السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا بنت عندي 22 سنة، ومخطوبة بقالي سنة، وخلال السنة دي فيه أكتر من مشكلة حصلت مع خطيبي عايزة أعرف رأيكم فيها. في بداية الخطوبة أول حاجة من ناحية السفر لوحدي كان رافضه تماما، تاني حاجة عايز يمنعني عن صديقاتي ويقول لي خليهم يزوركي في البيت، لكن خروج وإني أروح بيتهم ممنوع. تالت حاجة إن بعد ما حددنا ميعاد الزواج جه يقول إنه مش عايز يكتب قايمة، بعديها ماما وإخواتي رفضوا إنه يتجوزني من غير قايمة أو مؤخر، والموضوع رسي على إنه يكتب قايمة اللي هي خاصة بحاجات العروسة. وخطيبي جريء جدا ورده سريع، ومش بيخاف من حد، خايفة في يوم تحصل مشكلة بيننا ويرد على أمي بكلمة تزعلها حتى لو هي غلطانة، وأمي دايما بتشوّه صورة خطيبي قدامي، تقول لي مثلا خطيبك ده بخيل هو بيشتغل في الخارج شهرين وشهر إجازة له مش بيجيب ليكي أي هدية غالية؟ وإن لبسه مابيتغيرش من يوم الخطوبة. هل أمي معاها حق، أنا مش واخدة بالي من موضوع البخل ده؛ لأني عزيزة النفس، أما من ناحية اللبس فأنا كلمته بس بيقول لي إنه عايز يتجوز ومش عايز يضيع فلوسه على المنظرة، وأنا خايفة يكون فيه صفة البخل دي فعلا. وآخر حاجة أبوه باحس إنه رافض جوازي من ابنه؛ لأنه كان عايز ابنه ياخد بنت عمه، خايفة بعد الجواز تبقى حياتي مشحونة بين زوجي وأبوه وأمي، وأكتر من مرة بافكر إني أتراجع عن فكرة الزواج نهائيا.
أنا خايفة ومحتارة وأرجو الرد على مشكلتي في أسرع وقت؛ لأني متأكدة إنها هتفيدني كتير وآسفة على الإطالة. sama.moon
وفقك الله أولا وأخيرا، وأنار طريقك بنور اليقين وراحة البال، وقدّرني على حسن الرد عليكِ. عزيزتي.. أشعر أن المشكلة الأساسية في أنكم جميعا لم تتعرفوا على خطيبك بالقدر الكافي قبل الخطبة، وازدادت الأمور صعوبة نظرا لظروف سفره، إذن حتى مدة السنة خطبة لم تكن كافية. بالنسبة لرفضه سفرك بمفردك، فلا أشعر أنه مخطئ في هذا الطلب فما هو إلا تعبير عن الخوف والقلق وبالطبع الغيرة، وحتى وإن كان فيه شيء من التزمّت فاعذريه؛ فالرجل يريد أن يشعر بأنكِ مسئولة منه، وأن له كلمة عليكِ. أما بالنسبة لصديقاتك فهذا هو الأمر الذي تعجّبت منه، أرجو أن تكون صديقاتك يشبهْنك في الشخصية والالتزام والاحترام للذات، وما يرتبط به من احترام الآخرين. أما إذا لم يكن الأمر كذلك فأرجوكِ أن تصارحي نفسك وتفكري هل هم حقا صديقات يستحققن أن تدبّ بينك وبين خطيبك مشكلة بسببهن، أم إن معه حقا في خوفه وقلقه من استمرار علاقتك بهن. وبالتالي فلا داعي أبدا للعناد ومحاولة إثبات الذات أو الحق في اختيار صديقاتك؛ لأن اختيار شريك الحياة هو الأهم والأبقى. آه.. نأتي لمربط الفرس وهو علاقة خطيبك بوالدتك، أشعر أن بها الكثير من التوتر بسبب الطلبات وحقوقك من قائمة ومؤخر وغير ذلك من الأشياء، التي أتعجّب كثيرا من أن يجادل فيها شخص محب مقتنع بإنسانة معينة. أعرف جيدا ما يعانيه الشباب من عقبات مادية لكن لماذا لا تقف زيجات بسبب المهر بقدر ما تقف من أجل القائمة والمؤخر، وكأن ثقافة الخوف من بكره وعدم الثقة