السلام عليكم.. أنا عندي 19 سنة ولي صديق على النت أعرفه من كام شهر، الأسبوع ده أنا كنت حاسة إني ضايعة، فقرّب مني أوي، أنا الأول ماكنتش بحبه بس كنت عايزة أسعده، بس دلوقتي حاسة إني بحبه، وبقت علاقتنا دلوقتي زي المتزوجين بالضبط، كل حاجة بنعملها مع بعض بجد.. أنا حاولت أقاوم ده كتير بس هو كان بيزعل، وأنا ما باقدرش على زعله، وهو كان واعدني إنه يتقدم لي بعد النتيجة وقال لي شهر بالكتير أوي ويتقدم لي، بس فيه حاجة هو احتمال 10% بس إنهم يقبلوه هنا علشان مشاكل وكده.. إحنا ما شفناش بعض خالص بس كل يوم بالليل ننام مع بعض على النت، أنا الأول كنت باكره كده جدااااااااااا، بس دلوقتي أنا بجد بقيت باستنّى الليل ييجي بفارغ الصبر، ومتأكدة إن الكلام ده كله هيأثر عليّ لو اتجوزت حد تاني غيره.. وأنا في خلال شهر واحد فات ما كنتش بافكر في حاجة اسمها أتمتع ولا الكلام ده كله، بس دلوقتي تفكيري اليوم كله بقى كده وأنا في إجازة وهو مش بيخليني أخرج خالص..
أنا خلاص ضعت وما بقيتش حاسة إني بِكْر، أنا أقدر أعيش من غير كده بس من غيره ومن غير تأثيره عليّا.. بس أنا بصراحة خايفة منه عشان معاه صور ليّ، ويعرف عنوان بابا، وكل حاجة عني، وهو كويس وحنين وبحبه، بس نبطل كده وهو قال لي استحالة هيبطل كده، ولو اتخطبنا الجواز مش قبل سنتين يعني هاقعد سنتين كده، وبيطلب مني أتصور له صور مش كويسة، أنا رفضت كتير بس هو بيلحّ عليّ كتير يعني شهر أو شهرين بالكتير وهاتصوّر له..
أنا باعيط على نفسي عشان أنا تخطيت اللي فات كله اللي كان صعب عليّ وتخطيته، وأنا كويسة وبريئة.. أرجوكم قولوا لي أعمل إيه..
على فكرة أنا باصلّي ومداومة على الصلاة، وهو كمان متدين أوي أوي!! أرجوكم قولوا لي أعمل إيه..
طائعة
يبدو أن كلمة متدين وملتزم وغيرها من المرادفات أصبحت تحتاج لإعادة توضيح وفهم، فالتدين الذي يجعلني أمارس الجنس مع رجل غريب ليس تديناً، والصلاة التي لا تنهاني عن الفحشاء ليست صلاة، والالتزام الذي لم يمنعني من الزنا ليس التزاماً، فأنت على وشك الوقوع فيما أسميناه "بإدمان الجنس الإلكتروني"، ومصيبة هذا النوع من الجنس أن من يقوم به يتصور أنه ليس حراماً، أو أنه ليس نوعا من الإدمان، فأنا أعلم أن ألم الفراق للحبيب يكون أكثر من ألم الكي، ولكن ما تمارسينه مع هذا الصديق المزعوم ليس حباً وليس له أي علاقة بنسيان قصة الفراق، ولا يحمل أي نوع من المشاعر، ولكنه جنس خالص ليس فيه أي شيء سوى القذارة، والسرقة، وممارسة العادة السرية، والزنا مع رجل غريب، ولن أطيل عليك في التأنيب؛ لأنك بالفعل تتألمين من هذا، وأحييك لأنك بدأت تنتبهين لنفسك وترفضين ما تقومين به، وستحتاجين لقوة عزم وإرادة لتنجي نفسك مما وقعت فيه من خطر كبير، وستحتاجين في ذلك لفهم عدة أمور هامة. والقيام بعدة أمور منها الآتي:
- دخول الإنترنت في حياتنا كشف لنا حقيقة أنفسنا أمام أنفسنا، فحين غاب الرقيب ظهرت بواطننا وما يدور بداخلنا؛ فظهر بوضوح في كمّ الكذب والخداع والخيانة والجنس وقصص الحب المزيفة... إلخ، ورغم كل تلك البشاعة إلا أنني أراها فرصة وليست أزمة؛ لنتمكن من إصلاح أنفسنا بصدق، وعن بيّنة، فكوني من هؤلاء يا صديقتي.
