محمد إسماعيل مشوار كبير حافل بالإنجازات الغنائية ل"الكينج" محمد منير، فعلى مدار سنوات طويلة استطاع تقديم عشرات الأغنيات المميزة، وتفرد بلون غنائي جعلته ملكا في قلوب محبيه عربيا، لكن لمنير أيضا بصمة خاصة في عالم التمثيل، فهو كان ممثل شكل لفترة اختيارا مفضلا لعدد من كبار مخرجين السينما، خاصة مع عدم وجود وجه مصري أصيل يشبه منير فنيا.. في السطور التالية نقيم مع عدد من النقاد مسيرة منير السينمائية، وأبرز الأفلام التي شارك بها، ولماذا كان أحد الاختيارات المفضلة لدى المخرج العالمي يوسف شاهين كممثل ومطرب. بداية محمد منير مع السينما كانت سنة 1982، مع المخرج العالمي يوسف شاهين، وفي أحد أفلامه التي أرخ من خلالها لسيرته الذاتية، وهو فيلم "حدوتة مصرية"، لتكون بداية الانطلاق لمنير مع شاهين في عدد من الأعمال، منها فيلم "اليوم السادس" عام 1986 أمام المطربة العالمية داليدا، وأيضا في فيلم "المصير" عام 1997، حينما جسد منير دور مطرب من الغجر يعيش في الأندلس أثناء الحكم العربي لها، ليقدم في الفيلم أحد أشهر أغنياته "علي صوتك بالغنا". بخلاف شاهين، كان لمنير مشاركات أخرى في عالم التمثيل، ففي عام 1986 قدم رواية الكاتب يحيى الطاهر عبد الله "الطوق والأسورة" في فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم مع المخرج الكبير خيري بشارة، وكتب السيناريو والحوار الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، وفي عام 1988 كرر منير تجربة العمل مع خيري بشارة في فيلم "يوم مر ويوم حلو" أمام "سيدة الشاشة العربية"، فاتن حمامة، بدور يحمل طابع الشر، حينما جسد دور "عرابي الأستورجي" الشاب الاستغلالي الفاشل الذي يدمر أسرة منذ دخوله بها كزوج لواحدة من أفرادها. منير قدم أفلام أخرى منها الفيلم الشبابي "شباب على كف عفريت" عام 1990 مع محسن محيي الدين ونسرين وهو العمل الذي قام بإخراجه محسن محيي الدين، ثم كرر تجربة الشر من خلال فيلم "اشتباه" عام 1991 حينما جسد شخصية "مدحت كامل" الذي يدمر حياة نادية فهمي "نجلاء فتحي" في محاولة إجبارها على حبه، وفي عام 1992 قدم أحد أشهر أفلامه رغم أنها تجربة فيلم تليفزيوني وليس سينمائي، وهو فيلم "حكايات الغريب" مع المخرجة إنعام محمد علي، ليعيد في الفيلم تقديم عدد من أشهر الأغنيات الوطنية التي تعود لفترة الستينيات والسبعينيات، وفي عام 1993 شارك في فيلم "ليه يا هرم" مع فريد شوقي وصلاح السعدني وميرفت أمين في عمل من إخراج عمر عبد العزيز، وفي عام 1997 شارك في بطولة الفيلم التليفزيوني "البحث عن توت عنخ آمون" مع حسين فهمي والذي تناول قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون في عشرينيات القرن العشرين. وفي الألفينات، وبالتحديد عام 2005، قدم شخصية "الدكتور بشير" في فيلم "دنيا" أمام حنان ترك ومع المخرجة اللبنانية جوسلين صعب، وظهر بشخصيته الحقيقية في فيلم "مفيش غير كده" عام 2006، والتي كانت آخر مشاركاته في السينما. عن مسيرة منير السينمائية، يقول الناقد أحمد سعد الدين: "مشوار منير بدأ مميز، لأنه بدأ مع علامة مميزة في الإخراج وهو يوسف شاهين، ليشاركه مجموعة من أفلامه المميزة مثل (حدوتة مصرية)، واستطاع شاهين أن يقوم بتوظيفه واستغلال قدراته التمثيلية وملكته في الغناء بالفيلم، لذلك فأن المخرجين وأولهم شاهين كانت تعليماتهم أن يتعامل منير بطبيعته، مع إضافة بعض التعليمات التي تساعد منير على تجسيد شخصيته في الفيلم بشكل عفوي وبسيط بعيدا عن الأداء التمثيلي المبالغ فيه، وهنا تكمن عبقرية شاهين". ويضيف سعد إن كل المطربين الذين قرروا أن يخوضوا تجربة التمثيل لم نشعر بهم كممثلين، لكن شاهدناهم كمطربين فقط، باستثناء محمد فوزي وشادية، فهما أستطاعا المزج بين الغناء والتمثيل، حتى تامر حسني يصنف كمطرب وليس ممثل، وذلك رغم نجاح أفلامه". في حين يقول الناقد رامي المتولي إن أبرز محطات منير السينمائية كانت مع شاهين، واستغلال شاهين لشعبية منير ونجاحه كمطرب حتى في الأعمال السينمائية التي شارك بها بعد ذلك مع كبار وعمالقة المخرجين، وأتبعوا نفس نهج شاهين، ولم يحاول أحد منهم - حتى منير نفسه - أن يفرض نفسه في البطولة المطلقة، لكن هذا لم يمنع منير من ترك بصمة واضحة في أعماله السينمائية، لكن كمطرب فقط، وهذا ليس عيبا على الإطلاق، أو فشل من منير، لكنه ذكاء فني، والدليل على ذلك إن أحد أسباب نجاح فيلم (حدوتة مصرية) هي أغنية الفيلم بصوت منير. أما الناقد محمود قاسم فيقول إن منير واحد من أهم المطربين في مصر والوطن العربي، واستطاع خلال مسيرة فنية استمرت لسنوات طويلة أن يعتلي القمة دون منافس في المنطقة التي يقدمها، لكنه أيضا تميز كممثل، وعلى الرغم من قلة أعماله السينمائية، إلا أن كثير منها كان علامات، خاصة تجاربه مع يوسف شاهين، لكن أحيانا كان عليه الاختيار بين منير المطرب ومنير الممثل، لكنه في النهاية وعكس بعض المطربين الآن، اختار الغناء، لأنه لم يقدم في السينما سوى عدد محدود من الأعمال السينمائية، ويبدو أنه شعر بالقلق من التأثير السلبي للتمثيل على الغناء، الذي كان يمكن أن يحدث لولا توقفه في الوقت المناسب". ويضيف محمود قاسم إن تعاون منير وشاهين كان له تأثير إيجابي، ومن الخطأ أن يصف البعض شاهين بأنه أثر بالسلب على مسيرة منير، بالعكس فقد فتح أبواب العمل مع كبار المخرجين في السينما المصرية، وأصبح معتمد كممثل بجانب عشقه الأساسي للطرب، ومن ينسى فيلم (حدوتة مصرية)، وأغنيتها الشهيرة التي ستظل محفورة في أذهاننا، وليس معنى إبتعاد منير في الفترة الأخيرة عن التمثيل أنه فشل، لكن منير له حسابات خاصة ولا يغامر أبدا باسمه". اقرأ أيضا : أسعار تذاكر حفل محمد منير في مهرجان العلمين 2024