انطلقت صباح اليوم الاثنين أعمال المؤتمر الإقليمي العربي حول “حصاد الثورة والإصلاح في المنطقة العربية .. التحديات والآفاق" والذي يُعنى بالبحث في التحديات التي تجابه التحولات إلى الديمقراطية وتحقيق مطالب الشعوب الثائرة في أربعة من البلدان العربية هي: تونس ومصر وليبيا واليمن، وهي البلدان الأربع التي شهدت تحقق أهداف موجاتها الأولى في الإطاحة برأس النظم القمعية، وتواجه صعاباً في تحقيق أهدافها وتلبية الحقوق المشروعة للشعوب والقوى الدولية التي اتخذت موقفاً مناهضاً لثورات الشعوب العربية. افتتح أعمال المؤتمر محمد فائق وزير الإعلام المصري الأسبق وعضو مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان وأمينها العام الأسبق، وراجي الصوراني رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وعلاء شلبي أمين عام المنظمة. وأشار فائق إلى أن الصعاب التي تواجه البلدان الأربع لا تفت في عضد الثورة ومسيرتها لتحقيق أهدافها، والشعور بالفوضى هو نتيجة طبيعية لسياسات النظم القمعية السابقة، إلي أن الثورات الشعبية العربية كسرت حاجز الخوف والتردد. وحيا فائق نضال شباب الثورات العربية وتضحياتهم الكبيرة في سبيل تحرر شعوبهم، وقبلوا بنتائج الديمقراطية التي لم تفهم حقهم حتى الآن، ودعا الأنظمة التي لا تزال تتردد في النهوض بالإصلاحات بالإسراع بها على نحو جدي إن هي أرادت مصلحة بلدانها، كما طالب السلطات الجديدة في بلدان الثورة بتحري مطالب الثورات في سياساتها. ورفض فائق أن يُفرض على الشعوب الاختيار بين الاستقواء بالخارج والتدخل الأجنبي وبين القبول بالقهر والديكتاتورية، مشدداً على رفض كليهما، ومذكراً بأن درس العراق يؤكد أن الديمقراطية ليست سلعة تستورد أو تصدر، إنما ينهض بها أهلها، والديمقراطية حق من حقوق الإنسان، ولا تكتمل ممارستها بغير استكمال بقية الحقوق. وقال راجي الصوراني ،رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، مشيداً بنضال الشعوب العربية من أجل التحرر، وإرادتها الصلبة التي انتصرت على الديكتاتورية، بالرغم من المواقف الدولية التي تجاوزت خذلان الشعوب العربية التواقة إلي الديمقراطية لتصل لحد مساندة القمع والعدوان على الشعوب الثائرة. وأشار الصوراني إلي مسيرة المنظمة ودور الآباء المؤسسين وكفاحهم في سبيل إعلاء حقوق الإنسان والديمقراطية، والأثمان الباهظة التي قدموها في وجه الضغوط لمنعهم من النهوض برسالة المنظمة التي انعكست إيجابياً على ميلاد حركة قوية لحقوق الإنسان في الوطن العربي، ونوه علي المواقف الإقليمية والدولية المخزية من الثورة الشعبية في سوريا والثورة الشعبية في البحرين، والاضطهاد المكثف بحق نشاطي حقوق الإنسان لانخراطهم المتميز في دعم نضال شعوبهم من أجل الحرية والديمقراطية. وأكد الصوراني أنه لا يجب أن نسمح للصراعات السياسية بالنيل من مكاسب الثورات، مشيراً إلى أنه أو على القوى السياسية أن تقبل بنتائج الديمقراطية التي أتت بالإسلاميين إلى السلطة في تونس ومصر، دون أن يؤدي ذلك إلى المساس بحياد مؤسسات الدولة القبول به.