من هو رئيس الولاياتالمتحدة المقبل؟ من هو المرشح الذي يتسلم راية الرئاسة من جورج بوش الصغير في 20 يناير 2009. المفردات الابتدائية تقول انه سوف يحمل رقم 44 في تاريخ الرئاسة الأمريكية منذ بدأها جورج واشنطن في 30 ابريل 1789 وتلاه 42 رئيسا جميعهم من الذكور.. بينما التوقع المرجح هذه الأيام ان يكون الرئيس رقم 44 امرأة.. وهو استثناء ناعم وغير مسبوق علي القاعدة الرئاسية.. مثلما انه استثناء جدير بالاستحقاق والثناء، له شعبية ترفرف، وتشغله، السيدة هيلاري كلينتون! هيلاري مرشحة لتجديد عضويتها بمجلس الشيوخ في انتخابات التجديد النصفي نوفمبر المقبل.. وقد نشطت التبرعات المالية لحملتها الانتخابية الجارية حتي تجاوزت 33 مليون دولار.. يكفيها انفاق 20 مليونا فقط في حملتها الانتخابية لمجلس الشيوخ والباقي 10 ملايين دولار، بذورا نقدية تضاعفها لتمويل حملتها الرئاسية! لكنها جهزت من الآن الخطوط السياسية لاحاديثها في تلك الحملة واجندتها الفكرية.. ومنها: سياسة الطاقة.. الاقتصاد.. الحرية وحماية الخصوصية.. قضايا الريف والزراعة.. وكلها قضايا تفصح عن شخصية هيلاري كصاحبة آراء معتدلة Centrsit. جيشت هيلاري وراءها جيشا من الخبراء: 32 موظفا كامل الوقت.. 10 من موظفي مكتبها بمجلس الشيوخ.. 13 مستشارا في السياسة والعلاقات العامة يبنون عملية اتصالات مباشرة بجمهور الناخبين.. اضافت اليهم هذا الاسبوع معلما خبيرا في الانترنت Internet giryu! يقود كل هؤلاء بمنتهي الخبرة والتفاني عقلية استراتيجية فذة ومخلصة تحمل اسم: بيل كلينتون! يجمع خبراء انتخابات الرئاسة الامريكية علي ان هيلاري مرشحة جاهزة لاحتلال صدارة السباق الرئاسي instant frontrunney وينصحها واضعو استراتيجية حملتها الرئاسية بأن تعلن عن نيتها خوض معركة الرئاسة ربيع العام القادم.. بينما يتعجل بيل كيلنتون اعلان نيتها السياسية اليوم قبل الغد.. برنارد بابوبورت أحد أقطاب شركات التأمين في تكساس وصديق لآل كلينتون، يكاشف مجلة تايم: "بيل لا يخفي شغفه بأن تقتحم هيلاري الطريق إلي البيت الابيض، حيث منصبه السابق.. وسوف يفعل كل ما يمكنه لتحقيق هذه الأمنية الغالية"! في تحليل لخبراء الاستراتيجية في حملتها الرئاسية يقرأ: "كل ما ينبغي علي هيلاري أن تفعله في انتخابات نوفمبر 2008 أن تنجح في كل الولايات التي نجح فيها جون كيري المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الماضية.. زائد ولاية أخري فقط ويرشحون لها واحدة من ولايتين توصلها إلي البيت الأبيض: أوهايو.. أوفلوريدا!" لكنه بين رموز الحزب الديمقراطي من يتخوف من أن تنجح هيلاري في الترشيحات الأولية للحزب، بينما لا يحالفها الحظ في الانتخابات العامة! كذلك يهمس ثراة الحزب الذين تبرعوا لحملتها بأرقام فلكية: "ليتها تعدل عن ترشيح نفسها للرئاسة!".. وهو منطق "اللوتاريا"، أو اليانصيب!! هي.. وأسامة بن لادن! في قياس للرأي أجرته مجلة تايم جاءت النتائج مضيئة وكاشفة 77% من الديمقراطيين وصفوها بأنها قيادة سياسية قوية.. 69% أجابوا بأنها تمتلك قيما اخلاقية راسخة.. بينما قال 68% من الجمهوريين انها انتهازية opportunist تفعل أي شيء، أو تقوله، ما دام يساند طموحاتها السياسية! ونعتها 60% من العينة بأنها تضع مصالحها السياسية قبل معتقداتها! 