الأستاذ إبراهيم حجازي.. كاتب له شأن في الأهرام والرأي العام.. وقد تحدث يوم الجمعة الماضي عن منخفض القطارة كمشروع وطن وحلم شعب. ونظراً لأننا بحثنا هذا الموضوع في نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة المنصورة عام 1982، إذ دعونا لمؤتمر علمي كبير شارك فيه وفد مهم من وزارة الكهرباء وأساتذة كلية العلوم وكلية الزراعة وعلماء الزلازل، وأسفر ذلك المؤتمر المهم عن حقائق علمية عرضناها في تقارير مرسلة إلي رئيس الجمهورية ووزير الكهرباء ووزير التعليم العالي، وكان أهم ما ورد في تلك التقارير ما يلي: 1 خلاصة النقاش الذي دار بين وفد وزارة الكهرباء وكبار أساتذة علم الجيولوجيا، حيث بنت وزارة الكهرباء وجهة نظرها علي أساس علمي خاطئ، إذ عرضت في المؤتمر خريطة إقليمية للموقع ترجع إلي الثلاثينيات، ولا تظهر فيها أية شقوق في القشرة الأرضية، والتي تتسبب في إحداث الزلازل كما حدث في بحيرة السد العالي عام 1979 عندما امتلأت البحيرة بالماء وثقلت علي شق أرض موجودة أسفلها فحدث زلزال بقوة 6.5 بمقياس ريختر، مما أثار مخاوف الحكومة علي سلامة السد العالي ومحطة توليد الكهرباء. وعندئذ ثار سؤال حول إمكانية حدوث زلزال علي الإسكندرية وما حولها إذا ما تم تنفيذ مشروع منخفض القطارة الذي دعا الرئيس السادات إلي تنفيذه باعتباره الهرم الرابع لمصر كما قال. 2 عرض أساتذة الجيولوجيا في كلية العلوم خريطة حديثة مأخوذة بطائرات الأواكس التجسسية الأمريكية، وتظهر فيها شقوق في القشرة الأرضية لمنفخض القطارة. 3 قال علماء الزلازل إن هذه الشقوق الأرضية سوف تحدث الزلازل إذا ما امتلأت مساحة منخفض القطارة بالمياه. 4 أكد علماء كلية الزراعة أن مياه البحر المالحة سوف تتفاعل مع الطفلة في قاع المنخفض فتصبح مثل «البالوظة أو الجيلي» ويصعب إعادة استخدامها في توربينات محطة الكهرباء، فضلاً عن أن رخاوة القاع والشقوق سوف تتسرب منها المياه المالحة إلي المياه الجوفية وينتج عنها تمليح تلك المياه حتي وسط الدلتا، مما يؤثر تأثيراً سيئاً في الزراعة. 5 حمل الدكتور مصطفي كمال حلمي وزير التعليم العالي «رحمه الله» تلك النتائج الخطيرة إلي رئيس الجمهورية ودار حوار بينه وبين وزير الكهرباء المهندس ماهر أباظة في حضرة الرئيس مبارك.. وقيل لنا إن المشروع قد تجمد بعد أن كانت إدارة المشروع قد تلقت عشرة ملايين مارك ألماني تحت بند الدراسات والبحوث. 6 رغم أن المهندس ماهر أباظة «رحمه الله» ووكيل وزارته والوفد المرافق له كانوا حريصين علي إنجاز المشروع من أجل توليد الكهرباء، فإن المخاطر الشديدة التي أسفر عنها مؤتمرنا العلمي جعلتهم يسلمون بوجهة نظر علماء الجيولوجيا والأراضي والزلازل.. إذ صرح ماهر أباظة لجريدة الوفد في 25 من مايو 1987 بأن الأقمار الصناعية قد «أثبتت وجود شرخ خطير في باطن القشرة الأرضية لمنخفض القطارة عن عمق 130 متراً تحت سطح البحر، وأن هذا الشرخ يهدد بحدوث زلازل في المنطقة عند امتلاء الخزان بماء البحر، إضافة إلي احتمال تسرب المياه المالحة إلي الدلتا وتهديد المياه العذبة بالوادي وتعطيل الأراضي الزراعية. وهكذا أسدل الستار تماماً علي مشروع منخفض القطارة في صورته التقليدية وهي توصيل مياه البحر المالحة إليه. أما المشروع الجيد الذي تحدث عنه الأستاذ إبراهيم حجازي وهو نقل مياه النيل التي تُهدر في البحر عند رشيد إلي منخفض القطارة وذلك بمد أنابيب من فرع رشيد إلي المنخفض لملئه بالمياه العذبة، فهذا اقتراح يحتاج إلي أبحاث علمية تتولاها نخبة من أساتذة الجامعات المصرية في نوادي أعضاء هيئة التدريس، وأقترح عليه أن يعرض ذلك علي نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، إذ إن الأستاذ الدكتور عويضة يعتبر أقدم رئيس نادٍ ولديه إمكانيات طيبة للدعوة إلي مؤتمر علمي كبير لمناقشة اقتراح الأستاذ إبراهيم حجازي وآخرين.