مجلس النواب القادم لابد أن يكون مجلس أمن قومي لأن مصر في حالة حرب داخلية وحرب خارجية، نكون أو لا نكون. وأنا أفكر السادة رجال الأعمال بأنه لو قامت ثورة الجياع فلن تنفعكم أموالكم ولا قصوركم وأذكركم بيوم 28 يناير عندما انسحبت الشرطة من الشوارع وظللتم في بيوتكم خائفين ومذعورين من فقراء الشعب. لذلك لابد أن تأخذ منكم مصر مما كسبتم ولابد أن يكون هناك عدالة اجتماعية والعدالة شريعة الحق وكل الأديان السماوية تسعي الي تحقيقها وكانت العدالة الاجتماعية مطلبا لثورتي يناير ويونية، ويقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم: «إنما هلك الذين من قبلكم لأنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» صدق الرسول الكريم. من أجل ذلك لابد أن يبتعد رجال الأعمال الفاسدون والذين نهبوا البلاد وأفلسوها والذين يمولون بالدولارات واليورو من قطر وإيران وتركيا وأوروبا وأمريكا، عن انتخابات مجلس النواب القادم، لأنه من العار علينا كمصريين أن نسمح لهم أن يلعبوا سياسة أو يدخلوا البرلمان، ولابد أن يعلموا أن الدنيا تغيرت فالناخبون من أبناء الدائرة أدركوا قيمة أصواتهم وعقدوا العزم علي أمانتها فلن تباع أو تشتري مهما كان الثمن خاصة بعد أن جربنا الإخوان الإرهابيين وشظايا المتأسلمين والمرتزقة والدنيا تغيرت ليصبح العلم والخبرة وحب الوطن هو الحكم. وقد سمعنا عن حرامية الكراسي البرلمانية الذين يدعون أنهم سوف يخدمون أهل الدائرة خاصة في دائرة العجوزة وهم ليسوا من سكان الدائرة ولا مقيمين فيها وليس لهم صلة بأبنائها وليس لهم عطاء معلوم ولم يقدموا لها عملا صالحا أو نافعا ولا يعرفون أي شيء عن مناطقها الشعبية والعشوائية ولم يدخلوا من قبل حواريها ودروبها ولا يعرفون أي شيء عن أهلها إنما هبطوا علي الدائرة بالبراشوت وأهل مكة أدري بشعابها. ومنهم مع الأسف نزل قبل عيد الأضحي ووزع لحوما علي فقراء منهم إلا أنهم أخذوا اللحمة وأشبعوهم تريقة وشتيمة ومنهم من ذهب الي جمعيات خيرية وبيوت خيرية وبيوت أيتام ومطلقات ومحتاجين ودفع لهم «فلوس» علي هيئة رشاوي انتخابية وشراء أصوات وهذا هو التزوير المقنع، ومنهم من عمل برنامجا مؤجلا لمساعدة آلاف الأسر بعد نجاحه علي المدي البعيد ولو نجح ابقي قابلني، ومنهم أعضاء في مجالس إدارة أندية رياضية وهذه الأندية في الحضيض فالأولي أن يهتموا بأنديتهم أولا.. ولكنه حب الكراسي والمصالح. وهناك من قضي أكثر من عشرين عاما في البرلمان ولم يخدم سوي نفسه وأهله ونسي الدائرة تماما والغريب أنه يريد الترشح للبرلمان القادم ونسي أن عصر التزوير قد ذهب بلا رجعة.. فعلا إن لم تستح فافعل ما شئت. والسؤال الآن: لماذا تريدون رجوعنا للوراء ولمصلحة من؟ فالشعب عرف طريقه ولن يلتفت اليكم، يا سادة نحن نريد برلمانا جديدا يرسم وجه مصر القادمة وليس ظهيرا للحاكم، يأتي بالتصويت النظيف وليس بالتزوير، برلمانا ينشئ ديمقراطية وليدة ولا يستعيد دكتاتورية قديمة. من وجهة نظري المتواضعة هناك إجراءات يجب اتخاذها حتي نقطع عليهم الطريق الي البرلمان وهو أن يكون العمل البرلماني تطوعا وليس له مميزات مادية، وكذلك أن تكون الحصانة البرلمانية للنائب فقط وهو تحت القبة أثناء ممارسة العمل النيابي ثم يتركها عند سور مجلس النواب وقبل عبوره شارع قصر العيني.