أعربت مجلة "الايكونومست" البريطانية فى عددها الأسبوعى عن مخاوفها من الانقسام الخطير الذى تشهده مصر الآن بعد الإطاحة ب"محمد مرسى". وأشارت المجلة – فى ذلك السياق – إلى عبارة "الحرب الأهلية" التى أخذت تتردد كثيرًا فى محادثات المصريين فى أعقاب "الانقلاب العسكرى" الذى وقع يوم 3 يوليو الذى أطاح بالرئيس "محمد مرسى" بعد عام واحد من حكم البلاد. وتابعت:" لا يزال المجتمع المصرى منقسم بين مؤيدى جماعة الإخوان المسلمين، الذين يشعرون بأنه تم خداعهم، وملايين المصريين يمثلون اتجاهات فكرية مختلفة بما فى ذلك الليبراليين والعلمانيين، واتجاهات دينية وعقائدية أخرى، جميعهم أرادوا رحيل "محمد مرسى" عن الحكم. وأشارت إلى أحداث الحرس الجمهورى التى وقع فيها قرابة ال51 من أنصار ومؤيدى جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها حدثًا يعمق الفُرقة بين المصريين. وذكرت المجلة أن المصريين الآن بحاجة إلى الاتفاق على خطة لنقل البلاد الى الديمقراطية. ولفتت – فى ذلك السياق – إلى صياح المعارضة الذى ينادى بقهر "الإرهابيين" – فى إشارة للإخوان كما يحب أن يسميهم خصومهم السياسيين الذى يبدو أعلى من تلك الأصوات الداعية إلى ضبط النفس، وعلى الجانب الآخر، يشعر أنصار "مرسى" بالخوف الشديد على بقائهم على قيد الحياه لذلك يرفضون أى شىء أقل من عودته مرة أخرى إلى منصبه. وقالت المجلة:" إذا كان الجيش يستطيع بدوره إعادة فرض النظام فى الشوارع المصرية بمزيد من إراقة الدماء من أجل استعادة الديمقراطية، فيجب عليه أن ينقذ اقتصاد البلاد المنهار". وختامًا شددت المجلة على أن الجنرالات – الذين تولوا السلطة منذ عامين ونصف بعد سقوط "مبارك" – يعلمون جيدًا أن ملايين المصريين قد يخرجون للشوارع مرة أخرى إذا لم يتحركوا بشكل أسرع وأكثر ذكاءً مما كانوا عليه من قبل، ولا سيما وأن المظاهرات لم تهدأ، ولكن المصريين يلتقطون أنفاسهم فقط.