تسأل ( د. ر) ربة منزل : زوجي مقصر في حقي وحق أولاده، ويمنع عني أبسط حقوقي في النفقة حتى إنه يحرمني ركوب سيارته ، ويوجه كل اهتمامه وإنفاقه لأمه وإخوته الميسورين أصلا ، وقد طالبته بالعدل مرارا بيني أنا وأولادي وبينهم فكان رده أن العدل واجب بين الزوجات فقط ، فهل علىّ ذنب لو منعت عنه حقوقه الشرعية كما يمنعني حقي في النفقة والرعاية حتى يثوب إلى رشده؟ يجيب د. عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ، على السائلة: الزوج الذي لا يعدل بين زوجته وأهله يأثم بفعله هذا لأنه قصّر في واجباته ومسئولياته تجاه رعيته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته "، ولأن العدل من أوجب الواجبات عليه، وذلك لأنه قد لا يكون الإبن الوحيد لأبيه وأمه ، لكنه هو الأب الوحيد لأبنائه، وهو الزوج الوحيد لزوجته ، فمن ينفق على هؤلاء إذا امتنع هو عن الإنفاق عليهم؟! ولذا فإنه يأثم لأنه لم يمتثل لما أمره الله تعالى به من الإنفاق على أهل بيته ، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم" كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول". ولكن ورغم إثمه هذا لا تمنعيه حقه الشرعي في المعاشرة الزوجية ، ولا تمنعي نفسك عنه دون عذر شرعي ، مصداقا لقوله تعالى: "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم" (البقرة: 223). وعليك أن تذكريه دوما بحقوقك وحقوق أولادك عليه ،فيما لا يتعارض مع وده لأسرته، وبأسلوب يغلب عليه الود حتى يستجيب .