منح «عادل إمام» لكل الرافضين للفن أكبر هدية بهذا الحديث الذي أعلنه مع زميلنا الكاتب «حازم الحديدي» علي صفحات جريدة «الأخبار» بعنوان «ما عندناش ستات تشتغل في الفن»؟! ألا يعلم «عادل إمام» أن جماعة الإخوان المسلمين التي كثيراً ما هاجمها في أفلامه بسبب تحريمها كل مباهج الحياة ومنها الفن في بداية قيامها عام 1928 لم تكن تمنع أن تمثل المرأة علي خشبة المسرح.. دعوة متخلفة جداً رددها «عادل» في القرن الحادي والعشرين إنه ليس من آحاد الناس حتي يقول ذلك ونعتبره مجرد رأي لفنان يتحمل هو تبعاته لأن هذا الرأي يتجاوز دائرة وقناعات «عادل» فهو يهين كل زميلاته اللائي مثلن أمامه أو لم يمثلن فهل يعتبر أن مهنة «فاتن حمامة» و«شادية» و«هند رستم» لا تليق بالأسرة المصرية.. ثم كيف يبيح «عادل» لنفسه أن يقبل النساء في أفلامه إذا كان هو شخصياً يري أن القبلة مهينة للمرأة فهل ما هو مباح للرجل حرام علي المرأة؟.. «عادل» يؤكد أن ابنته «سارة» لو كانت قد أفصحت عن حبها للفن كان سوف يمنعها.. هذا هو «زعيم» الفن الذي حارب التطرف والإرهاب بداخله يدعم كل أفكار ودعاوي التطرف.. بإيمانه العميق بتلك النظرة التي تبيح للرجل ما لا تبيحه للمرأة أنا لا أناقش قناعة «عادل إمام» بأن التمثيل غير مقبول للمرأة ولكن أسأله ما هو شعوره وهو يقبل في أفلامه النساء الواحدة تلو الأخري لا توجد ممثلة شاركت «عادل إمام» إلا وكان له معها مشاهد جنسية لا تحصي ولا تعد مبررة درامياً وغير مبررة «يسرا»، «إلهام»، «آثار»، «ليلي»، «ميرفت»، «شيرين سيف النصر»، «دلال عبدالعزيز»، «داليا البحيري»، «سهير رمزي»، «هند صبري»، «نورا».. من المؤكد أن بداخله رفضًا معلنًا لا يمكن أن يكبته.. خطورة كلمات «عادل إمام» أنه يلقب بالزعيم بين أقرانه من الممثلين فتخيلوا أن الزعيم لديه تلك النظرة الدونية للمرأة والحقيقة أنه لم يقل التمثيل ممنوع علي النساء ولكن الفن في المطلق يعني لا رسم ولا إخراج ولا ديكور ولا مونتاج ولا كتابة بينما في نفس الوقت يتيح كل ذلك لولديه «رامي» و«محمد» فإذا كان «عادل إمام» يقبل النساء في أفلامه فإن ابنه «محمد عادل إمام» في فيلمه «البيه رومانسي» تفوق في هذا الشأن علي أبيه.. ربما يريد «عادل إمام» أن يغازل الجمهور ويصدر له صورة للرجل الحمش ولكنه يضع كل زملائه وأساتذته مثل «فريد شوقي» و«محمود ياسين» و«نور الشريف» الذين سمحوا لبناتهم باحتراف الفن في مأزق أو الذين تزوجوا بفنانات في مأزق أكبر.. ثم إنه اختصر الفن في كلمة واحدة «البوس».. ربما لأن أفلام «عادل إمام» الأخيرة تستطيع أن تختصرها أيضاً في كلمة واحدة «البوس»!!