كلنا تابع بطولة الجيش اللبناني في التصدي للعدوان الإسرائيلي علي الحدود اللبنانية بفخر وكرامة، كلنا - عدا الحاقدين واللي بصُرم - صفق للذكاء السياسي المتناهي لحزب الله، الذي لم يقع في الفخ الأبله الذي نصبته له إسرائيل. الحمد لله، انبهرنا بأداء الجيش اللبناني والمقاومة اللبنانية، نروح علي الفاصل الكوميدي بقي. إسرائيل جالها تخلف يا رجالة. إيه ياختي اسم الله عليك مالك يا إسرائيل؟ أريد سببا واحدا يبرر هذا الارتباك، والخطأ في الحسابات، والهطل الرسمي الذي أصاب دولة تأخذ دعما عالميا من الكرة الأرضية، وربما من الكواكب بل والمجرات المجاورة. يعني إيه: لم نتوقع رد فعل الجيش اللبناني؟ فيه عسكري محترم يقول «لم نتوقع"؟ ده عساكر الأمن المركزي نفسهم ما يقولوهاش. لو كنت - لا قدر الله بعيد عني وعن السامعين - إسرائيلية لأضرمت النار في الكنيست الإسرائيلي وفي مقرات القيادات السياسية والعسكرية. إسرائيل تنزل علي سفينة مساعدات مدنية وتقول: لم نتوقع أن يقاومنا من هم علي متن السفينة. تروح تتمشكح لحد الحدود، وتقول إنها تريد أن تضع كاميرا للمراقبة، وتقطع شجرة - هم تخصص قطع أشجار كأن الأشجار بتتكلم عربي - وحين يرد الجيش اللبناني بما هو بديهي وطبيعي بالنسبة لأي جيش في العالم، تقول: لم نتوقع! دي غباوة، ولا قلة أدب، ولا غرور؟ ولا ربنا لما يغضب علي إنسان يسلط عليه مخه؟ لألألأ يا إسرائيل صحصحي معانا كده: الأنظمة العربية تعول علي شراستك، واستحالة هزيمتك، وذكاء أجهزتك كي تقول لشعوبها: بصوا العصفورة.. وتستمر في قمعنا، والجلوس علي صدورنا أبد الآبدين: يامي يامي يامي.. إسرائيل دي بعبع بعبع، ونبيهة نبيهة، وحتاكلكوا ياما حتاكلكوا.. ولذلك فنحن نجثم علي أنفاسكم، ونقمعكم، ونسرقكم، حتي نحميكم من البعبع الفظيع. ثم نحن لا نستطيع أن نحارب إسرائيل، عشان بخ بخ عو عو، ولا نستطيع إلا أن نرضخ للإرادة الأمريكية، عشان حتاكلنا هم هم. وبعد كل هذه المجهودات المضنية، تتصرف إسرائيل بشكل غير مسئول، وتجعل من نفسها أضحوكة للفلاحين وسائقي التوك توك. لو كنت - لا قدر الله - في محل الأنظمة العربية لاستدعيت السفير الإسرائيلي صارخة: عمال أكبرك وأقولك يا باشا يا باشا، وأنت الدني تاكل من الزبالة قدام العيال.. وكل شوية عيل بشلن يلزقك علي قفاك؟ أعمل إيه أنا دلوقت؟ وآدي القيادة المصرية تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، حيث أجري وزير الخارجية المصري اتصالا مع سعد الحريري - الذي كان بيصيف، ربنا يسعده - وطالب ب"ضبط النفس، والضغط علي إسرائيل من أجل إيقاف الاعتداء علي لبنان". لا يا راجل.. أيوه أيوه، وستخرج علينا الصحف القومية معددة مناقب القيادة المصرية، وحكمة الرئيس، ومجهودات الخارجية المصرية، التي لولاها لكانت لبنان الآن تعاني من ويلات الحرب، وإحنا اللي كلمنا الجيش اللبناني، وإحنا اللي اتصلنا بحزب الله، وإحنا اللي شخطنا في إسرائيل، ولهذا ولكل هاتيك المجالي: جمال مبارك هو مرشحكم الطبيعي. انبي تعوض عليا عوض الصابرين يارب.