السلام عليكم.. يا جماعة ساعدوني أنا في أخطر سن ومش لاقية حد ينصحني؛ أنا عندي 16 سنة يعني تانية ثانوي.. المشكلة تتلخص في إني زي ما بيقولوا حلوة أوي، وفيه أولاد كتير جدا بيعجبوا بيّ، وبيحاولوا يكلموني بس أنا باصد أي حد. أنا أساسا عمري ما شفت نفسي جميلة؛ بالرغم من إن كل اللي حواليّ بيقولوا غير كده خالص، تقريبا ماعنديش ثقة في نفسي، بس مش عارفة ليه أنا باكدب كتير على أعز صاحبة ليّ؛ يعني ممكن يكون ولد بيحبني بس أنا بقى أروح أقول لها إنه جه وقال لي حاجات كتير، مع إنه ممكن يكون ماعملش كده خالص، أنا كمان باكدب الكدبة وباصدقها، وأعيش معاها وأتعامل مع الشخص اللي قدامي على إنه عمل كده، مع إني مش محتاجة حبه ده؛ لأن أولاد كتير جدا نفسهم إني أحس بيهم. أنا ضميري بيعذبني طول الوقت كل ما أكدب كده، وبعدين أحلف إني عمري ما هاعمل كده تاني، وأول ما أشوف صاحبتي دي وتقول لي مافيش أخبار عنك اخترع ليها كدبة جديدة وهي تصدّقها؛ خاصة إنها بتقول إن ابن خالتي أنا بيحبني، وهي لاحظت كده وكبرت الفكرة في دماغي، ودايما تحسسني إن أنا كمان هاحبه؛ مع إني عمري ما حسيت إنه بيحبني، وساعات كنت باترجم لنفسي المواقف غلط؛ علشان أصدق إنه بيحبني، وأعيش في سعادة، ويمكن ده أكتر واحد أنا افتريت عليه في الكدب.. أرجوكم ساعدوني أنا مش عارفة أنا باعمل كده ليه؟؟! وضميري طول الوقت معذبني؛ خاصة لما باشوف ابن خالتي. M.E أختي العزيزة.. من خلال قراءتي لرسالتك أجد أن ما تعانينه الآن هو شيء طبيعي وعادي جدا، فالحقيقة أنك في مرحلة المراهقة، وهذه المرحلة تشهد تضاربا في المشاعر والأفكار والأحاسيس، وهذا ما أنت فيه الآن؛ فأنت لأنك إنسانة محترمة، وعلى خلق لا تريدين الدخول في علاقة ما مع أي شخص؛ لأنك بالتأكيد تعرفين جيدا أن أي علاقة في هذه السن سوف تنتهي بالفشل؛ لأن العلاقة الآن لن تسفر عن النهاية الطبيعية لأي قصة حب حقيقية؛ حيث إنك ما زلت في سن صغيرة، ولا يمكنك الزواج الآن على الأقل حتى تنهي دراستك، وهذا ما يمثل ضغطا نفسيا كبيرا عليك وعلى مشاعرك. فأنت كأي فتاة في مثل هذه السن تتمنين الدخول في إحدى المغامرات العاطفية، كما أنك بالتأكيد تستمعين للكثير من القصص التي تحكيها زميلاتك عن قصص الحب التي يمرون بها، وهذا ما جعلك تريدين أن تكوني مثلهن؛ خاصة أنك كما ذكرت إنسانة جميلة بشهادة الجميع، فهذا ما دفعك للكذب على صديقتك، وأن تسردي لها قصصا ليست حقيقية، ولأنك في عقلك الباطن تتمنين لو أن هذه القصص تكون حقيقية؛ فأنت بالتالي تعيشين في هذه القصة وتتوهمين أنها حقيقية. وما أنصحك به يا عزيزتي هو أن تحاولي تكريس كل جهدك وتفكيرك في هذه الفترة في الدراسة، والاهتمام بالمذاكرة، وأن تقولي لنفسك دائما إنك الآن أمامك هدف لا يمكن الحياد عنه ألا وهو النجاح والتفوق، والدخول إلى كلية مرموقة؛ حيث تقابلين الشخص المناسب الذي يصلح حقا لأن يكون شريكا لحياتك في المستقبل إن شاء الله، فاجعلي الهدف الذي تضعينه نصب عينيك يثنيك عن أي شيء آخر، ودائما اعلمي أنك في جهاد مع النفس، وأن هذا سوف يكون في ميزان حسناتك. واجعلي يا عزيزتي حبك لله يملأ قلبك، وأنا متأكدة أنك عندما تحبين المولى عز وجل سوف يملأ قلبك سعادة، وسوف يوفقك للإنسان الذي يحافظ عليك، ويسعدك، ويعطيك كل ما تتمنين إن شاء الله، فلا تيأسي من رحمة الله، والتقرب إلى المولى عز وجل سوف يهديك إلى الطريق الصواب. ولا تتعجلي يا عزيزتي فكل شيء يأتي في وقته المناسب، وكل شيء مخطط له ومكتوب حتى قبل أن تولدي، وأنصحك بعدم الكذب ومواجهة نفسك بالحقائق؛ لأن الكذب كما يقول المثل "مالوش رجلين"، وسوف تظهر الحقيقة وينفضح كذبك في أقرب وقت، وعندها سوف تفقدين ثقة الجميع فيك، فلا تحاولي أن تكذبي على نفسك وعلى الآخرين، حتى لا تعتادي على هذا، ومن ثم تدخلين في متاهات نفسية أنت في غنى عنها.. وأتمنى لك التوفيق في حياتك العلمية والعملية دائما.