يضع المهندس حاتم دويدار باعتباره المدير التنفيذى لاحدى اهم الشركات العالمية الخارطة المحتملة للاستثمار الأجنبي خلال المرحلة المقبلة مركزًا على أهم العوائق التي تواجه الاقتصاد المصري وتهدد عودة الأجانب وعلى رأسها الانفلات الأمني وعدم وضوح الرؤية لمنظومة الدعم على جميع منتجات الطاقة سواء السولار أو الكهرباء أو الغاز. ويصف في حواره مع "أموال الغد" قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنه "مرآة الاقتصاد" متوقعًا نموًا كبيرًا في القطاع البالغ حجم إيراداته 40 مليار جنيه سنويًا بالتزامن مع النظرة الجديدة لمصر باعتبارها احد اهم محاور صناعة التعهيد بالمنطقة. ويشدد دويدارعلى أن خدمات الانترنت والداتا تمثل الاستراتيجية المستقبلية لفودافون مصر لتتوجه إلى ضخ نصف استثماراتها في تطوير خدمات الانترنت بواقع 1.5 مليار جنيه مرتكزة على خدمات الحوسبة السحابية والمحتوى العربي وتطبيقات المحمول معتمدة على ذراعها الاستثمارية فودافون فينشرز. قال المهندس حاتم دويدار المدير التنفيذي لفودافون مصر أن زيارة إيطاليا الأخيرة التي شارك فيها ضمن الوفد الممثل للصناعة المصرية ركزت على الاستثمار في السوق المصرية وجذب عدد كبير من رجال الأعمال الايطاليين للاستثمار في مصر مشددًا على أن الرئيس محمد مرسي ووزير الاستثمار أسامة صالح وقعا عددا من الاتفاقيات سيظهر أثرها على الاقتصاد المصري خلال المرحلة المقبلة . ولفت إلى أن المرحلة الحالية وتنظيم المؤتمرات الاقتصادية يساعد على خلق فرص استثمارية جديدة تساعد القطاعات الاقتصادية بصفة عامة على النمو وتسهم في تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باعتباره محركًا أساسيًا ومشاركا في كافة القطاعات الاقتصادية ضاربًا المثل بمؤتمر"فجر جديد" الذي نظمته شركة بلتون منذ ايام والذي عكس ثقة المستثمرين في السوق المحلية ونيتهم للتوسع في مصر. وأوضح أن التركيز خلال المرحلة المقبلة على النمو الاقتصادي بصفة عامة خاصة بخلق فرص عمل في قطاعات الصناعة بتوفير وظائف بقطاعات صناعية جديدة لتظهر نتيجتها على شكل منتج مصري نهائي مصنوع بأيدٍ مصرية لافتًا إلى تأثيرها على الاقتصاد المصري إيجابًا وخفض معدلات البطالة. وشدد على أن تنظيم المؤتمرات واللقاءات الاستثمارية المشابهة كاليورو مني المزمع عقده خلال أيام يدعم صورة الاقتصاد المصري ويبعث رسائل تطمينية للمستثمرين الأجانب لضخ استثمارات جديدة على مستوى القطاعات المختلفة ويدعم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بصفة خاصة. ونوه أن المؤتمرات الاقتصادية من شأنها التأكيد على الاستقرار وعودة الاستثمار الأجنبي كجزء من دعائم الاقتصاد ونظرًا لما يلقاه مؤتمر اليورو مني من اهتمام ودعاية جيدة خارج مصر يؤتي بثمار جيدة سواء من حيث المشاركة أو جذب مستثمرين جدد موضحًا أن فودافون ستركز من خلال مشاركتها في المؤتمر على الخدمات المالية عبر المحمول ومحاولة تذليل العقبات امام القطاع بما يضيفه من مميزات جديدة للسوق. ولفت المدير التنفيذي لفودافون مصر إلى أن جذب الاستثمارات الجديدة يقوم على عدة ركائز تؤثر بشكل مباشر على نظرة المستثمر للسوق المحلية منها الحفاظ على الاستقرار الأمني ومواجهة الانفلات الذي شهدته مصر خلال مرحلة ما بعد الثورة موضحًا ضرورة تحديد شكل الدعم على الطاقة بكل صورها سواء الكهرباء أو السولار أو البوتاجاز نظرًا لتأثيرها المباشر على الصناعات الخفيفة والثقيلة . وأشار إلى أن الإضرابات والاعتصامات العمالية لاتؤثر بشكل كبير على معدلات الاستثمار خلال المرحلة الحالية ،فالاعتصامات تضرب عددا كبيرا من الدول الاجنبية والاختلاف بين مصر، والدول الأخرى يرجع في عشوائية الاعتصامات المحلية وتأثيرها على الطرق والشركات الحيوية بما تتخذه من قطع للطرق وغيرها من السبل غير السلمية للمطالبة بالحقوق. ولفت الة أن قطاع الاتصالات يعد مرآة للنمو المحلي في جميع الأسواق متوقعًا تأثره طرديًا بمعدلات الاستثمار خلال المرحلة المقبلة باعتباره احد الصناعات الخدمية المرتبطة بكل القطاعات الأخرى، مشيرًا إلى أن تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي بصفة عامة خلال العامين الماضيين اثر طرديًا على معدلات نمو الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأضاف المدير التنفيذي لفودافون مصر أن قطاع الاتصالات يشهد خلال المرحلة الحالية عودة للفرص الاستثمارية خاصة على نطاق خدمات التعهيد متوقعًا عودة النمو بصورة واضحة في تصدير تكنولوجيا المعلومات مع عودة المفاوضات من الشركاء الأجانب