كانت جدتي هانم نجم تقول: ربنا لما يغضب علي إنسان يسلط عليه مخه. لست أجد أي غضاضة في أن يغضب الله علي النظام المصري، أمال يغضب علي مين؟ المشكلة أن الله يغضب علي النظام المصري فيسلط عليه مخه، وحين يلجأ إلي مخه يفتح مخنا إحنا بقي. كيف تعامل النظام المصري مع الهارب «سالم لافي»؟ بالصلاة ع النبي لا سحر ولا شعوذة، تحول سالم لافي إلي بطل قومي بفضل الانتهاكات الدائمة المستديمة التي يقوم بها الأمن المصري في البحث عن سالم لافي. حين يتعامل الأفراد مع بعضهم البعض، يلقي كل طرف بجملة أو موقف لاختبار الطرف الآخر، ويساعده ذلك علي فهم شخصيته، هذه فطرة إنسانية فطر الله الناس عليها، فما بال جهاز أمني كامل لا يحسن فهم الناس وطباعهم؟ البدو لديهم أعراف وتقاليد وقيم، وأهم من ذلك كله، لديهم كرامة. تري من هو صاحب الخيال المريض الذي سولت له نفسه اقتراح انتهاك حرمات البدو وأخذ النساء رهائن حتي تسلم القبائل ابنهم للشرطة المصرية؟ هل يعلم صاحب هذا الاقتراح الأحمق كم سيكبدنا غباؤه؟ أي تافه ذلك الذي يظن أن المساس بنساء البدو يمكن أن يمر دون أعوام وأعوام من الانتقام الشرس؟ لو هاب الرجال مدرعات الأمن، فإن النساء لن يدخلن الرجال بيوتهم حتي يجفوا في الشمس أو يثأروا لأعراضهم. وبمناسبة المدرعات، ذكر موقع «المحيط» المقتطف الآتي: «وقال شهود عيان: إن طائرة هليوكوبتر تابعة لقوات حفظ السلام متعددة الجنسيات راقبت تحركات 15 مدرعة تحركت نحو المعبر ولم تغادر سماء المنطقة إلا بعد انسحاب المدرعات إلي مناطق بعيدة عن الحدود». نهار أسود علي دماغكم يا بعدا، الطيارات متعددة الجنسيات تراقب مدرعات مصرية وهي تتجول في أراض مصرية، ليس خوفاً علي البدو، وإنما حماية لإسرائيل؟ لا وإيه.. حين يستخدم النظام المصري المدرعات في سيناء، لا يهدف إلي ضرب إسرائيل لا سمح الله، وإنما يخرج عن صمته بعد ثلاثين عاماً ليضرب رجال سيناء ويسبي نساءهم. عظمة علي عظمة يا شادية، سنقف جميعا وننطر القصة علي وجوهنا ونقول: مصر اليووووم... مصر اليوم في حديد. كيف «رجعت كاملة لينا» ومدرعات الشرطة لا تستطيع أن تتجول في أكثر أرض شربت من دماء المصريين إلا بمراقبة دولية؟ لا وشوفوا النباهة بقي، بعد التسند علي طائرات القوات الدولية، تحت أعين البدو الذين يرددون: «مدرعات علي ومع القوات الدولية نعامة»، وبعد سبي النساء، وهتك الحرمات المقدسة لدي البدو، قرر النظام المصري إعادة الاسطوانة المشروخة المكررة التي تشكك في انتماء البدو، مؤكدين أن أهل سيناء يرغبون في تدويل القضية. شوف البجاحة يا أخي، قال يشتكون من البدو لأنهم يضربون مصالحهم مع إسرائيل، ثم يتهمون البدو بأنهم عملاء للخارج، كده بلطجة يعني. ويجد موسي الدلح، أحد كبار قبيلة الترابين، نفسه مضطرا إلي نفي تهمة العمالة للخارج عنه وعن ذويه. أي عمالة للخارج؟ شوفوا حال البدو وحال النظام.. واللي ما يشوفش من الغربال يبقي لا مؤاخذة متعدد الجنسيات.