القوات المسلحة تُنظِّم برنامج «استراتيجية تنمية القيادة الوطنية»    بعد قرار «المركزي».. اعرف أعلى عائد لشهادات الادخار في البنوك اليوم    متى تم عمل حلوى المولد النبوي الشريف؟    جلسة مباحثات مُوسعة بين وزير الداخلية ونظيره السعودي    "الأونروا" توقع اتفاقية مع الهلال الأحمر القطري لدعم النازحين الغزيين في الضفة الغربية    «شريك استراتيجي مهم».. وزير خارجية الدنمارك يبدأ زيارة إلى مصر    مرسوم أميرى كويتي بقبول استقالة وزير النفط    منتخب إسبانيا «المنقوص» يكتسح سويسرا برباعية في دوري الأمم    عامر حسين يكشف مفاجآت بشأن شكل الدوري في الموسم الجديد    شروق وجدي ترصد فعاليات اليوم الأول للنسخة الأولى من منتدى الإعلام الرياضي    ضربة قوية ل فرنسا قبل مواجهة بلجيكا في كأس الأمم الأوروبية    السنغالي نداي يصل القاهرة للإنضمام للزمالك    جيهان الشماشرجي بطلة «أحمد وأحمد» أمام السقا وفهمي    تامر عاشور يلحن ل شيرين «عودتني الدنيا».. تطرح قريبًا    وكيل وزارة الصحة بقنا: نسعى لتحسين المنظومة الصحية بكافة المنشآت    ماجد المصري يكشف تطورات الحالة الصحية لابنته ماهيتاب    احذر منهم.. مواليد 4 أبراج لا يعتمدون على أنفسهم    تركي آل الشيخ: استعدادات على قدم وساق لتنظيم السوبر الإفريقي.. ولا نفرق بين الأهلي والزمالك    مصرع شاب صعقًا بالكهرباء في قنا    متحدث الصحة: ضخ الأنسولين يتم بشكل يومي والأمور ستعود لطبيعتها خلال 3 أشهر    المشدد لمتهمين بالتعدي على طالبة بالقليوبية    حزب المصريين: الحوار الوطني قدم نموذجًا لدمج التيارات السياسية لخدمة الوطن    حياة كريمة: لدينا عدد كبير من متطوعات سيناء.. ودائما بجوار المرأة السيناوية    إصدار اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم منح التزام إنشاء وتشغيل المنشآت الصحية    عاجل|بايدن يواصل الضغط للتوصل لاتفاق بشأن غزة    الاحتلال يعلن إعادة فتح المعابر الحدودية بين فلسطين والأردن غدًا    رسميًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2024 في مصر (مدفوعة الآجر للقطاع الحكومي والخاص)    «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر سبتمبر 2024    رئيس الوفد يدعو «المحامين» للاجتماع لمناقشة «الإجراءات الجنائية» الثلاثاء    احذر- التجشؤ المتكرر قد ينذر بمرض خطير    محسن صالح يعترف مفيش نجم بيمضى على بياض حبا فى الأهلي كله بالفلوس ولو جاله عرض أكبر هيمشى    استلام مُسوّغات التعاقد يبدأ غدًا.. محافظ بني سويف يناقش إجراءات مسابقة 30 ألف معلم    وزير الأوقاف لرؤساء تحرير الصحف: بدعمكم تنجح منابرنا في تنوير العالم بخطاب ديني أصيل    البورصات العربية الرابحة خلال تعاملات اليوم    أمين الفتوى يوضح مدى جواز أن تمتنع الزوجة عن زوجها بسبب تدخينه    أمينة الفتوى: الأصل في سفر المرأة تكون بمحرم لكن الظروف تغيرت    نقيب الصحفيين يكشف سبب وقف القيد من جريدة الميدان    السوداني: اتخذنا خطوة مهمة نحو إنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة بالعراق "يونامي"    سيول المغرب| انهيار منازل وتضرر الطرقات وتعليق الدراسة    محافظ أسيوط يتفقد المخزن الإقليمي للأدوية ومستشفى الرمد    تعيينات قضائية.. قراران جديدان للرئيس