أكدت المستشارة تهاني الجبالي – نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا – أن مصر تمر بمرحلة من الخطر مشيرة إلى أن الشعب المصري قادر على تحقيق المعجزة بنظام ديمقراطي حر، وأن الشعب قادر علي إفساد أي مؤامرات ومناوآت ضد الدولة، سواء كانت مؤامرات جغرافية أو فتنة طائفية، وأنه قادر علي أن لا يكمل ثروته في حجرات وصفتها ب" معقمة". وأشارت الجبالي خلال الندوة التي نظمتها مكتبة الإسكندرية، مساء اليوم، تحت عنوان" الدساتير بين المصدر الديني والدولة المدنية" إلي أن رئاسة الدولة الحديثة هي وظيفة في إطار القانون والدستور، قابلة للمحاسبة والتغيير، مشيرة إلي أن الدين الإسلامي لم يعرف الدولة الإسلامية وإنما يعرف الدولة المدنية، وأن الفكر الإسلامي منفتح على تجارب الدنيا والحكمة في أي مكان، وإنه هو الذي صنع حقوق الإنسان. وأوضحت الجبالي أن الدولة المصرية في خطر ومستهدفة، وذلك بسقوط بعض أدوات الدولة، مما يمثل خطر علي الدولة، وأنها بحاجة إلي التماسك، ولابد أن يكون عنوان المرحلة المقبلة "الدقة والثقافة والعلم"، مؤكدة أن فكرة المرجعية يجب أن يكون لها ضمانات واضحة في الدستور المصري الجديد. واعتبرت الجبالي عنوان الندوة حول "الدساتير بين المصدر الديني والدولة المدنية" جزء من الإشكالية المفتعلة بخصوص مصر دولة مدنية أما مدنية، لافتة إلي أن مصر لم تكن دولة دينية عبر مراحل التاريخية الماضية، وإنما دولة مدنية نظراً لكل الثقافات التي تمر بها مصر. وأكدت الجبالي أن محاولة اختلاق إشكالية بين إيمان مصر ومضمون الدولة، "سيقع"، لعدم وجود أساس تاريخي له، داعية كل الشعب المصري بقراءة التاريخ والتصالح معه وبناء مكوناته، حيث أن الشعب الذي لا يستطيع قراءة تاريخه يحكم علي نفسه ب"الفناء". وأشارت الجبالي إلى أن المرجعية في أي موضوع مطروح لذوى الخبرة والاختصاص، وليس إلي رجال الدين، مضيفة إلي أن الثقافة الدينية لا تختفي عن أي مجتمع، حيث أنها جزء من مكوناته الثقافية. وقالت الجبالي أن إقامة الشعائر الدينية الغير المسلمين أمر مستقر منذ ما يزيد عن 27 سنة، وإنما غائب عن الوعي العام، ويجب توضيحه في الدستور الجديد، بوضع ضمانات واضحة في النصوص الدستورية.