30 يونية ليس حدا فاصلا بين الشعب وحكم الإخوان المسلمين.. ولكنه، أيضا، يوم الرفض المصري لحكم الاستبداد باسم الدين، وسيطرة واستحواذ واستعلاء الارهابيين المتقاعدين على الروح المصرية المتفردة في التنوع والتعدد والاختلاف.. انه اليوم الذي سيعلن فيه الشعب المصري انه أكثر إيمانا من كل هؤلاء الذين توهموا أنهم اعتلوا عرش مصر نتيجة لجهادهم في إراقة دماء المصريين منذ عشرات السنين.. وذلك بداية من قتل الخازندار المستشار وقاضى محكمة باب اللوق وقتل النقراشي باشا وقتل إبراهيم عبد الهادي رئيس الوزراء، ومرورا بقتل الشيخ الذهبي وزير الأوقاف، والرئيس السادات ومذبحة مديرية امن أسيوط التي راح ضحيتها أكثر من 110 ضباط وجنود تم ذبحهم بدون رحمة أو شفقة، وحتى مذبحة الأقصر التي راح ضحيتها العشرات من الأجانب والمصريين.. وما بين كل هذه المذابح تم قتل وتفجير العشرات من المصريين بينهم أطفال ونساء وعواجيز وأدباء ومفكرون.. هذا هو تاريخهم وجهادهم وسيرتهم الذاتية في تكفير كل الشعب المصري لإعلان دولة الخلافة الإسلامية ..هذا هو جهادهم الدامي الذي روع وداعة وطيبة قلوب المصريين التي قبلت بسماحة إعلان تراجعهم عن العنف والقتل عندما توسلوا وتسولوا من الشعب قبول توبتهم وندمهم على ما اقترفوه في حقهم.. إلا أنهم مرضى متعطشون للدماء.. فعندما سنحت لهم الفرصة استولوا على ثورة 25 يناير واختطفوها واستحلوها مثلما كانوا يسرقون ويستحلون محلات ذهب المواطنين من المسلمين والأقباط.. واستمروا في قتل اعز شباب 25 يناير بدم بارد..وحاولوا السيطرة علي الدولة باسم الدين، وسعوا إلى التحكم في شعبها بادعاء التدين!! من أجل كل ذلك 30 يونيو اعلان لفشل كل مؤامرات الإرهابيين المتقاعدين، الذين توهموا انهم اكثر ايمانا من هذا الشعب العريق في المزج بين الدين والعلم..فقد سبق هذا الشعب بإيمانه الراسخ والفطري دعوة إبراهيم ونبوءة موسى وبشارة عيسى عليهم السلام، ورسالة الرسول الكريم الذي كان على خلق عظيم ومتمم لمكارم الأخلاق بينما هؤلاء الذين يقيسون أخلاقهم بطول اللحى فقط.. لما طفوا على سطح هذا النهر الخالد كانوا كالسمك الميت راحتهم عفنة وزفرة.. فمن يدعى الاعتداء عليه كذبا وهو يجرى جراحة تجميل لأنفه، ومن يقبض عليه مع فتاة في عمر أولاده على الطريق الزراعي ومن يشتم ويسب ويطعن في أعراض الناس.. ناهيك عن الكذب والتراجع عن الوعود والضعف في إدارة دولة بحجم مصر، وترك البلد ينهار كل يوم مع تدهور الاقتصاد وانتشار الغلاء والفساد والجريمة والبلطجة.. لأنهم مشغولون فقط بتمكين الأقارب وأعضاء الجماعة والعشيرة في كل مناصب الدولة ولا يهمهم أن دولة مثل إثيوبيا تتحدى مصر علنا أمام العالم وتنتهز ضعف إدارة الدولة في الرئاسة والحكومة وتبنى السد الذي سيؤدى إلى عطش الشعب كله وتدمير الأراضي الزراعية وانهيار الاقتصاد.. وفوق كل ذلك إعطاء الفرصة لمن اقل منها تاريخا وحضارة للتحكم بها من أجل حفنة دولارات أو كام طن بترول!! إن 30 يونيو ليس فقط استعادة الشعب لحقه المستلب بل لروحه وجماله وعظمته من الذين داسوا عن جهل على ثقافة شعب علم الإنسانية معنى الحضارة ، ومن الذين ادعوا امتلاك الحق الآلهى لتخويفه وهو الذي عرف وعبد الإله الواحد الأحد قبل كل الأديان ولا حاجة إلى أنصاف آلهة أو مدعى النبوة لتعليمهم ما انفطرت عليه قلوبهم البيضاء من إيمان وتقوى.. ولهذا سيكون 30 يونية علامة فارقة بين النور والظلام بين الرجوع إلى جحور الماضي أو الانطلاق إلى آفاق المستقبل!