أنا بجد باشكركم جداً على الموقع الجميل ده، وبجد ردودكم مفيدة جداً. أنا فتاة جامعية، عندي 20 سنة، دلوقتي مشكلتي إني باعمل ممارسات جنسية مع خطيبي، مش كبيرة أوي؛ يعني أحضان وقُبُلات وبس.
أنا عارفة إني غلطانة، ودوّرت على حلول كتير.. وأخيراً وصلت لإني أفهّمه إنه من كتر الحاجات اللي باعملها معاه، فقدت عذريتي (كدب يعني)؛ علشان يبطّل يعمل كده بسبب تأنيب ضميره مثلاً؛ مع العلم إننا ماعملناش اللي يوصّل لكده، ولا حتى من فوق الملابس.
ولما كلّمته وكدبت عليه، قال لي ماينفعش؛ ففهّمته إني حساسة جداً للحاجات دي، وإن اللي حصل حصل، وهو فعلاً صدقني، وفعلاً عندي إحساس إنه بسبب كده مش هيعمل معايا حاجة تاني؛ بس أنا حاسة إن كدبتي دي غلط؛ بس ربنا اللي يعلم إني كدبت كده عشان ماعملش حاجة تغضبه تاني.
أنا عارفة إنكم هتقولوا إنه هيردّ عليّ بإنه يسيبني؛ بس ده ماحصلش، وقال لي: أنا معاكِ للآخر، وهنتجوز. وقعد يطمّنّي ويقول لي: ماتخافيش.
أنا حاسة إني عالجت الغلط بغلط أكبر؛ بس أنا عايزاكم تعرفوا إني حاولت كتير أبطّل اللي باعمله معاه وماعرفتش بكل الطرق تقريباً؛ حتى الصوم والصلاة، كنت طول الأسبوع أصلّي وأصوم وأقرأ قرآن؛ لكن لما أشوفه كل حاجة ترجع تاني.
أنا عارفة إن إيماني ضعيف، عشان كده الصلاة والصوم مش بيجيبوا نتيجة؛ بس أعمل إيه؟ وهل لو قلت له الحقيقة قبل جوازنا بأسبوع مثلاً هيبقى فيها حاجة، ولا ردّ فعله هيبقى قاسي؟ هل أفضل مستمرة في كدبتي دي ولا لأ؟
أنا حاسة إنها هتصلّح -بإذن الله- الغلطات اللي قبل كده؛ بس المشكلة إنها في حد ذاتها غلطة.
م.ر
صديقتنا الغالية.. أحترم فيك صحوة ضميرك، وخوفك على أن تُغضبي الله في أمر حرّمه ونهى عنه، كما أقدّر ضعفنا البشري، وأُدرك أننا لولا عناية الله لما نجا منا أحدٌ أبداً من براثن الشيطان.
لن أطيل عليك في شيء فأبدو معاتباً أو مؤنّباً؛ فأنت تُعاتبين نفسك وتؤنبين نفسك للدرجة التي جعلتك تكذبين هذه الكذبة الكبيرة، التي تسيء إليك في عينه، بينه وبين نفسه؛ بمجرد سؤاله لأي من أصدقائه، أو حتى قراءته عن هذا الأمر، وتبيّن له استحالة حدوث فقد العذرية من قُبُلات وأحضان.
أتدرين إلى ماذا يدفعه هذا الأمر؟ إلى الشكّ أنك قد تكونين أخطأت مع غيره، أو كنت تتعاملين مع نفسك لتُفرغي شهوتك فقضى هذا الأمر على عذريتك، وفي كل الأحوال فقد زَرَعْتِ في نفسه شكاً لا بد أن تعالجيه.
وما عليك إلا أن تعترفي له بأنك كنت تكذبين، وأنك فضّلت أن يخاف عليك حتى يُعينك على فعل الصواب الذي يُرضي الله، وأنك لا تريدين هذا الفعل منه أبداً.
استحلفيه بالله ألا يستغلّ ضعفك في الاقتراب منك؛ فتضعف إرادتك.. أخبريه أن من تعفّف عن شيء في حرام ناله في حلال، وأنك ترغبينه فيما يُرضي الله لا فيما يغضبه، وأنك تعترفين له الآن لأنك تخشين عليه أن يتشكّك فيك ويشعر بالصدمة نحوك.. وأنك تأخذين عليه العهود ألا يكون عوناً للشيطان عليك.
كما أنك تقولين إنه يتمسّك بك، وأنك في طريقك للحلال، وأن باب الحلال مفتوح وقريب جداً؛ فلا تغلقيه بيديك ويديه.. واصبرا حتى يأتي الله بأمره ويجمعكما بيت الزوجية.
ولكن، عليك أمر مهم: ألا تختلي به أبداً، واعملي على أن تكون لقاءاتكما في حضور أي من عائلتك، أو في مكان عام لا يمكن لأي منكما أن يفعل ما لا يرضي الله فيه.
لن أقول لك إن الله موجود دائماً وعليك مراقبته؛ فأنت تعلمين هذا؛ ولكن النفس لحظة الضعف تغفل عن كل شيء.
اصدقيه القول يا عزيزتي، واعملي على أخذ العهد منه وأخذ العهد على نفسك بالتزام ما يُرضي الله، وتذكّري قوله تعالى {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.