في مقال تهكمي نشره موقع "نيوز وان" الإسرائيلي قال الكاتب الإسرائيلي "موطي هينريخ" إن الجيش المصري بات ينشغل بإنتاج السمن وبيع الحليب وتزايدت فيه أشكال الفساد ليتحول إلى مخبز أكثر من كونه جيشاً، مؤكداً أن وضع الجيش المصري المتراجع جيد لليهود. وحذر الكاتب الإسرائيلي قادة الجيش ووزارة الدفاع الإسرائيلية من السير على درب الجيش المصري والدخول في المجال الاقتصادي حيث إن هذا في غير صالح اليهود. وقال الكاتب إن الجيش المصري يسيطر على جزء كبير من الأنشطة الاقتصادية في مصر، وبحسب تقديرات الخبراء تتراوح نسبة سيطرة الجيش على أنشطة الاقتصاد بين 20-40%. وأضاف المصانع الحربية المصرية كانت مهمتها الأساسية هي الإنتاج من أجل الجيش، لكنها لا تنتج فقط الدبابات، إنما مجموعة متنوعة أخرى من السلع للمدنيين، على حد تعبير الكاتب. وأضاف أنه بمرور السنين حرص الضباط المتقاعدون من الجيش على الحصول لأنفسهم على وظائف في مشروعات الجيش في إطار توسيع المنظومة الاقتصادية للجيش، مؤكداً أن كل الشركات المملوكة للجيش يديرها ضباط متقاعدون. وتابع الكاتب: "لا غرابة في أن الجيش المصري، بكونه عنصرًا اقتصاديًا مهمًا في الدولة، يعارض أي إصلاح يسير في اتجاه الاقتصاد الحر أو الخصخصة، حتى لو جرت الخصخصة بالأسلوب المصري- الإسرائيلي (أي نقل نسبة الاستحواذ) إذا لم يكن المرشح من نخبة المجتمع. وبرْهَن الكاتب على كلامه بأن قادة الجيش استشاطوا غضبًا لأن رجل الأعمال أحمد عز المقرب لجمال مبارك، اشترى من الدولة مصانع الحديد في إطار مسيرة الخصخصة رغم أن الجيش كان مهتماً بتلك المصانع. وأضاف الكاتب أن الجيش المصري ينتج الأسمنت، والسمن، ويسيطر على شبكات المياه والصرف ومزارع الحليب، ويدير المخابز الحكومية، فضلاً عن شركات البناء المتنوعة. وقال الكاتب إن هذه العدوى انتقلت لضباط الجيش الإسرائيلي والشرطة، الذين يحرصون الآن على مواصلة حياتهم المهنية بالخروج على المعاش في سن مبكرة نسبياً، ثم العودة بشكل آخر لإدارة شركات حكومية والانضمام كعاملين مدنيين بوزارة الدفاع، ناهيك عن عمل البعض كمساعدين في السفارات والقنصليات بالخارج. وأشار الكاتب إلى أن وزارة الدفاع الإسرائيلية قررت مؤخراً اقتحام مجال عمل جديد وهو التخطيط الإقليمي للبناء المدني، بمعنى آخر تخطيط وزارة الدفاع للأراضي التي سيتم إخلاؤها من قواعد الجيش الإسرائيلي، والتي عمدت الوزارة إلى عدم إخلائها رغم هجرها منذ سنوات طويلة، مؤكداً أن معظم هذه القواعد تتواجد في قلب المناطق التي يتزايد عليها الطلب في وسط البلاد. وتساءل الكاتب: هل يوجد فعلاً اتفاق بين جنرالات وزارة الدفاع حول من سيتولى منصب رئيس إدارة البناء والأفراد الذين سيشغلون المناصب في الإدارة الجديدة؟ واختتم الكاتب مقاله بالمعادلة التالية: "كلما زاد انشغال الجيش المصري بإنتاج السمن وبيع الحليب وتزايدت فيه أشكال الفساد ليتحول إلى مخبز اقتصادي أكثر من كونه جيشاً، كان أفضل لليهود. وكلما انشغل الجيش الإسرائيلي بالمجالات الاقتصادية، كان ذلك سيئاً لليهود" .