وتمخَّض الجبل فى الأحداث العظيمة التى تمر بها البلاد فولد فأرًا.. بيان هزيل لا يعبر أبدا عن الثورة التى تطالب بدولة مدنية حديثة وإسقاط دستور الإخوان الطائفى المشبوه الذى تم فرضه بالإكراه على الناس وبتزوير الاستفتاء فإذا به، أى بيان مجلس دفاع الإخوان «الوطنى» يدّعى «وضع مطالب الجماهير المصرية الشريفة باستكمال مبادئ الثورة التى نؤمن بها جميعا موضع الاعتبار».. يا سلام! فى عودة سيرة المواطن الشريف الذى كان يطلقها النظام السابق فى 25 يناير 2011.. وهل يعرف أعضاء «الدفاع الوطنى الإخوانى» مطالب الجماهير فى استكمال ثورتهم؟! إنهم يسيرون على تعليمات مكتب إرشاد الجماعة خصوصا أن أعضاء مجلس الدفاع الوطنى من الموالين، فما رأيكم فى المستشار أحمد مكى وزير العدل، الذى أوضح عن نفسه منذ تولّيه منصب الوزير ليورّد الموالين لاستغلال القضاء، ويأخذ موقفا واضحا ضد الحريات والصحافة فضلا عن التدخل الواضح فى القضاء والإصرار على وجود نائب عام ملاكى على رأس النيابة العامة جاء بإجراء سافر بالتعدى على المجلس الأعلى للقضاء.
وأيضا وزير داخلية الإخوان الذى قدم الشعب والثوار قربانا لجماعة الإخوان.. وأصبحت الشرطة على يديه فى خدمة الإخوان وليست فى خدمة الشعب، ويستعين بما كان يفعله حبيب العادلى فى 25 يناير 2011، فهذا العنف الذى تمارسه الشرطة ضد الشعب ليس له مبرر اللهم إلا تنفيذ تعليمات قيادات الإخوان التى تدير الداخلية الآن.. ويورّط اللواء محمد إبراهيم الشرطة فى صراع جديد مع الشعب وأصبحت دماء الشهداء الذين يسقطون كل يوم فى ميادين وشوارع مصر فى رقبته ورقبة رئيسه. وأيضا قوات مرسى المسلحة الذين سعوا إليه وإلى جماعة وعقدوا تحالفات مريبة لإجهاض الثورة وتقسيم مغانمها ولتحقيق طموح محدود.. لقد أهدروا «وديعة الشعب» وأداروا المرحلة الانتقالية على أسوأ ما يكون، ومهّدوا الأرض للإخوان وسلموهم السلطة.. فضلا عن مدير مكتب محمد مرسى الذى حضر الاجتماع وهو فى الأساس مندوب خيرت الشاطر!!
فما هذا المجلس الوطنى الإخوانى الذى يطرح حوارا وطنيا جديدا تقوده شخصيات وطنية مستقلة كما يدّعون وكأن فى مخيلتهم أمثال سليم العوا وأبو العلا ماضى وحلفاءهم وأتباعهم كما فعلوا فى السابق.. ويكذبون ويستحلون الكذب.. ولا يستمعون إلا مطالب مكتب الإرشاد؟
فيا أيها الذين فى مجلس الدفاع الوطنى.. الأمور واضحة اللهم إلا إذا كنتم تضعون عصابة على أعينكم.. فالشعب عاد إلى الميادين بعد أن رأوا حكم الإخوان يسعى إلى التمكين وتقسيم الشعب.
الشعب عاد إلى الميادين بعد إصرار الإخوان على فرض دستور مشبوه بالإكراه.. الشعب عاد إلى الميادين بعد تزوير إرادته فى الاستفتاء «المزوَّر»! الشعب عاد إلى الميادين لإصرار الإخوان ومندوبهم فى الرئاسة على الإبقاء على مجلس صهره أحمد فهمى «الباطل» ومنحه التشريع لكى يفصّل القوانين لصالحهم وبفضل ترزية جدد عديمى الكفاءة.. الشعب عاد إلى الميادين ضد حكومة قنديل التابعة للإخوان الفاشلة.. الشعب عاد إلى الميادين لأداء محمد مرسى الفاشل الذى أهان منصب الرئاسة وأهان المصريين.
الشعب عالى إلى الميادين خوفا على انهيار البلد بعد أن سيطرت الإدارة الفاشلة وتذهب بالبلد إلى الفشل وتصر على البقاء حتى ولو تم هدم البلد.. فهم يعملون لصالح تنظيم سرى لا من أجل بناء وطن..
فيا أيها الذين فى «الدفاع الوطنى الإخوانى».. عيب عليكم!!