هيلاري امرأة ذات إرادة ومصدر إبهار للنساء.. وبيل من أهم مائة مفكر في العالممن منا لا يعرف هيلاري وبيل كلينتون؟.. أو فلنقل بيل وهيلاري كلينتون فهما معًا يشكلان الثنائي السياسي الأمريكي الذي شغل ويشغل بال واهتمام أمريكا والعالم منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي وحتي الآن. وشغل البال في المفهوم السياسي يعني الوجود علي الساحة وتحت الأضواء ودفع الأجندات وتحريك دفة الأمور وطبعًا في كل الأحوال إثارة الرأي العام معك أو ضدك. هيلاري الآن وزيرة خارجية وحسب استطلاع للرأي أجري أخيرًا فإنها أكثر النساء الأمريكيات إعجابًا وإبهارًا من قبل الأمريكيين والأمريكيات وبالطبع لها حضورها السياسي ودورها العالمي و.. كلمتها مسموعة وإرادتها فولاذية (وهذا أمر محسوم حتي لو اختلفنا معها). أما بيل كلينتون الرئيس السابق والذي حكم البلاد لمدة 8 سنوات مازال له دور وأدوار في قضايا العالم. كما أنه بعد أن تخلص من مهام مسئولياته كرئيس تفرغ باختياره واهتمامه لقضايا الصحة والتعليم والتنمية في العالم مؤمنًا كما يقول ويكرر بأن «ما يجمعنا كبشر هو أكثر أهمية من الخلافات التي بيننا». هيلاري سيدة أمريكا الأولي سابقًا ( 62 سنة) لم تستسلم لما كانت وكيف كانت في التسعينيات وهي الآن بعد 9 سنوات من خروجها من البيت الأبيض تحمل وتدافع عن الملفات الخارجية في إدارة الرئيس أوباما وتعيد ترتيب البيت (الخارجية) من الداخل. ومعروف أنها كانت منافسة أوباما ( كمرشح للحزب الديمقراطي) في معركة انتخابات الرئاسة عام 2008، ويبدو بعد مرور نحو سنة من بدء إدارة أوباما أن الذين راهنوا علي حدوث صدام وخلاف بين هيلاري وباراك أوباما قد خسروا الرهان. فهيلاري كما يبدو لم تنكمش كما أنها فخورة وسعيدة بتلك العلاقة المتميزة التي تجمع بينهما. هيلاري في حوار دار بينها وبين الداهية السياسي هنري كيسنجر علي صفحات مجلة «نيوزويك» أخيرًا تتناول هذه العلاقة الناضجة من تبادل للآراء والنقاش حولها وتذكر أنها تلتقي الرئيس علي انفراد مرة في الأسبوع وطبعًا في اجتماعات أخري بحضور فريق الأمن القومي. ولا تنسي هيلاري أن تؤكد أن الحديث بينها وبين الرئيس متواصل. أن أي مراقب لحياة واشنطن وعملية صنع القرار الأمريكي يعرف جيدًا أن المسافة بين الرئيس ووزير الخارجية اقترابًا أو ابتعادًا كانت عنصرًا حيويًا وحاسمًا في تحديد العلاقة بينهما، وبالتالي وجود الوزير أو عدمه في دائرة صنع القرار. خاصة إذا كان لمستشار الأمن القومي دور في إزاحة الوزير أو للرئيس رأي وموقف في تحديد أو تحجيم مشاركة وزير الخارجية. ويبدو أن هيلاري نجحت في الوجود بالقرب من الرئيس وفي أن تكون في دائرة صنع القرار وأن تتبادل الآراء وتتشاور معه. بيل كلينتون (63 سنة) من جهة أخري تم اختياره ( مع زوجته هيلاري) من جانب مجلة «فورين بوليسي» في قائمة أهم مئة مفكر عالمي لعام 2009. وقد جاءا في المركز السادس. وقد تم اختيار بيل لأنه أعاد تعريف العمل التطوعي في العصر