بدأت كل من القوات البحرية السودانية والسعودية، اليوم الأحد، تدريبات عسكرية مشتركة على الساحل السوداني للبحر الأحمر في أول عملية من نوعها. جاء ذلك بحسب ما ذكره الناطق الرسمي للجيش السوداني الصوارمي خالد سعد لوكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا". وأضاف سعد أن العملية تهدف إلى "تدريب القوة البحرية بالدولتين على مكافحة التهريب فى البحر الأحمر بمختلف أنواعه وتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة وتوثيق التعاون بين البحريتين والتقارب وتوحيد اللغة العسكرية تيسيرا لتنفيذ المهام مستقبلا". وأوضح أن الجيش السوداني "استقبل سفينتين سعوديتين وقوات خاصة ومشاة بحرية سعودية للمشاركة في التمرين الذي سينتهي الأربعاء المقبل على أن تتواصل التمارين المشتركة مستقبلا" . ولفت المتحدث العسكري السوداني إلى أن "المشروع التدريبي المختلط جاء ضمن برنامج معد من قبل شهرين يقضي بتبادل زيارات الوفود من الدولتين". وأثار وصول سفن إيرانية الساحل السوداني في أكتوبر الماضي بعد أيام من اتهام الخرطوم لإسرائيل بقصف مجمع اليرموك الحربي جنوبي العاصمة ووصول سفن إيرانية أخرى في ديسمبر الماضي شكوكا لدى دول عدة حول وجود حلف عسكري بين طهرانوالخرطوم. وقال خبراء تحدثوا لمراسل وكالة الأناضول في وقت سابق إن وصول تلك السفن يعزز من الشكوك في وجود حلف عسكري بين الخرطوموطهران وهو ما يضع السودان في مواجهة مع تل أبيب ودول الخليج، وبالأخص السعودية المطلة على البحر الأحمر. وقال وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، عقب وصول السفن الإيرانية في أكتوبر إن دول الخليج تنظر بعين الريبة لعلاقة الخرطومبطهران، موضحًا أن القادة الحكوميين منقسمون حول العلاقة مع إيران بوصفها مهددًا للعلاقة مع دول الخليج. ويعوّل السودان على قروض واستثمارات خليجية لإنقاذ اقتصاده الذي تلقى ضربة موجعة بانفصال الجنوب العام الماضي وفقدانه لأكثر من 50% من إيراداته حيث تتركز 75% من حقول النفط بالجنوب. وربط خبراء بين وصول السفن الإيرانية وتأجيل ملتقى إقتصادي سوداني سعودي من فبراير الجاري إلى أبريل المقبل لكن وزير المجلس الأعلى للاستثمار السوداني، مصطفى عثمان، قال في تصريحات صحفية إن التأجيل "تم باتفاق الطرفين لمزيد من التجويد والترويج". وأوضح مصطفى أنه تم إعداد تصورات ل450 مشروعا تكلفتها 13.5 مليار دولار لمناقشتها في الملتقى. ورأى أن حكومته تعول على الاستثمارات السعودية وتمنحها عناية كاملة لقرب السوق السعودي واستيعابه للمشاريع الاستثمارية في السودان.