في كل من حولنا هي التي تسيّرنا وتحكم علاقاتنا. لا أكذبك القول فأنا من النوع الذي يدبّ في قلبي الخوف من أي إنسان يتمسّك بهذه الماديات التي يفترض أنه لن تتم النظر لها إذا أخلص الطرفين النية لله عز وجل في إقامة زواج سعيد ومنزل يقوم على تقوى الله، فلا يظلم أحدهما نفسه في القبول بشخص لا يكون له هذا الكم الهائل من الاحترام والود قبل الحب. بالنسبة لوالدتك فأنتِ الأدرى بشخصيتها، وأعلم مني ما إذا كانت أمّا محبة لابنتها بشيء من العقلانية بحيث لا يتعارض هذا مع كونها إنسانة تتقي الله في تعاملاتها مع الناس جميعا، إنسانة تؤدي واجباتها نحو الله والناس كما تطالب بحقوقها. أم إنها أمّ فقط لأبنائها ولا تراعي حقوق الناس، لا تفكر إلا في مصلحتها ومصلحتهم قبل الناس جميعا، المادة تحكم تعاملاتها والعقل لديها فوق العاطفة التي لا تتحرك إلا نحو أسرتها، ومن بعدهم الطوفان. هنا فقط وبعد تفكير وتأمل ستعرفين ما إذا كانت والدتك تفكر بنوع من التحفز لخطيبك، أم إن الله يعطي هذا القلب المتعلق بإرضائه إشارات وعلامات على عدم وجود تكافؤ بين ابنتها وبين هذا الشاب. الهدية أبدا لم تكن تعبيرا عن صلاحية زواج ما، فكلّ حسب إمكانياته، لكن الأهم أن يكون إنسانا يفهم في الذوقيات ويؤدي الواجبات ولو على أضيق الحدود الممكنة وحسب الإمكانات المتاحة. فلا تقولي لي إن شابا دخله 500 جنيه ومقبل على الزواج سيحضر هدية ب300 جنيه، لكن يكفي أن يحضر هدية رمزية تعبر عن ذوقه واهتمامه باختيار شيء يعجبك. أما بالنسبة للبخل فهذا أمر لا يمكن إنكاره بسهولة، ويتضح من خلال حديثه، فهل ينظر إلى ما في يد الناس أم إنه قنوع بما رزقه الله؟ ماذا فيما يتعلق بأثاث المنزل، هل يحرص على انتقاء الأجود -ولا يشترط أن يكون الأغلى- أم إنه يحرص على انتقاء الأرخص؟ كما يظهر هذا من خلال حرصه على حسن مظهره الذي لا يشترط التبذير أو شراء الملابس باهظة الثمن، فهناك ملابس معتدلة في سعرها لكنها تُشعر بنوع من الاهتمام وعدم البخل على النفس. بالنسبة لوالده فيجب أن تحسني معاملته مثبِتة له أنك ستكونين له ابنة، وربما أقرب من ابنة أخيه، فقط لو سمح لكِ. لا تتعاملي أبدا بندية ولا تضعي معاملته لوالدتك أمام معاملتك لوالده.. أرجوكِ لا تضعي الخوف من فقد هذا الارتباط حتى وإن مرّ عليه سنة سببا في استكمال حياتك مع إنسان لستِ على اقتناع كامل به. أعيدي التفكير في الموضوع من الخارج تماما، احرصي على أن تكوني أكثر صدقا مع نفسك، وتأكدي أن قربك من الله هو سبيلك الوحيد لاجتياز أي أزمة. أرجوكِ لا تتهاوني من الآن في حق من حقوقك أو تقنعي نفسك بعيوب محاولة تبريرها، فإن بررتِ الآن متى ستصارحين وتواجهين. ضعي مواصفات أكثر نضجا لمواصفات شريك العمر، ولا تضعي المادة في البداية، لكن ضعي الصفات الرجولية وكرم الأخلاق وتأدية الواجبات في المقدمة. واجهي الموقف بشجاعة المؤمن القوي؛ فأنتِ لم تخطئي كي تتحملي أمورا لن تزيد الموقف إلا تعقيدا، وتذكري دائما وأبدا أن الله لا يريد لنا إلا الخير، فلتكوني أكثر قوة وتحملا لمسئولية الاختيار أمام نفسك والآخرين.