كل الأرقام خطيرة، دراسة تؤكد أن مصر تفقد 5 أفدنة من أرضها الزراعية كل ساعة أى تفقد حوالى 47 ألف فدان سنوياً، وتصريحات تقول إن الذى تفقده مصر هو 20 ألف فدان زراعى سنوياً وهى تصريحات رسمية على لسان الدكتور صلاح يوسف، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة. ثم تصريحات الوزير نفسه الذى أكد ان كل ما فقدته مصر بسبب تعديات الأراضى الزراعية هو 6400 فدان فقط منذ اندلاع الثورة وليس 40 ألف فدان كما أشيع!! كل هذه الأرقام مفزعة. أى دولة فى العالم تفقد فدان أرض زراعية واحداً تحاول أن تعوضه بأضعاف ذلك،ونحن لا نستطيع تعويض ربع ما نخسره... أى أننا نسمح ببناء الكارثة القومية الكبرى التى ستدمر ثروة مصر الزراعية الاستراتيجية ونحن نختلف على عدد الفدادين، بلد تضيع فيه الأرض ولا يوجد جهاز واحد قادر على أن يحدد المساحات التى تضيع. فى أول تسجيل للثروات فى التاريخ قررت بريطانيا أن تسجل ثروة البلاد بالكامل، وكان أول ما تم تسجيله هو اعداد الأراضى المملوكة للدولة واعداد الأراضى المملوكة للواردات ومساحات الأراضى الزراعية. وفى منتصف القرن الماضى كانت سجلات وزارة الزراعة المصرية ترصد بالتحديد أملاك الدولة والأملاك الخاصة. أما الآن فى القرن الواحد والعشرين فتقف مصر حائرة عاجزة وهناك عشرات الآلاف من الموظفين بلا عمل، اليوم فى القرن الواحد والعشرين لا نعرف ماذا فقدنا لأننا لا نعرف ماذا نمتلك لا توجد جهة واحدة مسئولة فى مصر تستطيع ان تحدد أو ترصد بدقة ما تملكه الدولة من أراض أو ما نزرعه أو تم التعدى عليه.. بلد بلا رقابة أو تطبيق لأبسط قواعد الإدارة. الأراضى الزراعية التى نفقدها اليوم من أغلى وأخصب أراضى مصر.. ومشاريع زراعة الصحراء إما فشلت أو أصدرنا عليها حكم إعدام وهاجمنا المستثمرين وهددناهم. وتعويض 20 ألف فدان سنوياً يحتاج الى أكثر من مشروع عملاق الأرض موجودة.. والشباب يبحث عنها ثم يدفع عشرات الآلاف لاستصلاح فدان واحد، بينما تضيع كل يوم مئات الفدادين الخضراء الخصبة. مشاريع نسمع عنها ثم لا يحركها أحد ويقفون لمشاهدة ومتابعة الثروة الزراعية التى أمام أعينهم وتحت أقدامهم. لو استمرت معدلات فقدان الأراضى الزراعية بهذا المنطق وهذه السلبية فسوف نواجه بكارثة فى مصر، والكارثة لن تكون مجرد ندرة الأرض الزراعية وارتفاع أسعار المحاصيل بل ستكون أيضاً كارثة بيئية لأن التكدس السكانى يزيد والخدمات تختفى وهكذا نكون أيضاً قد خلقنا كارثة جديدة، الحل هو أن تقرر الدولة تطبيق قوانين صارمة على كل من تعدى على أراض أو كل من دمر أى أرض زراعية. تحركوا بقوة وقسوة، انزعوا ملكيات كل من دمر فداناً زراعياً. أعرضوا أراضى بناء مجانية تماماً من الصحارى ظهير أى مدينة. عواد باع أرضه.. ودمرها. وهذا معناه أننا سنجوع وسنستورد المزيد لأننا شعب لا ينتج ولا يهتم وبلا إدارة أو قانون يحترمه ويطبقه. فدان واحد يهدر يومياً هوجزء ضائع من ثروة مصر. وما أكثر الثروات التى أضعناها.