53% من المستقلين أعلنوا صراحة انهم لن يساندوها في انتخابات الرئاسة و3% قالوا انهم ليس لهم رأي فيها ايجابا أو سلبا! وانصار هيلاري كلينتون بين الزنوج الأمريكيين أغلبية ساحقة.. سألوا منهم 10 سيدات من هي بطلتك السياسة لكل العصور؟ أجاب 8 منهم: انها السناتور هيلاري كلينتون! لكن خصما سييء الحظ نافسها في انتخابات مجلس الشيوخ الماضية، حرص هذا الاسبوع علي ان ينشر لها اعلانا تليفزيونيا مدفوعا: صورتها ملء الشاشة، إلي جانب صورة لاسامة بن لادن!! يعلن رموز الليبراليين انهم لن يغفروا للسناتور هيلاري صوتها المساند للحرب في العراق وفي منتدي انتخابي للمرشحين الليبراليين وقفت هيلاري تتحدث عن مستقبل امريكا قاطعها الليبراليون بالصفير والاستهجان! وقف السناتور جون كيري ينقذ الموقف: "لا يكفي ان نتحدث عن التفاصيل اللوجستية للحرب.. المهم ان نعلن ان الحرب نفسها كانت خطأ من الاساس"! في مؤتمراتها الانتخابية تحرص هيلاري علي ان تقدم زوجها للجمهور بتقديس واجلال: "انه الالهام.. والمعلم الخاص mentor والصديق.. والشريك" ثم تدعوه ليقول كلمته! .. لكن مستشارا انتخابيا لها اعترض علي هذا التزاوج الدعائي.. تساءل بنبرة قلقة وغاضبة: أنا لا أدري ماذا يفعل بيل كلينتون هل يقود حملتها الانتخابية؟ وما دوره علي وجه التحديد؟ اني لا ادري ان كان احد من اعوان الحملة يدري بالضبط كيف تمشي الأمور"! ويحقن احد نقاد حملة هيلاري الانتخابية الموقف: "ان بيل كلينتون هو افضل زوج سياسي في هذه الحملة.. وهو ايضا الاسوأ علي الاطلاق"!! رقصة.. أو فأل حسن! والحق ان جرح فضيحة كلينتون الزوجية وعلاقته المشينة مع مونيكا لوينسكي كانت ازمة زوجية ضارية تطورت الي أزمة دستورية! وفي قياس الرأي الذي اجرته مجلة تايم اجابت نسبة غالبة من الديمقراطيين ان هيلاري بقيت مع بيل بعد الفضيحة التزاما منها بعقد الزواج.. بينما قال 72% من الجمهوريين انها ابقت علي الزواج لتدفع مستقبلها السياسي الي الامام! اضف الي ذلك ان الامريكيين يتذكرون عهد كلينتون بابتسامة رضا وتقدير وفي قياس الرأي الذي اجرته مجلة تايم اجاب 68% انهم يتذكرون سنوات حكمه بارتياح شديد وتفضيل.. ويتمنون ان يروه وهو يلعب دورا رئيسيا في البيت الابيض الذي تسكنه هيلاري وبيل!.. أيضا حصل كلينتون علي 70% من الموافقة الشعبية علي ادارته للحكم.. وهي ضعف نسبة الرئيس جورج بوش الراهنة! هل ينجح آل كلينتون في اعادة غزو البيت رقم 1600 بنسلفانيا افينيو؟! في الصفحات الأخيرة من مذكراتها المنشورة، انهت هيلاري آخر لحظاتها في البيت الأبيض في قاعة الجراند فوير Grand foyer وهي قاعة صغيرة بالقصر بين المطبخ وحجرة الطعام.. حرصت هيلاري علي أن تودع رئيس الخدم بقبلة وداع.. لكنه احتضنها ورقص معها علي سبيل المداعبة.. إلا أنه تعثر فجأة وسقط علي الأرض وهي معه.. وتدخل بيل بسرعة ليحمل زوجته بين ذراعيه! ... هي رقصة ربما.. لكنها قد تكون فالأ حسنا لآل كلينتون عندما يعودون إلي البيت الأبيض مرة أخري.. ويستأنفون الرقص معا!