أنا بحبكم جدا، ومن نجاح لنجاح بأمر الله.. أنا مشكلتي تتلخص في إني كنت مرتبطة بشاب زميلي ولا أزال.. هو أكبر مني بأربع سنين.. بس أنا قلقانة من شيء؛ هو مش عايزني أشتغل بس أنا بحب العلم والشغل، ونزلت بالفعل الشغل، واختلفنا، ورجعنا تاني على شرط إني أترك العمل بعد الخطوبة..
هو إنسان طيب جدا بجد وكويس؛ بس موضوع إنه بيحب يفرض رأيه عليّ، ودايما يتهمني إني مش باسمع كلامه.
وكمان حصل حاجة أنا زعلانة من نفسي أوي فيها، هو موقف ونفسي تقولوا لي إيه اللي أنا فيه ده: إحنا كنّا متفقين إنه يتقدم بعد ما نخلص؛ بس هو اتأخر شوية وقال لي: استنيني؛ بس أنا اتقدم لي شخص وكنت ماشية في طريق الخطوبة، والموضوع ده اتكرر مرتين وهو ما يعرفش بده؛ حتى بعد خطوبتنا.. فمش عارفة هل اللي عملته ده صح ولا غلط؟
وأخيرا حصلت مشكلة في الاتفاق؛ إن بابا طلب منه قايمة بالعفش، ومامته مارضيتش خالص، والموضوع اتعلق، وبعد كده بشهرين كلّم مامتي وعايز يرجع من غير القايمة؛ علشان مامته مش راضية.
فقلت لبابا، وقال لي: مش هينفع يرجع في كلمته؛ بس اقترحت عليه إنه يعمل مؤخر.. وهو هيقابله قريب إن شاء الله.
ساعات باحس إني مابحبهوش برغم إننا كنّا مع بعض سنتين في الكلية.. أنا مشكلتي إني مش مستقرة؛ بس أنا طموحة أوي، ونفسي يبقى عندي حاجات كتير، وأتعلم وآخد كورسات.
إيه رأيكم؟ أوافق والموضوع يمشي، ولا أستنى حد تاني؟ أنا مش قادرة أتكلم مع حد غيركم.. وآسفة إني طولت.
R.SH
أولا أحب أن أحييكِ صديقتي العزيزة على طموحك وحبك للعلم والعمل، وأتمنى من الله أن يحقق لك كل ما تتمنين في حياتك، وأن يكون النجاح حليفك دائما.
ولكن النجاح والطموح لا بد أن يحميه تخطيط جيد في حياتك؛ حتى تتمكني من الوصول إلى أهدافك.
في واقع الأمر إن سؤالك لنا لا يملك الإجابة عنه سواك.. عليك صديقتي أن تقفي مع نفسك وقفة، وتفكري جيدا فيما أنت مقبلة عليه، وفيما تريدينه حقا في حياتك.
واعلمي صديقتي جيدا أن الحب والزواج والارتباط ما هم إلا وسائل تجعلنا نمضي في حياتنا لتحقيق أهدافنا؛ ولكنه ليس هدفا وغاية في حد ذاته؛ لأن مَن يرون في الزواج هدفا غالبا ما تتوقف حياتهم بعد الزواج، لا يدرون ماذا يريدون منها بعد ذلك.. ومن الواضح صديقتي أنك ممن ينظرون إلى الزواج على أنه وسيلة لتحقيق أهدافك، ولذا عليك أن تبحثي عن شريك لحياتك يساعدك على تحقيق أحلامك.
وبالنسبة لزميلك الذي أنت مرتبطة به حاليا؛ فلا بد أن تُفهميه أن عليه احترام طموحك وأحلامك؛ لأنها جزء منك، ولا عيب فيها ما دامت في حدود الدين والأخلاق.
أما بخصوص ما إذا كنت تحبينه أم لا؛ فمن الواضح أن ما تشعرين به تجاه هذا الشخص هو إحساس بالتعوّد ليس ألا، والدليل على ذلك أنك كنت على استعداد للارتباط بأشخاص آخرين لولا أنه لم يحدث توفيق.
صديقتي العزيزة.. لا أرى في طموحك وحبك للعلم ورغبتك في تطوير نفسك أية مشكلة؛ ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في ترددك وعدم قدرتك على اتخاذ القرار الصحيح.
في النهاية عليك أن تستخيري الله، وأن تطلبي منه أن يوفقك للطريق الصحيح، مع خالص دعائي لك بالنجاح والتوفيق.