- الجنس احتياج فطري وطبيعي خلقه الله سبحانه بداخلنا لنتقارب ونتزاوج، ولكي يحدث ذلك لا بد أن يتم بضوابط ويتم برضا وبشرع الله سبحانه، والجنس ما أجمله حين يرتبط بمشاعر حقيقية وحب بين زوجين، وما أقبحه حين يتحكم فينا ويأمر فيُطاع ويصبح هدفا في حد ذاته، فنتحول لماشية نمارس الجنس مقطوعاً من المشاعر مع أي سائر في الطريق حتى لو كان الطريق هو شارع الإنترنت.. غير المرئي.
- الجنس الإلكتروني بوابة الشر لإدمان العادة السرية وإدمان الأفلام الإباحية والوقوع في فخّ مشاهدة ما لا تتصورينه يا صديقتي فانتبهي.
- الجنس الإلكتروني سيفقدك براءة الإحساس، وبراءة الشوق، ولذة العلاقة الجنسية الحقيقية بينك وبين زوجك فيما بعد؛ لأن الجنس الإلكتروني يقوم على التخيلات والإثارة بطرق غير واقعية، تجعل من يقع فيها غير راضٍ بعد ذلك عن العلاقة الطبيعية.
- ما تقومين به يفقدك الكثير من طاقتك وجهدك وتفكيرك وأصعب ما تفقدينه معه هو فقدك لاحترامك لنفسك وضغط الشعور بالذنب، وهو ما سيُوقعك -شئت أم أبيت- في حالة نفسية سيئة، قد تدفعين لها ثمناً أنت لست مستعدة له إطلاقاً، ففرصتك الآن في تعلية إرادتك ومقاومة هذا الغول الذي يريد التهامك، ولن يتمكن منك كلما قاومت وشغلت نفسك عنه وحسمت أمرك.
أما هذا الصديق المزعوم فهو شخص "سافل" و"مستغل"، ولا يرى فيك سوى جسد يستطيع أن يراه متى شاء بالطريقة التي يرغبها، وبالعدد الذي يرغبه، ولن يرضى أبداً أن يحدث ذلك مع أخته أو زوجته، هذا إن استطاع أن يتزوج امرأة يثق فيها بعد ما قام به معك أو مع غيرك، ولا أنصحك إطلاقاً أن تتزوجيه حتى لو عرض عليك، فهو رجل وشرقي ولن يغفر ولن ينسى ما حدث بينكما مهما قال، ولذلك عليك أن تقومي بالتالي:
1- اقطعي علاقتك به فوراً وبدون أي مهاترات ووضّحي له أنك لن تستمري في هذا ولن تستمري في معرفته أبداً تحت أي ظرف من الظروف.
2- انقلي الجهاز في مكان مكشوف في البيت بأي حجة حتى لا تحدّثك نفسك بالقيام بهذا الأمر مرة أخرى فيصعب عليها إرغامك، وقللي دخولك على الإنترنت قدر إمكانك خصوصاً في تلك الفترة.
3- اشغلي وقتك في أمور مفيدة وتحبينها، ولو بسيطة أو حتى تافهة من وجهة نظرك؛ فشغل الوقت والانشغال من الأمور التي ستحميك من نفسك.
4- اقتربي من الله سبحانه أكثر من هذا، واطلبي التوبة والاستعانة بالله على نفسك وابتغاء رضاه وتذوق حلاوة القرب والطاعة.
5- قومي بعمل كشف حساب لنفسك وطريقة للعقاب والمكافأة الذاتية مع نفسك، ففي كل مرة تنجحين في المقاومة كافئي نفسك بأمر محبب لنفسك أو كنت تتمنين الحصول عليه منذ فترة، فسيزيد ذلك من رغبتك في الاستمرار والشعور بالفخر والاحترام، وكلما وقعت في الأمر عاقبي نفسك بحرمانها مما كنت ستقدمينه لها أو تَصدَّقي أو أي شيء يضايقك، ولا تيأسي وتقولي أنا فشلت أنا سيئة، ولكن قولي لا بأس سأكرر مرات النجاح من جديد وسأكون أفضل، واعلمي أن الله غفور مسامح، ويعلم صدق نيتك ورغبتك في الكف عما تقومي به.
6- كوّني صداقات في حياتك تكون محترمة ومفيدة وتتعلق بالعمل في هوايات أو تطوع أو مساعدة أو رياضة أو دراسة أو غيره حتى تتمكني من مقاومة نفسك.
7- اقتربي أكثر من أسرتك ووالدتك وأهلك، فلو ليس لهم وجود فتذكري أننا من يقرر من يقترب ومن يبتعد بتصرفاتنا وبما نمنحه لهم من مساحة قرب وبفهمنا لهم ولشخصياتهم، فابدئي أنت بفتح ذراعيك لأسرتك وستجدين من بينهم حباً وحناناً لا تتصورينه.