تحل غدًا ذكري ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم أبرز ظاهرة غنائية ربما في تاريخ الأغنية المصرية والعربية. اليوم هو ذكري ميلادها ال 113 حيث ولدت يوم 30 ديسمبر 1904 وهو مختلف عليه وربما تكون ولدت عام 1900، أو 1898. ليس هذا شأننا ميلاد أم كلثوم. كان بداية مرحلة جديدة في الأغنية قبل أم كلثوم كان الغناء ركيكاً يتناول معانيا مبتذلة علي أنغام «أمان يا لا لالي». جاءت أم كلثوم إلي مصر 1923 وعمرها لم يتجاوز 19 عاما بعد أن اكتشف والدها الشيخ ابراهيم البلتاجي حلاوة وقوة صوتها في تلك الفترة كانت منيرة المهدية تتربع علي عرش الغناء في مصر. أم كلثوم جاءت الي مصر المحروسة لتغير مفهوم الغناء. وتلقف موهبتها. الموسيقار محمد القصبجي ومعه الشيخ زكريا أحمد وبعد فترة قليلة الشاعر أحمد رامي. استطاعت في فترة وجيزة ومعها الموسيقار الراحل محمد الوهاب تنقية اذان المستمعين بكلمات راقية وأصوات عذبة. أم كلثوم كانت هدية من السماء. أغانيها الأولي جذبت كافة المستمعين منها «الصب تفضحه عيونه» «إن كنت أسامح» النوم يداعب عيون حبيبي، علي بلد المحبوب. واتجهت للسينما مع بداية الأربعينيات قامت ببطولة 6 أفلام: نشيد الأمل، عايدة، دنانير، سلامة، وأخيراً فاطمة. عمر أم كلثوم الفني تجاوز النصف قرن كانت عبارة عن مشوار من المجد لم تصل اليه أي مطربة في التاريخ. غنت أكثر من100 أغنية معظمها خالد في وجدان الملايين استطاعت الارتقاء باحساس ومشاعر بل ولغة الملايين. أعذب الكلمات سواء في القصائد أو الغناء العامي صوتها كان معجزة بكل المقاييس. استطاعت أن تطور نفسها باستمرار حتي بعد أن تعدت السبعين عاماً. نذكر منها: روائعها الغنائية «الأطلال»، «انت عمري»، «سيرة الحب»، «هذه ليلتي». «رق الحبيب»، «أمل حياتي»، «أغداً ألقاك»،"كل ليلة وكل يوم"، «ذكريات»، «أقولك ايه عن الشوق»، «رباعيات الخيام»، «هجرتك»، «الحب كدة»، «انت الحب»، «فكروني»، «ظلمنا الحب»، «بعيد عنك»، «للصبر حدود»، «فات الميعاد»، «ألف ليلة وليلة»، «يامسهرني»، أقبل الليل، «القلب يعشق كل جميل»، «ليلة حب» وأخيرا «حكم علينا الهوي». رحلت أم كلثوم عن دنيانا يوم الاثنين 3 فبراير 1975. ومازال صوتها خالداً في الوجدان نسمعها كل يوم وكل ليلة. ننهل من فنها الخالد أم كلثوم كانت ومازالت تمثل الشموخ وقوة مصر الناعمة رحم الله كوكب الشرق في ذكري ميلادها.
