مع تنامى حجم الصيرفة الإسلامية عالميًا وتوقعات وصول حجمها إلى نحو 2 تريليون دولار بنهاية العام الجارى يطرح تساؤل حول حجم الصيرفة الإسلامية فى مصر وعدد الصيغ الإسلامية المطبقة وكيفية زيادة حجم تلك الصناعة الرائجة عالميًا . ويبلغ حجم العمل المصرفى الإسلامى بنهاية يونيو الماضى نسبة 7% من حجم السوق المصرفية المصرية والتى تبلغ حوالى 1,8 تريليون جنيه بزيادة قدرها 10,9 مليار جنيه عن ديسمبر عام 2013 بنسبة نمو 10%. أكد الدكتور محمد البلتاجى، رئيس الجمعية المصرية للتمويل الإسلامى، أن عدد الصيغ الإسلامية المتعارف عليها عالميًا يصل إلى 16 صيغة وأن عدد الصيغ المطبقة منها فى مصر هى 6 صيغ فقط وهما الإجارة والمرابحة والمشاركة والمضاربة والاستصناع والسلم، لافتاً إلى أن البنوك لا تستطيع تطبيق أى منتج إلا من خلال موافقة البنك المركزى. وأشار إلى وجود نحو 60 منتج إسلامى على مستوى العالم ولكن يوجد 15 منتج فقط فى مصر، مطالبًا بضرورة وجود إدارة لتطوير المنتجات الإسلامية بالإضافة إلى الموارد البشرية المؤهلة لتُطبق هذه المنتجات خاصة أن البنوك المصرية تلجأ إلى صيغة المرابحة فقط لأنها أقرب الصيغ الإسلامية للتمويل للتقليدى ولسهولة المنتج بينما لا توجد الكفاءات البشرية المؤهلة لتطبيق بقية المنتجات. وأضاف محمد البلتاجى أن هناك بعض الصيغ التى تحتاجها السوق المصرية وهى السلم والاستصناع والمتاجرة والبيع بالوكالة والمساهمات وأنها ستحقق مرودود كبير على الصناعة الإسلامية، ولكنها تحتاج للتدقيق فى صياغة العقود وتوعية الكوادر البشرية وتوعية العملاء. أوضح أن تنويع تلك المنتجات يزيد من فرص نمو المعاملات الإسلامية ويوفر المزيد من الصيغ المناسبة لكافة احتياجات العملاء الراغبة فى التعامل البنكى وفق الشريعة الإسلامية. وكشف مصطفى إبراهيم، مصرفى بأحد البنوك الخاصة، عن تحد جديد أمام زيادة الصيغ الإسلامية يتمثل في أن بعض المنتجات الإسلامية تحمل مخاطر عالية وهو ما يجعل إدارات المخاطر بالبنوك ترفض بعض تلك المنتجات لعدم الدخول فى مخاطر كبيرة، كما أن العملاء يفتقرون للوعى الكافى بتلك المنتجات. وأشار أشرف عبد الوهاب، مسئول بقطاع المعاملات الإسلامية ببنك التنمية والائتمان الزراعى، الى أن 80% من خدمات البنوك الإسلامية تعتمد علي منتج المرابحة نظرًا لسهولة التعامل بالمنتج وقربه من التمويل التقليدى، مطالبًا بوجود ندوات ومؤتمرات وفعاليات لتوعية العملاء بأهمية التمويلات الإسلامية واستغلال وسائل الإعلام فى ذلك، بالإضافة إلى تأهيل الكوادر البشرية المناسبة لتطبيق تلك المنتجات.