الحديث. فالرئيس السابق أو المواطن الأمريكي الحالي أوالمواطن العالمي (باختياره) تبني ودشن ومنذ خمس سنوات مشروعه «مبادرة كلينتون العالمية». إنها مبادرة تجمع معًا شخصيات قيادية من منظمات دولية ومسئولين حكوميين ورجال أعمال وأكاديميين للوقوف معه ووراء أفكاره الكبيرة بأموالهم ومساهماتهم. ويذكر هنا أنه تم تخصيص 9 مليارات دولار عام 2009 من أجل تطعيم 40 مليونًا وإيجاد فرص عمل ل 80 مليونًا ومدارس ل 30 مليونًا. إنها مبادرات تدفع بيل كلينتون من خلال مؤسسته أن يسافر إلي آخر الدنيا من أجل المزيد من التبرعات. ولأن معارضي أوباما وجدوا «تضاربًا في المصالح» بين وجود هيلاري زوجة الرئيس علي رأس الدبلوماسية الأمريكية وقيام الرئيس السابق بجمع الأموال من الدول فقد تم الاتفاق بين إدارة أوباما وآل كينتون علي أن تقوم مؤسسة كلينتون بالإعلان عن أسماء الدول والأفراد والمؤسسات المساهمة بالأموال. وفي نهاية الأسبوع الماضي تم الإعلان عن القائمة الجديدة. وتبين غياب دول الخليج وتحديدًا السعودية والكويت والإمارات وقطر منها وتواجد من الدول كل من السويد وسلطنة عمان ومن المؤسسات بيل ومليندا جيتس الشهيرة. ولا جدال أن هيلاري بشخصيتها المتميزة كإمراة قوية ذات إرادة وصاحبة جرأة في التصدي لمشاكل الداخل والخارج (دون تردد) كانت ومازالت نموذجًا ومثالاً ومصدرًا لإعجاب وإبهار النساء والفتيات علي وجه الخصوص. والاستطلاع الأخير الذي أجرته صحيفة «يو إس آي توداي» مع معهد «جالوب» يؤكد من جديد مكانة هيلاري و«أنها المرأة التي غلبت الكثير من التابوهات وكسرتها وأنها هي نفسها لم تنكسر رغم شراسة الهجمات التي شنت عليها». إنها المرأة التي ظلت موجودة في المركز الأول أو الثاني خلال ال 17 السنة الأخيرة. وتأتي في المركز الثاني هذا العام سارة بيلين التي تم ترشيحها كنائب للرئيس للمرشح الجمهوري جون ماكين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وقد صارت بيلين نموذجًا للمرأة التي يراها التيار المحافظ هي الأمثل والأفضل أو التي ليست هيلاري. كتابها الأخير بيع منه حتي الآن أكثر من مليون نسخة. ولعل ما يلفت النظر في الثنائي كلينتون هو أن لديهما الرغبة والإرادة في تحقيق المزيد وتبني قضايا الإنسانية والمساهمة في حلها. بيل كلينتون في حوار له مع مجلة «فورين بوليسي» يبدي رغبته في زيارة أماكن وبلاد لم يذهب إليها من قبل ومنها منغوليا وأنه يريد أن يتجول فيها راكبًا الحصان مثل جنكيز خان (حسب قوله) مضيفا لكني لن أسبب الأذي لأحد. ويريد أن يذهب إلي أنتارتيكا. ويقول أيضًا: «أريد أن آخذ هيلاري معي لتسلق جبل كليمانجارو قبل أن تذوب الثلوج من قمته». وبالطبع لا أحد يعرف إن كان لدي هيلاري الوقت لكي تقرر القيام معه بتلك المغامرة. أو ربما لدي هيلاري خطة أخري تريد تحقيقها لوحدها دون مصاحبة الزوج الرئيس السابق. ويتفق أغلب المراقبين أن في جعبة الثنائي النشط والدءوب المزيد من المشروعات والاستكشافات والمفاجآت داخل أمريكا وخارجها.