السيسي    عالم أزهري: من يصلي الفرض في وقته يستظل بعرش الرحمن يوم القيامة    تطور مفاجئ.. ليفربول يستعد لكسر سياسته التعاقدية من أجل محمد صلاح    الحرب على أطفال غزة.. اليتم والجوع ونقص التطعيمات    حبس سيدة احتجزت ابنة زوجها وعذبتها بالنار في كفر الشيخ    وزيرة البيئة: مصر تدعم الموقف الأفريقي حول الوصول لبروتوكول يدعم مواجهة الجفاف    الفرحة مش سيعاهم.. احتفالات في منزل أسرة "صفاء" ابنة قنا المتوّجة ببرونزية بارالمبياد باريس في رفع الأثقال    ثروت البحر ينعى حلمي التوني: قدم الكثير للصحافة وتصميم الأغلفة    3 أفلام عربية تشارك في مهرجان تورنتو بدعم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي    محافظة الجيزة تفتح شارع الجمهورية بالهرم بعد رفع التعديات والإشغالات    «التضامن» تواصل فعاليات حملة «هنوصلك» لإصدار بطاقة الخدمات المتكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة    مبادرة «القاهرة خضراء»: نستهدف زراعة 3 آلاف شجرة في مختلف الأحياء    «الداخلية» تواصل حملاتها بضبط 12321 قضية سرقة تيار كهربائي    رئيس الكتلة البرلمانية لحزب (قوة يهودية) الذي يتزعمه بن غفير يقتحم المسجد الأقصى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 8-9-2024    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. وفرص لسقوط الأمطار على بعض المناطق    كيفية معرفة وقت تذكرة المترو.. تجنب الغرامة الفورية لهذه الأفعال    النشرة المرورية.. خريطة الكثافات والطرق البديلة بالقاهرة والجيزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ظلال طوفان الأقصى "46"..عنصريةٌ إسرائيلية وبذاءاتٌ لفظية ودونيةٌ أخلاقيةٌ..بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
نشر في الزمان المصري يوم 30 - 01 - 2024

جَرفَ طوفان الأقصى الهادر العدو الإسرائيلي وأغرقه، وصدمته المقاومة وأربكته، وهالته الخسائر وأرعبته، فخرج عن طوره وفقد أعصابه وبانت حقيقته وبرزت عيوبه، وعرف العالم نقائصه وأدرك طبيعته، حيث أظهر الطوفان الفلسطيني ضعفه الأخلاقي وخواءه القيمي، وكشف عن مدى انحطاطه وسوداوية أفكاره ودونية سلوكياته.
ودفع مسؤوليه وقادته، ورموزه وعامة مستوطنيه، الذين راعهم ما حدث وهالهم ما أصابهم، إلى نزع القناع الذي غطوا به وجوههم، وخدعوا به أنفسهم وغيرهم، وزوروا به حقيقتهم، وزينوا به سوء أخلاقهم وعنصرية سياساتهم، فعبروا بتلقائيةٍ عن معتقداتهم، وأعلنوا بصفاقةٍ عن مخططاتهم، وأطلقوا العنان لنعوتهم وأوصافهم، التي يتعالى عليها الحضاريون، ويربأ بنفسه عن مثلها الإنسانيون.
لم يستطع الإسرائيليون امتصاص الحدث أو الصمود أمامه، ولم يتمكنوا من استيعابه وتحدي تداعياته، فكشفوا بسرعةٍ في سرديةٍ مُختَلَقةٍ كاذبةٍ، وروايةٍ مُظَلِّلةٍ مُظَلَّلةٍ، عن ظلامية معتقداتهم، ودموية مخططاتهم، وعنصرية سياساتهم، وعادوا بالأحلام إلى نصوص توراتهم ووصايا تلمودهم، التي تدعو إلى قتل الأطفال قبل المحاربين، والنساء كما الرجال، وإبادة السكان وتدمير بيوتهم، وحرق الأشجار وقتل البهائم والدواب، وإعمال السيف وقطع الرقاب، وعدم الالتفات إلى دعوات التهدئة وضرورة ضبط النفس، وعدم الاهتمام بالشكاوى الدولية أو الإصغاء إلى النصائح والتوجيهات المختلفة.
