنجيلية بالكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة مساء الجمعة، أن بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة الخاضعة للدستور والقانون هو الدرس الذي تعلمه الشعب من ثورته وعليه أن يحاسب السلطة القادمة وقالت: "لا يقلقني من سيحكمنا بل كيف سيحكمنا". وشددت على وضع مبادئ فوق دستورية لتحكم الجميع وأضافت سنسميها المبادئ الأساسية لبناء دولة واضحة المعالم وليست في دستور مكتوب أو غير مكتوب بل هي شكل نتفق عليه جميعا. وطالبت السلطة الحاكمة الفعلية بفتح نقاش فعلي وعلني وليس في الميادين فقط حتى لا يضيع الوطن وأوضحت أن الوطن لن يبنى بالنوايا الحسنة بل بالقواعد الدستورية. فيما أكد الفقيه القانوني د.أحمد كمال أبو المجد على حرصه حضور اللقاء، لأنه وجد أن الكبار غرباء على مجتمع الشباب، وقال لقد تحولت التعددية في الدول العربية ومصر إلى فوضى غير خلاقة وحرب أهلية فالجميع يبحثون عن الاختلاف فقط وليس المشترك، والوصاية على الناس بدعة من بدع التي دخلت على الإسلام. وقال: "التعددية قديما كانت تقبل الآخرين، ولو كان مكرم عبيد ترشح في الحسين كان هياخد أصوات الناس"، وأضاف أما التعددية الآن فيها إقصاء ومصر على مفترق طرق القريب منا يُخيف والبعيد منا يُطمئن. وقبل أن ينهي كلمته داعب الحضور قائلا: "هأسس حزب المشاغبين الأحرار"، وأنهي كلمته وانصرف سريعا نظرا لظروفه الصحية. تكلم الدكتور القس أندريه زكي نائب رئيس الطائفة الإنجيلية عن مكونات الدولة الحديثة أولها الحكم الصالح وله 3 مبادئ هي الديمقراطية والشفافية والمسائلة. ثم المواطنة وهي لا تمنح بل تعطى بالكفاح والعمل المشترك وتعني أن كل شخص ممكن أن يكون حاكم وأن يكون محكوم، وترتبط بوضع قانوني وليست مفهوم سياسي فقط. وأضاف كذلك علاقة الدين بالدولة الحديثة، التي من المفترض أن تحترم كل الأديان والدولة الحديثة مرجعياتها القانون والدستور فقط. ولا ننكر أن الدين ممكن يقدم قيم مهمة. ويجب الفصل بين الدين والدولة، وأخيرا التعددية والدولة التي تنظر للتعددية بالمعنى العميق لا يجب أن ترتبط التعددية بمصالح طبقة أو فئة معينة وتحترم تعددية الهوية. لذا يجب تأسيس الدولة على الدستور والقانون ولا تبنى على التسامح لأنه ليس دور الدولة فهي يجب أن تطبق القانون لتحقيق العدالة. ومن جهة أخرى اعتذر المستشار هشام البسطاويسي -المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية- عن حضور الندوة لظروف صحية. بينما حضر اللقاء مجموعة كبيرة من الشخصيات العامة مثل المستشار محمود الخضيري، الفنانة سميرة عبد العزيز والأب رفيق جريش المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي.