أرجوكم ساعدوني، أنا حاسة إني ضايعة وتايهة ومش لاقية حد يفهمني أو يساعدني. أنا فتاة لسه في الفرقة الأولى في كليتي، دخلت عالم جديد ما أعرفش عنه حاجة، وكان هدفي الوحيد إني أفضل على مبدئي، وما اتكلمش مع ولاد ولا أصاحبهم زي ما بنات كتير بتعمل؛ لأن ده من وجهة نظري غلط وحرام ولأسباب كتير. المهم أنا بنت جميلة زي ما الناس بيقولوا، ما فيش حد شافني إلا ومدح في جمالي، لغاية بجد ما قررت إني ألبس النقاب وأرتاح. ولما دخلت عالم الجامعة لقيت شباب كتير بيتمنوا يتقربوا ليّ وكلام من ده، أنا طبعاً باتعامل معاهم عادي، اللي يطلب محاضرة أو مساعدة باوافق؛ لكن أكتر من كده لا، وأكتر من واحد نفسهم يتعرفوا عليّ. وبعد كده فيه شاب زميلي لفت نظري ليه إنه مش زي باقي الأولاد اللي في الجامعة، يعني محترم جداً ومؤدب ومستواه العلمي كويس. أنا بدأت أتعلق بيه، وحالياً بحبه جداً؛ لدرجة إني حاسة إن حياتي اتغيرت من يوم ما شفته، ومش بانام ولا ليلة غير لما أفتكره وأعيط، وطبعاً ما ليش نفس للأكل خالص. المهم إحنا لينا موقع خاص بكلّيتنا، ويمكن أول كلام بيننا كان على الموقع ده، وبعد كده أخدت إيميله وضيفته وبدأنا نسأل على بعض، وما فيش أكتر من كده. صحيح أوقات باحس إنه مهتم بيّ، وساعات باحس إنه عادي، وفوجئت إن صاحبه الأنتيم في الكلية بيحبني جداً، وصاحبتي قالت لي ابعدي عن الموضوع ده خالص لأن الاتنين هيخسروا بعض بسببك. بس أنا أعمل إيه هي مشاعري بإيدي، أنا تعبانة أوي أوي، ونفسي أرتاح.. يا تري كلامي معاه على النت وفي الكلية ده غلط؟ ونفسي أعرف إذا كان بيحبني أو لا، مع العلم إن شخصيته قوية جداً، ومش من النوع اللي يعبّر عن مشاعره بسهولة. يا ترى أقول له إني بحبه ومعجبة به؛ بس ممكن أتصدم، ووقتها كل حياتي تنهار.. إزاي أعرف إنه بيحبني أو لا، يا ترى أقول له ولا أعترف لصاحبه وهو يقول له، ولا أعمل إيه؟ أرجوكم ساعدوني، أنا متضايقة جداً، ومش عارفة أفضفض لأي حد غيركم، لأنكم بجد اللي هتساعدوني. brave.heart صديقتنا العزيزة: الحب ممكن يكون زي السم اللي بيتخلط في العسل، نحسّ بيه بعد فوات الأوان, نفرح بدقات القلب والشوق, ونرجع يهدّنا البكا والسهر وبرضه الشوق. وأنتِ من زمان رافضة نظام الارتباط اللي ماشي اليومين دول وكلام الحب اللي على الفاضي والمليان، ونظرات الإعجاب اللي سببها الأول -ويمكن الأخير- جمالك؛ فكل شاب بيتقرب منك بيلفت نظره جمالك, وده اللي يخلي فلان يطلب منك محاضرة وعلان يطلب مساعدتك في أي حاجة علشان يتقرب منك وخلاص. والحمد لله إنك كاشفة الألاعيب دي, ولأنك بطبيعتك ما كانش هيلفت نظرك الشاب اللي إنت عارفة إنه بيكلمك؛ بس بسبب جمالك اللي لفت نظرك وحبيتيه كان بعيد تماماً عن لعب العيال ده, لفت نظرك بأدبه واحترامه وشخصيته القوية وتفوّقه؛ بس وبعدين؟ هل ينفع تروحي تقولي له إنك بتحبيه؟ هل ينفع تروحي لصاحبه اللي إنت عارفة إنه بيحبك وتقولي له إنك بتحبي صاحبه؟ ليه عاوزة تعرّضي نفسك لموقف سخيف بالشكل ده, وفلان قال.. لأ ما قلتش, وتثبتي وهو ينكر, وفي الآخر ده هيعمل مشكلة كبيرة بينه وبين صاحبه وتعرّضي نفسك للقيل والقال. فهل ده هيقدّم أو هيأخر؟ الله أعلم؛ بس في جميع الأحوال ده هيجرحك إنت ويخلّيك طول الوقت ندمانة من تسرّعك, ومش هتسامحي نفسك لما تجرحي كرامتك بالشكل ده. كل اللي اتكلمنا عليه مشاعرك إنت, طيب هو فين من كل ده, معقول ما حسش من طريقة كلامك إنك معجبة بيه, ما قدرش يفهم إنه هو الوحيد اللي إنت بتتعاملي معاه بطريقة مختلفة عن الجميع, لسه ما فهمش إن ده إعجاب واهتمام؛ بلاش حب. فهو لو كان بيحبك فعلاً وعنده نية إنه يبيّن لك وعارف إنه هيقدر يحافظ عليك وينجح بينكم الحب ده؛ كان كلّمك في الكلية؛ مش بس على موقع الكلية, وكان أظهر اهتمامه المستمر؛ بس ده معناه إنه فعلاً شاب جاد ومحترم، مش عاوز يعلّقك بيه على الفاضي, أو ممكن يكون له معنى تاني خالص، وهو إنه مش واخد باله منك أصلاً. صديقتي.. إنت لسه صغيرة, واللي أقصده إن ده أول حب في حياتك, الحب اللي بيمرّ بيه كل شاب وكل بنت بدأوا يكبروا ويفهموا الفرق بين الطفولة والشباب, بدأ قلبك يدق, بدأت تحسي إنك خلاص كبرتِ وعاوزة تحقّقي أحلام كل بنت، وهي إنك تحبي وتتحبي وتتجوزي وتخلّفي صبيان وبنات، وتعيشي في تبات ونبات. بس مين قال إن الحب الأول ده هو اللي هيحقق لك الحلم ده، وهيتحقق بيه الحلم ده؟ كتير من قصص الحب الأول بتفشل، وبتفضل مجرد ذكرى جميلة في نفس كل واحد. هتمر الأيام وهتفهمي إنه ما كانش في الإمكان أكتر مما كان, ما كنش ممكن حب الصغيرين -مهما كان كبير- يكبر ويعيش ويبقى حقيقة ملموسة, ما كنش هينفع لاعتبارات كتير أولها وأهمها السنّ الصغير والظروف اللي مش مهيّئة تنجّح الحب ده. صديقتي.. مهما قلت وعدت مش هاقدر أطلّع حبه من عقلك وقلبك, وأنا مش قصدي كده خالص؛ كل اللي أقصده إنك لازم تمسكي بزمام قلبك, بتحبيه وبتتعذبي.. أنا مقدّرة كل ده؛ بس لازم تتحملي, مش لازم حد يعرف ده ولا حتى هو.. حالة واحدة بس هي اللي ينفع تصارحيه فيها بحبك، وهي بعد ما ييجي لك ويعترف لك بإنه بيحبك وهيقدر ينجّح الحب ده ويحافظ عليه. وإنت عارفة إن ده مش بس بالكلام والتمنّي, ده بيحصل بالخطوبة والجواز؛ فربنا يقوّيك ويوفّقك, وابقي طمنّينا عليك.
