بسم الله الرحمن الرحيم.. أنا عمري 23 سنة، وخاطب إنسانة بحبها جدا، مشكلتي باختصار إني من مدة حوالي ثلاثة شهور حصل مشكلة بيني وبين خطيبتي، وكانت نتيجتها زعل، وبعد أوّل 15 يوم من البعد بالصدفة وتخطيط الظروف والقدر أعجبت بإنسانة أخرى، وكان الشعور متبادلا بيننا، وهذا الشعور لا يتعدى الإعجاب، وتطوّرت العلاقة لدرجة أن وجدت مكالمات تيلفونية بيننا، وعبر الإيميل أيضا. ومن المهم ذكره أنها على درجة عالية من الاحترام والأدب، ولا أعلم لماذا لم أخبرها بأنني مرتبط أو خاطب، وبعد ذلك في أواخر الشهر الأول عدت أنا وخطيبتي إلى بعضنا، وأحسست أني أحبها أكثر من الماضي بمراحل، وباقي الشهرين الآخرين كنت أبحث عن طريقة لكي أبعد الإنسانة الأخرى عني؛ لأن كل يوم يأتي وأنا ما زلت أكلّمها يعتريني إحساس مزدوج بخيانة خطيبتي وبظلم الإنسانة الأخرى، وكل هذا ذنب عليّ أنا.
أنا أعترف بأنني مخطئ ومن اللازم أن أتحمل نتيجة خطئي، ولكني لا أعرف ماذا أفعل لكي أبعدها عني، وأنا أحب خطيبتي جدا جدا، ولا أريد غيرها في حياتي.. المطلوب حل يتمثل في طريقة إبعاد الإنسانة الأخرى عني، وبأقل جرح لها؛ لأنني أقدّرها وأحترمها جدا جدا، هذه هي مشكلتي، فمن الممكن أني أصدمها عبر مكالمة تليفونية، وبالتالي أخلص ولكني أخشى المواجهة، ولم أرغب بها لأني لن أستطيع فعل هذه المواجهة، وكل ما يهمني مقداري وصورتي بداخلها التي لا أحب أن تهتز، أو يراودها إحساس بأنني كاذب أو غشاش، ولكنني ألحّ عليكم لكي تحسوا بأنني في هذه الفترة كنت في أشد الاحتياج إلى إنسانة بجانبي، وفي ظل مشكلتي مع خطيبتي قامت علاقتي بالأخرى.. آسف على الإطالة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
H.T
الصديق العزيز.. أعلم جيدا ما أنت فيه من حيرة، ولم يأتني تفسير لما فعلته في البداية، ولمَ أخفيت عن تلك الفتاة أنك كنت مرتبطا بأخرى، وحتى إن كنت مرتبطا، فأنت قد ذكرت حبّك العميق لخطيبتك، فكيف لك أن تقوم بذلك؟
وإن حاولت أن أفسّر ما حدث فمن الممكن أن يكون دافعا لأن تنسى واحدة بأخرى، والدليل على ذلك أنه حينما رجعت علاقتك بخطيبتك كان شعورك أنك قد افتقدتها كثيرا وتحبها أكثر، ولكن أنا أرى أنه شعور بالذنب، وكأنك بذلك الحب الشديد ترسل رسالة لك ولها، بمعنى أنك تقول: "أنا ارتبطت بأخرى وأعجبتني، ولكني أحبك؛ لأنكِ المفضلة عندي، فسامحيني دون أن تعرفي بذلك".
عزيزي.. نحن الآن بصدد مشكلتين أولاهما أنك لم تعطِ لنفسك الفرصة لكي تفكّر في تلك العلاقة واندمجت فيها دون أي نوع من العقل، والنتيجة أنك لن تتخلص من تلك المشاعر، والمشكلة الأخرى هي أنه لا سبيل لك لتكون على علاقة بأخرى ما دام هناك من تحبها وتحبك، ولا يوجد حلّ سوى أن تواجه تلك المسكينة التي ظنّت أنك لها وحدها، ولا يوجد غيرها في حياتك بالحقيقة، فخير لها أن تبتعد عنك الآن دون أن تتطور علاقتها بك، وتشعر هي أنها لا يمكن أن تستغني عنك.
ويمكنك إبلاغ هذه الفتاة بأنك قبل أن تتعرف عليها كنت على علاقة بخطيبتك، وأنك ظننت أن الموضوع قد انتهى، ولا تذكر المدّة التي ابتعدت عن خطيبتك؛ فهذا سيؤكد لها كم كانت هي، وكما يقال "داوني بالتي كانت هي الداء"، ولكن أبلغها بأنها كانت فترة عصيبة، وحينما دخلت هي في حياتك فقد انجذبت لها، واشرح لها كم تقدّرها؛ إلا أنها تستحق الأفضل، ولكن عودة خطيبتك لك أعادت لك المشاعر القديمة، واعتذر لها بأسلوب لائق.
أعلم أن ما سيحدث سيكون مؤلما؛ لكنك لم تترك لي الخيار في حل آخر، و"لن يضر الشاه سلخها بعد ذبحها"، ففي كلتا الحالتين ستبتعد عنها، ولن تقترب هي منك، حتى وإن حاولت؛ فلا مستقبل لتلك العلاقة بأي شكل، حتى وإن كانت صداقة؛ فهي علاقة قد كُتب لها أن تنتهي، ولكننا نحاول أن نصل إلى أفضل الحلول.
كما أطلب منك أن تجلس جلسة صادقة مع نفسك، وتتحدث إلى خطيبتك ف ما يحدث بينكما من مشكلات، فلن تحلّ المشكلة كل مرة بالابتعاد وكسر قلب أخرى، فلن تصبح الحياة فجأة طيبة لتعطيك ما تريد، وقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. وأتمنى لك التوفيق.