رغم أنها المرة الأولى التى يحتفل بها محبو آل البيت بمولد الإمام الحسين بعد وصول الإسلاميين للحكم إلا أن زوار حفيد الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتعرضوا خلال ما يسمونه ب«الليلة الكبيرة» لأى مضايقات من متشددين رافضين لإقامة الاحتفالية بل تزايد عدد الزائرين مقارنة بالعامين السابقين، كما يأتي الاحتفال بالحسين في وقت أغلق فيه ضباط الشرطة قسم الجمالية بالجنازير وهو ما استغله الباعة الجائلون في الانتشار حول المسجد. أكد عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية فى تصريح ل«الوفد» عدم شعور الطرق الصوفية بأي مخاوف من أى جماعة تصل للحكم، داعياً حكماء الأمة للتدخل من أجل الخروج بالبلاد من الازمة الراهنة، مؤكدًا أن الساحة الصوفية مفتوحة للجميع. ومن المفارقة الغريبة فى الاحتفالية مشاركة 12 شيخ طريقة صوفية بها فور وصولهم من إيران بعد رحلة شملت زيارة مراقد آل البيت بالدولة الشيعية ولقاءات مع مسئولين إيرانيين. وقال محمد الشرنوبى شيخ الطريقة الشرنوبية إنه سافر إلى طهران مع عدد من مشايخ الطرق وأبرزهم علاء أبو العزائم ومحمد الشهاوى وعبد الخالق الشبراوى وأحمد التيجانى وسمير الفاسى وأيمن الفرغلى وعونى القبيسى وأيمن القمانى، مشيراً إلى لقائهم بوزير الخارجية الإيرانى ونائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشورى الإسلامى «البرلمان»، إلى جانب زيارتهم لبعض المدن الدينية كمشهد وقم. وأكد الشرنوبى ل«الوفد» أن الظروف السياسية المرتبكة لم تمنع المتصوفة من حضور المولد وممارسة الطقوس المتعارفة من اقامة حلقات الذكر والخدمات الصوفية، مشيراً إلى غياب شرطة السياحة والمرافق عن المشهد الحسينى طوال أيام المولد وتساءل: «هل يعقل أن يغلق قسم الجمالية بالجنازير بسبب اضراب رجال الشرطة فى وقت اقامة أهم مولد فى مصر؟». وقال «الشرنوبى» إن المصريين يحبون آل البيت ويتشوقون لرؤيتهم للتنفيس عما يجرى من أزمات فى حياتهم الشخصية وعلى مستوى الوطن الذى يحاصره الاحتقان السياسى ومشاهد العنف. وأكد مصطفى زايد المنسق العام لائتلاف الطرق الصوفية، غياب الأمن حتى اليوم الأخير من أيام الموالد، موضحاً أن الأمن المركزى شارك فى تأمين آخر ساعات الاحتفال بعد النداءات التى وجهها المتصوفة للقوات المسلحة من أجل تأمين المشهد الحسينى. واستنكر «زايد» التواجد المتزايد للباعة الجائلين الأمر الذى أعاق الزوار من الاستمتاع بالاحتفال وممارسة الطقوس الصوفية. من جانبه دعا محمد الدرينى الناشط الشيعى ورئيس تجمع آل البيت الوطنى، إلى أداء جموع المصريين باختلاف دياناتهم ومذاهبهم الصلوات خلال الاحتفال بالمولد الحسينى لإنقاذ البلاد من البلاء الذى تعيشه على يد الرئيس محمد مرسى علي حد قوله.