مش عارفة أبدأ منين؛ بس كل اللي أقدر أقوله إن الناس بيقولوا عليّ إني فائقة الجمال.. من أول يوم لي في الجامعة شافني ابن عميد الكلية، وحاول إنه يتكلم معايا؛ لكني رفضت لأن ده كان أول يوم لي في الجامعة، ولا أريد أن أفعل معه ما أسمعه عن بنات الجامعة. بصراحة في الأول فرحت بيه؛ بس بعد كده بدأت أحس إني محاصرة، وبقيت أشوفه في كل مكان، وصارحني إنه يريد أن يتزوجني؛ لكني رفضت لأسباب تافهة، وفعلت معه ما يجعل أي عريس في موقفه يهرب؛ إلا أنه أصرّ على الزواج مني، وكان يتعلق بي يومًا بعد يومًا، ويعلم الله أني لم أُلقِ عليه حتى السلام في يوم، وبسببي عمل حادث بسيارته، وترك بعثته لألمانيا. جاء إلى البيت، وعائلتي كلها فرحت به؛ لكن أبي قال لي: الرأي لكِ، فرفضته أكثر من سبع مرات.. وفاتت سنة، وفي السنة الثانية عاد مرة أخرى وتقدم؛ حتى إنه في مرة مددت يدي عليه وأهنته، ولم يردّ عليّ ولا حتى بكلمة، وبعدها لم أذهب إلى الجامعة. واتصل بي في يوم، وقال إن خطبته اليوم.. لن أكذب عليكم فقد شعرت وكأن روحي تهرب مني؛ ولكني تماسكت.. وتقدم لي بعدها لخطبتي عرسان كثير؛ لكني رفضت دون مبرر. وبعدها بحوالي شهر اتصل بي، وقال لي: حبيت أعاندك عاندت نفسي، وبكى كالطفل، وأنا قلت له: أنا أكره الرجل الضعيف.. وفعل ما لم يخطر على بالي؛ نزّلني السنة! وقال لي: هذه أحسن ذكرى تفكّرك بي، ولم يعلم أني كنت أحاول الاتصال به لأقول له تقدّم لأهلي. والآن يقول لي: أنا عايزك تنسي كل حاجة، ووافقي عليّ؛ بس أنا مش قادرة أنسى الفصل ده، كلهم بيقولوا عليّ معقدة.. هل حقًّا أنا كده؟ مع العلم أني في حياتي لم أعرف شابًا غيره، وفعلت كل شيء يكرّهه فيّ؛ لكنه يتقرب مني. nesmasamy78 صديقتنا الجميلة.. الغريب أنك لم تذكري أبدًا أي سبب رفضك لهذا الشاب في المرات الأولى، ولا حتى تلك الأسباب التافهة التي ذكرتها لأهلك.. ولا أعرف ما الذي قد يجعل بنتًا تمدّ يديها على ولد وتهينه كل هذه الإهانات، ومع ذلك يصرّ على التمسك بها؛ حتى لو كانت ملكة جمال؟ ولماذا شعرتِ بهروب روحك يوم خطبته؟! ولماذا ترفضين من يتقدمون لخطبتك؟ أرجو منك الإجابة على هذه الأسئلة بينك وبين نفسك.. إن الشيء الوحيد الواضح في رسالتك أنك كرهت ضعفه أمامك وتهافته عليكِ، وأن التحدي وصل بينكما لأن يتسبب في رسوبك -كما تقولين- وهذه هي نقطة الخلاف بينكما الآن، التي لا تستطيعين أن تغفريها له. وتسألين: هل أنت معقدة أم لا؟ ربما تكون بعض الظروف من حولنا هي السبب في أن تكون شخصياتنا معقدة بهذا الشكل.. ربما تعليق الناس الدائم على جمالك هو ما جعلك تشعرين بتميزك واختلافك، وهو ما جعلك دائمًا تبحثين عن شيء آخر أكبر من الإعجاب والحب الذي كان هذا الولد يطاردك بهما؛ ولكن ما هو هذا الشيء الذي تبحثين عنه ومن أجله ترفضين كل من يتقرب منك ويحاول الارتباط بك؟ الأفضل أن تكوني بسيطة مع نفسك ومدركة "إنتي بتتصرفي كده ليه؟" ولا تستمعي لآراء الناس ممن يقولون إنك فائقة الجمال، ومن يقولون إنك معقدة. أعيدي تقييم نفسك بنفسك، وما هو جمالك الحقيقي؟ وما قيمة شخصيتك دونه؟ هل تستطيعين الاعتماد على نفسك؟ هل تريدين الدراسة والنجاح والعمل؟ هل أنتِ متأكدة أن جمالك سيضمن لك زيجة جيدة وراحة طول العمر؛ ولذلك أنت غير مهتمة بهؤلاء الذين ترفضينهم وتنتظرين الشخص المناسب؟ وما هي مواصفات هذا الشخص؟ صديقتي، الجمال نعمة من النعم مثل المال؛ ولكن كل نعمة إن لم يتحكم فيها العقل تتحول إلى نقمة، وجمالك إن لم يزينه العقل والتفكير في كل تصرفاتك وفي أسبابها سيتحول إلى جمال غبي قد يدمر حياتك وأحلامك. قبل أن تفكري في الموافقة أو رفض هذا الشباب، اعرفي أولًا لماذا رفضتِه سابقًا؟ ولماذا قد توافقين عليه اليوم؟ وما هو هدفك في الحياة؟ هل تريدين أن تكوني زوجة وأمًّا؟ أم تريدين أن تعملي؟ هل هذا الشخص قادر على فهمك أو التواصل معك؟ أم إن كل ما يجذبه فيكِ هو صورة جميلة؟ إذا حددت هدفك، وأصبح لديك حلم يقودك في الحياة، سيكون من السهل عليكِ أن تفهمي السبب وراء تصرفاتك ورفضك وقبولك، وستصبح حياتك أكثر بساطة.