لو غنت شريفة فاضل، ومحمد عبدالوهاب للفلاح اليوم، فماذا يقولان؟ هل تغنى «شريفة».. فلاح كان فايت بيغنى من جنب السور شافنى وأنا باقطف كام وردة فى طبق بنور.. قطع الموال وندهلى وقال ياصباح النور يا أهل البندر، وهل يغنى له عبدالوهاب ما أحلاها عيشة الفلاح مطمن قلبه ومرتاح؟ الأغانى التى تتناول حالة الفلاح اليوم لو كان بيننا شريفة وعبدالوهاب يجب أن تكون فلاح كان فايت بيعيط وما اتعسها عيشة الفلاح، وهل كان الفلاح فى الماضى بيغنى وعيشته حلوة فعلاً ولو لم يكن فلاحاً لتمنى أن يكون فلاحاً أم أن الحقبة السياسية التى غنت فيها شريفة وعبدالوهاب لرغد عيش الفلاح كانت تقتضى ذلك لإقناع الفلاح بأنه متهنى وقلبه سعيد رغماً عن أنفه؟ فى هذه الحقبة أجريت تعديلات دستورية للنص على أن البرلمان يتكون من 50٪ عمالاً وفلاحين و50٪ فئات، لكن القوانين التى صدرت لتنفيذ المواد الدستورية فشلت فى وضع تعريف محدد للعامل أو الفلاح حتى الوقت الحالى ومكنت لواء شرطة والجيش من دخول البرلمان بصفة فلاح وعامل، وخلعوا الجلباب تحت القبة لتظهر البدلةورابطة العنق! وأصبحت نسبة العمال والفلاحين على الورق فقط كما عرف الدستور بعد ذلك كوتة المرأة تحت مسمى التمييز الإيجابى لزيادة تمثيل المرأة فى البرلمان، ولم تكتمل الكوتة بعد حل آخر برلمان فى عهد النظام السابق. هناك اقتراحات حالياً داخل الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور لإلغاء نسبة 50٪ عمالاً وفلاحين فى البرلمان وهناك شبه إجماع من الأعضاء لإلغاء هذا التمييز الذى لم يستفد منه العمال ولا الفلاحون فى الواقع، وتعارض هذا الاتجاه نقابة الفلاحين وممثلها فى التأسيسية لتخوفهم من أن نسبتهم سيستولى عليها رجال الأعمال الذين يعتبرهم العمال مصدر شقائهم لانتهاج بعض رجال الأعمال أسلوب القسوة مع العاملين فى مؤسساتهم وعدم حصولهم على أجور عادلة، كما لا يحبهم الفلاحون لأن بعضهم ينتج مستلزمات الزراعة ويرفع الأسعار عليهم. وبنظرة فاحصة لهذه الأزمة نجد أن نسبة ال«50٪» لم تعد بأية فائدة على العمال والفلاحين لا فى الماضى أيام الأغانى التى كانوا يضحكون بها على الفلاحين، ولا فى الحاضر، ولا فى المستقبل، فالفلاح والعامل فى أسوأ الحالات. العمال لجأوا للاعتصامات للمطالبة بحقوقهم، والفلاحون يهددون بتبوير الأرض لعدم قدرتهم على شراء مستلزمات الإنتاج التى ارتفعت أسعارها بشكل خرافى وفشلهم فى الحصول على سعر عادل لبيع انتاجهم، كما أن جميع القوانين الجائرة التى أضير منها الفلاح والعامل صدرت من البرلمان فى ظل نسبة 50٪ عمالاً وفلاحين ولو سألنا العمال والفلاحين ماذا فعل لكم نواب البرلمان سيقولون منعرفهمش، وهم فعلاً لا يعرفونهم لأنهم ذهبوا إليهم يرتدون الجلباب أو حلل العمال وعندما استولوا على أصواتهم، أخرجوا لهم ألسنتهم وارتدوا بنطال الأفندية، وتنكروا لمشاكلهم. ثم من قال إن العمال والفلاحين يحتاجون إلى نواب يطلق عليهم عمال وفلاحين يدافعون عنهم، ألم يؤكد الدستور والقانون ان النائب هو نائبا عن الأمة بأكملها، ومن حقه الحديث باسم كل الفئات والتصدى لحل جميع المشاكل؟ سمعت الدكتور جمال جبريل عضو التأسيسية يقول إن كل الاقتراحات التى تلقتها الجمعية تصب فى خانة إلغاء هذه النسبة لأنها لو استمرت يبقى معملناش حاجة، وأن هذه النسبة تقررت فى ظروف معينة وفشلت ثم أنهى كلامه قائلاً لماذا لا تبحث عن بدائل، البدائل مطلوبة لطمأنة هذل القطاع العريض فى المجتمع وأرى أنها تبدأ بتعليم المرشحين لعضوية البرلمان يعنى إيه نائب؟ وتدريب الناخبين على طريقة الاختيار؟ للوصول إلى برلمان متوازن يمثل كافة الأطياف وهذه مهمة الأحزاب السياسية.