أحاول أن أتخيل ماذا يحدث الآن لأبلة كاميليا أو كما يقولون عنها تاسوني كاميليا، بعد أن حاولت معرفة أي معلومة عن حالتها الآن وفشلت. دخلت المواقع القبطية والإخبارية فلم أجد إلا خبر عودتها وانفضاض الاعتصام وشكر المسئولين وتهنئة الكنيسة، وهذا كله لا يهمني لأنه مفتعل ومكرر، أهتم بها هي، هل فعلاً هي نسخة مكررة من قصة وفاء الحزينة؟! لا أعرف إجابة تريحني. إحدي الوكالات الأجنبية سألت أسقف ديرمواس عن المكان الذي كانت فيه كاميليا من الأحد حتي الجمعة، فقال: لا يهمني المكان الذي كانت فيه المهم أنه تم تسليمها للكنيسة!! أحاول أن أعرف هل تدفع الآن كاميليا المسكينة فاتورة الاحتقان الطائفي الذي ظل يتغلغل ويتوغل طوال السنوات الماضية؟!. لمن لا يعرف كاميليا هي مدرسة عمرها 26 من مركز دير مواس محافظة المنيا وزوجة الكاهن تداوس سمعان راعي كنيسة مارجرجس بدير مواس؛ وأم لطفل عمره سنتان. يوم الأحد ذهب الزوج وابنه إلي بلدة أبيه القريبة وترك كاميليا وعاد يوم الاثنين فلم يجدها لا في بيتها ولا بيت أبيها كما هو متوقع. فقامت الدنيا.. العائلة والبلد والكنيسة الصغيرة والمنيا حتي الكاتدرائية أكبر وأهم مكان يخص المسيحيين الأرثوذكس. زحف مئات الأقباط وربما آلاف وتظاهروا ورفعوا الشعارات ثم اعتصموا وهددوا. ثم عادت كاميليا، أعادتها أجهزة الأمن طبعا، كيف؟.. الله وحده يعلم وكاميليا طبعاً. وحتي كتابة هذه السطور يؤكد الجميع أنه لا توجد طائفية ولا جريمة في القصة. بالنسبة لي هذا أسوأ. لأن كاميليا تحولت طوال الأسبوع الماضي إلي طائفية عامة، الآن مهما أكد الجميع أنها قضية شخصية ستدفع الثمن. دفعت بالفعل وستدفع ثمن كل انعدام الثقة بين الأقباط والمسلمين وبينهم وأجهزة الأمن وبينهم والمسئولين حتي الأقباط منهم. جدار من انعدام الثقة ارتفع تدريجيا، شارك الجميع في بنائه بالصمت أحيانا وبالكذب أحيانا وبالتفرقة والتهميش والإقصاء. كاميليا ستدفع ثمنه. ستدفع أيضا ثمن أنها صعيدية بالإضافة إلي كونها قبطية. هل يتخيل أحدكم ماذا يحدث في قرية صعيدية لسيدة خرجت من بيتها وحدها دون إذن زوجها ولا أبيها، بالإضافة إلي أنها قبطية. ثم أنها متزوجة زواجاً أرثوذكسياً.. ومن كاهن. يا عيني عليكي يا بنتي.. كل هذا تحملينه وحدك! الله معك