للشركات المصرية لإضافة حسابات جديدة أو التوسع في الحسابات الحالية. وعن فودافون أكد حاتم دويدار أن استراتيجية الشركة تركز خلال العام المقبل على التوسع في خدمات الحوسبة السحابية خاصة على مستوى العملاء من الشركات فالسوق في قطاع الحوسبة تشهد نموًا خلال المرحلة المقبلة بصورة مطردة، بالإضافة إلى تطوير الحوسبة السحابية لشركات إقليمية وعالمية من خلال مركز محلي بفودافون مصر. وأضاف أن فودافون تركز على تطوير خدمات الانترنت والداتا بضخ مزيد من الاستثمارات في شركات ناشئة، وتطوير خدمات شركة سرمدي المملوكة بالكامل لفودافون والعاملة بقطاع الداتا في قطاعي المحتوى الالكتروني وتطبيقات المحمول. وأوضح أن اهم القطاعات الفرعية المتوقع نموها خلال المرحلة المقبلة هو قطاع التعهيد ففودافون مصر تقدم خدمات الكول سنتر لعملاء الشركة في انجلترا وايرلندا ، وتستهدف التعاون مع فروع الشركة بعدد من الدول الاخرى بواقع 3000 مقعد مع التركيز على زيادة الاستثمار بالقطاع بتعيين موظفين جدد وتجهيز مبانٍ جديدة. وركز على أن استثمارات الشركة تتراوح بين 2.5 إلى 3 مليارات جنيه خلال العام المقبل لتطوير المحطات بصفة عامة ،وتنقسم هذه الاستثمارات بين تطوير خدمات الصوت وخدمات الداتا،وبدأت الشركة في تجربة خدمات الجيل الرابع في منطقة الساحل الشمالي استعدادًا لتطبيقها حال طرح الرخصة من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات. وأوضح المدير التنفيذي لفودافون مصر أن الكثافة السكانية تحدد نسبة الاستثمار في الخدمات في مناطق بعينها فالكثافة الزائدة يقابلها ضخ استثمارات أكثر في قطاع الصوت وهو ما يؤثر على جودة خدمات الانترنت وبالتالي فإن الشركة تسعى لإحداث توازن بين القطاعين وتطويرهما. ولفت إلى أن الشركة تمتلك حوالي 10 آلاف محطة تقوية للشبكة موزعة على المحافظات مشددًا على أن فودافون تضيف من 700 إلى 1000 محطة سنويًا، ويأتى توزيع المحطات وفقًا للترددات المتاحة لكل شبكة وقوة المحطة الحالية. وأضاف أن شركات المحمول الثلاثة تحصل على سعات ترددية جديدة خلال المرحلة الحالية والتي طالبت بها الشركات طوال الفترة الماضية مشددًا على أن توفير السعات الترددية المطلوبة للشركات يشهد تطورًا إيجابيًا بمنح الشبكات السعات الجديدة من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات. وحول تحويل الاموال عبر المحمول شدد المدير التنفيذي لفودافون مصر على أن الخدمة ستتاح خلال شهور قليلة وفقًا لتصريحات الجهات المتحكمة في التحويل خاصة مع موافقة جهاز تنظيم الاتصالات والبنك المركزي على الخدمة موضحًا أن الشركات مستعدة لتقديم الخدمات خلال شهر من الاعلان عنها لاستعدادها تكنولوجيًا وتعاقدها مع عدد من البنوك لتوفير الخدمة. وعن فودافون فينشرز لفت إلى أن الصندوق دخل في مرحلة المفاوضات النهائية لضخ استثمارات في 4 شركات جديدة ناشئة عاملة بقطاع تكنولوجيا المعلومات تخدم التوجهات العامة للشركة وتقدم قيمة مضافة للشركة . من ناحية اخرى أكد المدير التنفيذي لفودافون مصر على أن شركات المحمول الثلاثة تواجه ضعفًا في الإيرادات بصفة عامة في ظل الحرب السعرية بين الشركات وخفض سعر الدقيقة عدة مرات موضحًا أن اسعار الدقائق تنخفض من 20-30% سنويًا في ظل زيادة معدلات التضخم وارتفاع الأسعار 10-15% سنويًا مما يضع الشركات في مأزق ضعف إيراداتها ومن ثم تحتاج طرقا جديدة لتحصيل الإيرادات منها فرض رسوم على المستهلك مقابل خدمات بعينها كفرض قرش مقابل التعريف بالرصيد في نهاية المكالمات. وشدد على ضرورة وضع منظومة متكاملة لفرض أي نوع من الضرائب الجديدة على القطاع مؤكدًا على إجراء دراسات قبل فرض ضريبة على مستخدمي المحمول كما صرح الدكتور ممتاز السعيد وزير المالية. ولفت إلى أن إيرادات سوق الاتصالات الثابت والمحمول بلغت حوالي 40 مليار جنيه سنويًا مما يضعه من أكثر القطاعات نجاحًا على المستوى المحلي ومضيفًا أن معدلات النمو وزيادة المستخدمين تغري الجهات المسئولة بفرض ضرائب جديدة على المستخدمين دون دراسة فعلية لطبيعة المستخدم. وأشار إلى أن قطاع الأعمال يمثل حوالي 10- 15% من إجمالي حجم أعمال الشركة في حين يستحوذ قطاع الأفراد على 85-90% من عملاء فودافون وأن أهم التحديات التى تواجه قطاع الاتصالات بصفة عامة وفودافون بصفة خاصة تكرار أعمال السرقة للبنية التحتية للشركات خاصة في الأبراج ومحطات التقوية مشيرًا إلى أن تكرار الأزمات في السولار وانقطاع التيار الكهربائي يؤثر على جودة خدمة الشبكات ومحطات التقوية وبالتالي على الخدمة المقدمة للمستخدم النهائي.
