أنا وأمي أصدقاء جدا وباقول لها كل شيء، وعندما أقول لها أسراري تذهب لصديقتها الوحيدة، وهما مع بعض بقى لهم أكتر من 20 سنة. لكن أمي تقول لها كل شيء وصديقتها تذهب تفشي سر ماما للناس، وأنا حاولت أن أقول لماما بس ماقدرتش، وأنا عرفت إنها تقول الأسرار للناس من واحدة صاحبتي في المدرسة. وصاحبتي دي معايا أكتر من 11 سنة وأنا باثق فيها وهي بتثق فيّ، بس هي جاءت لي لتنصحني، وعندما أقول لماما لا تقولي لطنط حاجة تزعلني وتقول لي دي مثلي، أنا يوم ما أموت هي هتكون أمك، وصلت لدرجة إن أنا مش عدت باقول لماما أي شيء. أعمل إيه علشان ترجع ثقتي في أمي مرة تانية؟ أرجو الرد في أسرع وقت ممكن.
Lolita
أسعدني كثيرا صداقتك لوالدتك، فهذا يدل على ذكائك وأيضا على حب والدتك لك، وأدعو لك بالمزيد من هذه الصداقة لأنها صمام أمان لك، فلا تحرمي نفسك منها أبدا واحرصي بعد زواجك وإنجابك على أن تقيمي علاقة صداقة قوية مع أولادك. وأهمس لك أن والدتك تحبك كثيرا، حتى أنها تفكر في حياتك بعد وفاتها -متّعها الله بالعمر الطويل والجميل- لذا أود ألا تغضبي منها أبدا، وأن تتذكري أنها أقرب إنسانة إليك في الكون وأنها تحبك وتريد صالحك. ومن الطبيعي أن تخبر والدتك صديقتها ببعض الأمور التي تخصك، تماما كما تخبرين صديقتك ببعض الأمور التي تحدث مع والدتك. وكنت أتمنى بدلا من أن تطالبي والدتك بألا تخبر صديقتها بأي شيء يخصك أن تخبريها أنك عرفت أنها تقول الأسرار للناس، بشرط التأكد أولا من صدق صديقتك ومن الحصول على أسماء من أفشت لهم صديقة والدتك بالأسرار، وأن تقومي بإعطاء هذه المعلومات "المؤكدة" لوالدتك بهدوء شديد ودون أي انفعال، وبعيدا عن أي اتهامات لصديقتها أو الإساءة إليها حتى لا تحصدي النتائج العكسية. واكتفي بذكر الحقائق وطرق التأكد منها، وأخبري والدتك أنك تثقين في حسن معالجتها للأمور وانتظري لبعض الوقت، وتحدثي بصورة طبيعية مع والدتك فإذا تكرر إفشاء الأسرار فأخبريها بضيقك من ذلك وأنك تثقين تماما بحسن نيتها، ولكنك لا ترحبين بأن تكون أسرارك على البث المباشر لجميع الناس، وبأنك تثقين أن صديقتها حسنة النية ولا تقصد الشر أو مضايقتك، وكل ما هنالك أنها لا تستطيع الاحتفاظ بالأسرار، وأنك لا تلومينها ولا تعاتبين والدتك ولكنك -فقط- تأملين أن تمتنع والدتك عن إخبارها بأسرارك التي تخبرينها بها لأنها والدتك التي تثقين فيها ولا تودين أن يعلم بها غيرها. واحرصي على الكلام مع والدتك بهدوء وبإظهار الاحترام البالغ لها، وأيضا لا تبالغي في اعتبار كل ما تقولينه لوالدتك من الأسرار، وعندما يكون هناك شيء مهم تريدين إخبارها به ألحّي عليها بضرورة ألا تخبر صديقتها به، حتى لا تتضايقين وحتى لا يعلم الناس أسرارك. وأثق أنك ستفوزين بما تريدين متى ابتعدت عن الانفعال الزائد أو عن الإساءة لصديقة والدتك.. وفقك الله.