لا يمر يوم.. وإلا وتجد أن هناك قضية أقامها محمد مرسى ضد إعلامى أو صحفى تحت يافطة «إهانة الرئيس».. والتى يجرى استغلالها هذه الأيام من خلال محاميه.. أو من محامى الجماعة الذين لم يتعودوا على النقد.. فهم تربَّوْا على السمع والطاعة.. ومن ثم لا يتخيلون أبدا أن يكون هناك من ينتقد رئيسهم أو المندوب الذى وضعته جماعة «السمع والطاعة» فى قصر الرئاسة. لكن فات هؤلاء وغيرهم من المتحالفين معهم والباحثين عن مكاسب، ويمكنهم أن يفعلوا ذلك مع أى نظام، أن محمد مرسى وجماعته هم الذى أهانوا الرئاسة!
بل إنهم أهانوا الشعب. وأهانوا الثورة.
فلا يعقل أبدا أن تكون هناك ثورة خرج فيها الشعب كله وأخرج أحسن ما فيه.. ليكون ما فيه الآن هو حاله.
لقد خرج الناس من أجل «عيش وحرية.. عدالة اجتماعية».. فأين هذا من محمد مرسى وجماعته ومكتب إرشادها.
إنهم يصادرون الحرية الآن.
يضيقون على الناس حياتهم.. والغلاء مستشرٍ نتيجة سياساتهم، بل قل نتيجة عجزهم وفشلهم الذى كان يخفيه عملهم السرى.. فتخيلوا أنهم سيتمكنون من إدارة البلاد على طريقتهم.. فتبين لهم أن البلد كبيرة عليهم.. لكن ما زال يأخذهم الغرور ويستمرون ويصرون على المضى فى مخططهم الفاشل، المعتمد على السمع والطاعة والثقة فى أتباعهم.. وإقصاء مخالفيهم حتى ممن كانوا وقودا للثورة.. وفجأة تحولوا هم إلى ثوار.. «وثوار أحرار هيكملوا المشوار».. وهم لم يكن أحد فيهم ينطق بكلمة ثورة.. ويعتبرون من يطالب بذلك أيام مبارك «حنجوريين».. لأنهم كانوا يجلسون إلى أجهزة أمن النظام للاتفاق على وجودهم.. ولعل هرولتهم إلى عمر سليمان فى أيام الثورة للحوار معه، فى وقت كان يرفض الميدان ذلك رافعا شعار لا حوار إلا بعد رحيل مبارك، دليل على ذلك.
فقد أهان محمد مرسى الشعب فى خطابه السياسى الذى يقترفه خلال الشهور التى وصل فيها إلى كرسى الرئاسة، بدءا من وعوده الخمسة فى المئة يوم.. إلى الوضع الاقتصادى المتدهور.. والذى يتحدث عنه بشكل متفائل.. ويكذِّب الواقع والأرقام.
أهان محمد مرسى الشعب باعتدائه على القضاء.. وهو الذى يدَّعى كما قال فى خطابه أمام الشورى أهمية استقلال القضاء.
أهان محمد مرسى الشعب بإصراره على بقاء نائبه العام الخاص المرفوض من أعضاء النيابة العامة.. ورغم مطالبة مجلس القضاء الأعلى بتقديم استقالته لتعيينه بالتعدى على أعضاء النيابة والقضاء وعودته إلى منصة القضاء مرة أخرى.
أهان محمد مرسى الشعب من خلال فرض جماعته دستورهم المشبوه بالإكراه على الناس.. ويدَّعون أنه دستور الثورة.. والثورة براء من دستورهم ومنهم.
أهان محمد مرسى الشعب من خلال التزوير الذى مارسته الجماعة فى الاستفتاء على الدستور المشبوه وانتهاكاتهم المتعددة والتى لم يكن يجرؤ على فعلها نظام مبارك وأجهزته الأمنية.
أهان محمد مرسى الشعب من خلال تعديه على القضاء والالتفاف حول أحكام المحاكم.
ألا تتذكرون فى أول تسلمه السلطة.. فيصدر قرارا بعودة مجلس الشعب المنحل مخالفا لحكم المحكمة الدستورية!
أهان محمد مرسى الشعب بإصراره وجماعته وقياداته على الإبقاء على مجلس الشورى وإصداره قرارا بتحصينه.
أهان محمد مرسى الشعب بنقل التشريع إلى مجلس شورى صهره «الباطل».. لينتج عنه قوانين باطلة.. ويدخلنا فى واقع تشريعى باطل.
أهان محمد مرسى الشعب بالتواطؤ المريب مع قرار جماعته بمحاصرة المحكمة الدستورية، ومنع قضاتها من الدخول فى نفس يوم النظر فى قضايا مصيرية.. ولم يرفعوا الحصار إلا بعد تغيير المحكمة وفقا لدستورهم.
لقد أهان محمد مرسى وجماعته الشعب بشكل لم يكن يقدر عليه مبارك ونظامه.