في البداية دعونا نتفق على حقيقة هامة مفادها ان ثورة 25 يناير لم تقم ليُستبدل نظام فاسد فاشل مستبد يختبئ خلف قوة الدولة بنظام جاهل احمق اكثر استبداداًً يستتر خلف قداسة الدين .. ولا قامت الثورة ليتم استبدال الجلاديين و الزبانية من مجرمين بزي رسمي و مجرمين تحت بند البلطجة الى مجرمين في زي مدعين انهم دعاة و مجرمين تحت ذريعة كاذبة بأفعال تنسب للجهاد و ما لها به ادنى علاقة . و لم يبذل الشهداء ارواحهم ليتغير رئيس كان ولائه لعصابته و حاشيته و منتفعيه برئيس ولائه لاهله وعشيرته و ليذهب باقي الشعب المصري من غير المنتمين لجماعة الرئيس او حلفائها الى الحجيم .. كذب من قال ان المعارضة اي ما كان اسمها او توجهها صنعت حدث 30 يونيو ولا حتى الشباب الاخيار الذين قاموا على حملة تمرد هم صانعي هذا التاريخ .. من صنع 30 يونيو هو محمد مرسي و جماعته و حلفائه .. محمد مرسي صنع 30 يونيو حين فشل ان يكون رئيس لكل المصريين و الادلة بلا حصر و الامثلة تستعصي على الايجاز في الحصر .. جماعة الاخوان بانتهازيتها و مخادعتها و سذاجة القائمين عليها و حمقهم هم من دمروا التجربة الانتخابية الاولى التي افضت الى تولية اول رئيس منتخب .. لن نتحدث عن تجاوزات عدة حفلت بها الانتخابات الرئاسية من قضية المطابع الاميريه الى استخدام دور العبادة في الحشد الى ارهاب الاقباط في بعض المناطق و منعهم من التصويت ولا الحشد بالميادين و التهديد بحرق مصر اذا لم يتم اعلان فوز مرسي .. و لن نتحدث عن كيفية و دلالة هروب السجين محمد مرسي من محبسه و كيف تم ذاك ؟ و على يد من ؟ فكل هذه الاسئلة فات أوان طرحها .. لن نتحدث عن وعود الرئيس الانتخابية الكاذبة و مشروع النهضة الفنكوشي ولا الملفات الخمس التي وعد الرئيس بالانجاز فيها و ما كان ذلك الا حلقة من مسلسل بلا نهاية من الكذب و الخداع احترفه الرئيس و جماعته و استحلوه و تلذذوا به .. نتحدث عن اخطر ما فعله مرسي و جماعته و لم يسبقهم اليه احد حتى المستعمرين الذين تعاقبوا على مصر و ما اكثرهم فالاحتقان المجتمعي ووضع مصر على شفا حرب اهلية شاملة هي اخطر و اهم أفرازات حكم الرئيس و جماعته .. نتحدث عن وطن مزقه اداء رئيس مغرض لان الوطن الذي يتولى رئاسته يأتي في مرتبة متأخرة جدا في قوائم أولوياته التي تتصدرها بالطبع جماعته .. نتحدث عن تمزق و احتقان لم تشهدهما مصر من قبل .. نتحدث عن اقتصاد قارب الانهيار و مجتمع على شفا الانفجار و مرسي و جماعته و الارهابيين من بطانة حكمه لا حديث لهم الا عن الدم و الوعيد و التهديد ولا هدف امامهم الا بلوغ حلم التمكين الوهمي حتى لو تم ذلك على جثث المصريين و مستقبل اولادهم و قيمة وطنهم .. لذا كان ب30 يونيو حتمية التدخل الشعبي و اصلاح المسار الذي دفعنا اليه تجار الدين و الدم بالتواطئ مع مجلس طنطاوي فالوضع بلغ من السوء ما اصبح معه السكوت خيانة و الصندوق الذي آتى بمرسي هو وحده الان الذي يملك القرار باستمراره من عدمه او يتم اقصائه الى الابد ليعود ليستكمل عقوبة حبسه و لربما كان في المرة الاولى العقوبة بها شيئ من التسيس نحوه فحبسه الان و ربما ما هو اكثر من الحبس هو عين العدل فدم الجندي و جيكا و الحسيني في رقبتك يا مندوب الاخوان .. و لكل مصري مسلم اقول انزل شارك فانت مسلم ولائك لدينك لا لجماعة تدعي امتلاكها صكوك الايمان .. انزل شارك فليس بينك و بين الله وسيط ولا تحتاج اكثر من عمل صالح و ضمير نقي و قلب طاهر تتقرب بهما الى الله عزوجل و ما اخبرنا الصادق المصدق عليه السلام عن حتمية الانتماء لجماعة الاخوان لتستكمل بذلك اركان اسلامك .. انزل شارك فلسنا فريقين و ابدا ما كنا نحن بني وطن واحد فالدين علاقة خاصة جدا تربط الانسلن بخالقه اما الاوطان فتبنى بجهد جميع ابنائها لذا فنحن بمختلف توجهاتنا السياسية و العقائدية ومعنا اخواننا المسيحيين ملزمون على اعادة بناء ها الوطن بمن يكفل حرية و كرامة و مساواة للجميع .. انزل شارك فدعاوي الشريعه و المشروع الاسلامي اثبتت لك الاحداث انها ما كانت الا شعارات رفعها تجار الدين و الدم لكسب التأيد مستغلين الانجذاب الفطري من اغلب المصريين نحو التدين .. اعطي ضميرك فرصة اخيرة و اسأل نفسك بتمهل و صدق هل مرسي و جماعته هم اصحاب الدرب الصحيح و اقرأ تاريخ جماعة اغلب المتعاطفين معها لا يعلمون عن تاريخها الا النذر اليسر .. ارجع لعقيدتك التي لاتخرج عن الهوى و مرة اخرى اؤكد على ان المسلم ليس مضطراً بالانتساب الى اي من فصائل الاسلام السياسي ليصح اسلامه فالاختلاف مع الاخوان ما كان ابدا لاعلانها التوجه الديني لكنها لانها كانت الرحم الذي اخرج المتطرفين و الارهابيين و زادت من الانقسام و الاحتقان و الطائفية و مارست الانتهازية و الكذب و القتل و التزوير وهو ما يتعارض بالكلية مع احكام الدين و مظاهره .. استيقظ و تذكر ان دينك اسمه الاسلام لا الاخوان و ان نبيك المصطفي صلي الله عليه و سلم هو اخر المرسلين فلا طاعة عمياء لحسن البنا ولا لمحمد بديع و بالطبع ولا لمرسي فكل منهم يأخذ منه و يرد عليه ..و مصر ذات اغلبية سكانية مسلمة قبل نشأت الاخوان و ستبقى بعد زوالهم .. بقى من القول اليسير نحن على مشارف الوصول لاهوال عانت منها دول كالسودان التي انقسمت و افغانستان التي اندثرت و الصومال التي تفتت فهل تهون عليك بلادك ؟ لا اعتقد .. استفتي قلبك و انزل شارك .....