إزيكم بجد باشكركم على الموقع الجميل ده وربنا يجزيكم خيرا إن شاء الله أنا عندي 27 سنة.. الحمد لله جميلة ومن عيلة، والحمد الله أنا باشتغل مدرّسة، مشكلتي إني باهتم بنفسي وبلبسي وبكل شيء، فعلا دي مشكلة؛ لأني باعرف إن فيه ناس معجبين بيّ بس بيخافوا يقولوا لي عشان حاسين إنهم مش هيقدروا عليّ، أنا سمعت كده مش عارفة أعمل إيه، اتخنقت من نظرات الإعجاب ولكن بدون كلام آخرهم زميل ليّ. المشكلة إنه لفت انتباهي جدااا مهتم بيّ بيبص لي كتير جدا ويمكن نظراته دي هي اللي لفتت نظري جدا، بس مجرد نظرات.. بجد تعبت لدرجة إني أصبحت أكلمه وأنا مخنوقة جدا أنا بجد تعبانة؛ لأني مشكلتي إني من عيلة وجميلة والناس بتخاف تتقدم لي، أنا مش عارفة أعمل إيه؟ أتصرف إزاي؟ حب من غير كلام طب ليه بيبصوا عليّ؟! أنا باتضايق من نظراتهم دي يا ريت تردوا عليّ وتقولوا لي أعمل إيه؟ nour_egypt
أولا وقبل كل شيء يجب أن تكوني ممتنة لما رزقك الله به من جمال الشكل والعائلة الطيبة والروح الجميلة فهي كلها أمور يتمناها الكثيرات في مثل سنك. ولكن الجمال أحيانا يكون كرما من الله عز وجل وفي أوقات أخرى يكون ابتلاء منه، وليس المقصود بلفظ الابتلاء أنه غضب من الخالق عز وجل، ولكنه اختبار عليك اجتيازه بنجاح. وأولى الإجابات النموذجية للسقوط في هذا الامتحان هو سوء استخدامك لهذا الجمال بالشكل الذي يُغضب الله عز وجل، من خلال اختيار الملابس التي تُظهره بالشكل المخلّ أو وضع المساحيق وأدوات التجميل بالشكل الذي يلفت الانتباه لجمال هو أصلا لافت للانتباه وعليه يكون سبب في فتنة الآخرين. أعدك بألا يتحول الرد على مشكلتك لخطبة دينية تكرر استخدامها في المساجد أيام الجمعة، ولكن الهدف من ذكر سلبيات استخدام الجمال له غرض سوف تعرفينه لاحقا، ولكن عليك الآن وقبل كل شيء أن تجيبي عن هذا السؤال بينك وبين نفسك: هل أنتِ بالفعل تسيئين استخدام تلك النعمة التي وهبها الله إياكِ، هل تتعمدين في ملبسك أو مظهرك أن تكوني لافتة للآخرين، الإجابة يجب أن يكون فيها قدر بالغ من الصراحة؛ لأنها إجابة لله وليس للبشر.. هذه واحدة، ولأن في الإجابة عن سؤالي إجابة عن سؤالك وأعني... إذا كانت الإجابة ب"نعم" فقد انفضّت أحراز لُغزك؛ لأن من يسقط في الاختبار الإلهي يسقط في الاختبار الدنيوي، فسوء استخدامك لجمالك بالشكل الذي أغضب الله عز وجل تسبب في قلب السحر على الساحر، وحوّل جمالك -الذي مفترض فيه أن يكون وسيلة لجذب الآخرين إليك- إلى وسيلة لتنفيرهم منك، فيخاف من يفترض أن يفتتن بك من الارتباط بفتاة جميلة من عائلة يعتقد في الزواج بها عبئا ماديا لن يستطيع تحمله، رغم أنه كان من الممكن أن يكون جمالك وسيلة تجعل الشاب نفسه يفعل الأفاعيل الممكن منها والمستحيل كي تجمعك وإياه دبلتان مشتركتان ذهبية وفضية.. هل ترين نتيجة التصريف الإلهي؟! أما إذا كانت الإجابة على السؤال ب"لا" فعليك هنا أن تنظري للأمر من زاوية مختلفة شرط فيها الصبر وعدم القنوط، وتتلخص تلك النظرة في أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس أمما وجعل الأمم شرائح وطبقات، واشترط لحكمة يعلمها ونعلمها التوافق بين الزوجين في المستوى المادي والمستوى الاجتماعي، وإلا أصبحت الحياة بينهما فقرة مفتوحة للخناق والنزاع بسبب إحساسه بدنوّ مركزه وعلو شأنك، ولن ينسى هذه الفروق مهما كان الحب عميق بينكما. هل معنى ذلك أن الله جعل من جمالك وعائلتك سجنا كبيرا تعيشين فيه دون وليف لمجرد أنك جميلة، بالتأكيد لا.. فأنتِ في هذه الدنيا تنفّذين أحداث الكتاب الذي وضع فيه الخالق خريطة حياتك منذ صرخة الحياة وحتى انتفاضة الوفاة -أطال الله في عمرك- ومن ضمن هذه الخريطة شكل وهيئة العريس المنتظر، ولم يكتب في الكتاب أنك ستتزوجين قبل السابعة والعشرين وبقدر ما ستصبرين في انتظار زوجك المقدر بقدر، مما سيكون هذا الزوج شخصا تفخرين به وبشكله ومركزه وتتباهين أنتِ بمركزه وليس العكس.. المثل العبقري المأثور الذي يقول "الصبر مفتاح الفرج" صدق منذ مئات السنين في حكمته، اصبري على قضاء الله وانتظري -بصبر دون قنوط- زوج المستقبل وصدقيني سيكون أفضل بكثير مما تتمنين.