إلا أن قادة دول العالم وحكوماتها قد أصموا آذانهم واستغشوا ثيابهم، وكأنهم لم يسمعوا شيئاً يعيبونه، وأصروا على تصديق رواية الكيان ونشروها، واستكبروا الخضوع للحق واستعظموا التراجع عن الباطل، وضاعفوا بمواقفهم المنحازة حجم الظلم وعمقوا الجرح الفلسطيني، وسكتوا عن التصريحات العنصرية أو أغمضوا العيون عنها، رغم أنها كانت صاخبةً ومدويةً، وصريحةً واضحةً، ولو أنها صدرت عن غير الكيان لضجوا بها ونددوا، واستنكروا دولها وشجبوا قادتها، ودعوا إلى مقاطعتها وفرض العقوبات عليها، إلا أن إسرائيل مبرأةٌ عندهم من كل عيب، ومغفورٌ لها كل ذنبٍ، ومعفوٌ عنها وغير مسؤولةٍ عن كل جرائمها.
فهذا وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو يدعو حكومته وجيش كيانه إلى "إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، ولو أدى ذلك إلى مقتل الإسرائيليين الموجودين في القطاع"، والتي تعني الدعوة الواضحة والصريحة لإبادة سكان قطاع غزة، فضلاً عن الاعتراف الصريح بامتلاك الكيان الصهيوني لقنابل نووية، وجهوزيته لاستخدامها في أي وقتٍ وضد أي هدفٍ ولو كان مدنياً.
وكان وزير الحرب الإسرائيلي يؤاف غالانت قد وصف الفلسطينيين ب"الحيوانات البشرية" في معرض تبريره للحصار الخانق الذي فرضه جيشه على قطاع غزة وسكانه، "نفرض حصاراً كاملاً على مدينة غزة، لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود، كل شيء مغلق، نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وفقا لذلك"، وكأنه بتصريحاته يبرر ارتكاب مختلف المجازر وعمليات الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة، ويجيز العقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين، والتي تشمل الأطفال والنساء والمرضى والمسنين وعموم المدنيين.
كما أن حزب الليكود الحاكم، الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يؤمن بإبادة سكان قطاع غزة والتخلص منهم، وفق ما صرح به عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود ناسيم فاتوري، الذي دعا جيش كيانه إلى حرق قطاع غزة بالكامل، وحرق سكانه والتخلص منهم إلى الأبد.
ولا يتوقف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير عن الدعوة إلى التضييق على الفلسطينيين وجعل حياتهم في الضفة والقطاع مستحيلة، وجعلهم أقرب إلى الموت منهم إلى الحياة، تمهيداً لهجرةٍ طوعيةٍ أو قسريةٍ تفرض عليهم، وهو الذي دعا وما زال إلى إعدام الأسرى، ومصادرة حقوقهم وأملاكهم، وتحويلها لحساب المتضررين الإسرائيليين، ولعمليات توسيع وتطوير المستوطنات في القدس والضفة الغربية.
وقد رأى العالم كله مشاهد وصور الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة، بينما يسوقهم جنود الاحتلال إلى مراكز التحقيق والاعتقال، وقد نزعوا عنهم ثيابهم، وأجبروهم على القرفصاء لساعاتٍ طويلةٍ في أجواء البرد والمطر والصقيع، وقد استشهد عددٌ غير قليل منهم سواء جراء التعذيب والمعاملة القاسية، أو أثناء التحقيق وعمليات الإعدام والتصفية الميدانية خارج القانون.
لا تنطلي علينا أكاذيب رئيس الحكومة الإسرائيلية وبعض المسؤولين الإسرائيليين، الذين يسارعون إلى تكذيب التصريحات ونفيها، أو إعلان البراءة منها واستنكارها، والادعاء بأنها لا تمثل الحكومة ولا تعبر عنها، ولا محاولات إقصاء الوزراء أصحاب التصريحات المتطرفة عن جلسات الحكومة أو منعهم من التصويت والمشاركة في المداولات الحكومية، فهم جميعاً حكومةً وجيشاً وكنيست شركاء في هذه السياسة، التي تعبر عن حقيقة كيانهم وفلسفة وجودهم، ومخططات بقائهم، ولكنها أدوارٌ تُوزع، ومهامٌ تُقسم.
بيروت في 25/1/2024
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.